شهدت الفترة الماضية ارتفاع نبرة المواجهة مرة أخرى بين العالم الإسلامي من ناحية وبين أوروبا وأمريكا من ناحية أخرى فيما يتعلق بالهجوم على شخص النبي محمد صلى الله عليه وسلم فلم تزل بعد آثار الرسوم المسيئة لرسولنا الكريم، إلا ويطلع علينا بابا الكنيسة الكاثوليكية بتصريحات صدمت مشاعر المسلمين في شتى بقاع العالم. وما زالت ردود أفعال المسلمين تتوالى للرد على تلك الإساءات المقصودة لتأجيج نار الصراع بين المسلمين والغرب، وإلصاق تهم العنف والإرهاب بالمسلمين، فيجب على المسلمين أن تتداعى عليهم الأمم من كل حدب وصوب. وما أن يفكر المسلمون بالرد بأي وسيلة إلا ويتهمون بأفظع التهم، بل يصل التطاول إلى دينهم ونبيهم الكريم الذي كان مثالا للإنسان الكامل، وإن كنا لا نستغرب هذا من أناس أعماهم الحقد والتعصب. ولقد صدر مؤخرا كتاب بعنوان التطاول الغربي على الثوابت الإسلامية للدكتور محمد يسري. ولقد جاء الكتاب في مباحث ستة تناول المبحث الأول صورة الإسلام في الفكر الغربي قديما وحديثا، مبينا أن العداء الغربي للإسلام قديم قدم الإسلام، وأن أدبيات الفكر الغربي تغذي نيران الحقد والكراهية وتؤجج نيران البغضاء والعداوة للإسلام والمسلمين. أما المبحث الثاني بين الكاتب فيه موقف مناهج التعليم الغربية من الإسلام، وأن هذه المناهج تأثرت بكتابات المستشرقين. ويركز الكاتب على المفهوم الاستعماري للاستشراق الذي من أهدافه إذابة الشخصية الإسلامية، وتغيير ما بنفس المسلمين من إيمان بالإسلام ومثله ونظمه ولغته وحضارته والتنكر لكل هذا وقطع الصلة بين المسلم وربه ونبيه، ثم تحدث في المبحث الثالث عن صورة النبي صلى الله عليه وسلم في التراث الغربي وبين تعمد قادة الفكر الأوربي تشويه صورة النبي صلى الله عليه وسلم أما المبحث الرابع فجاء تحت عنوان أسباب التطاول على خير الأنام صلى الله عليه وسلم، وبين أن هناك أسبابا دينية وأخرى ثقافية وفكرية وثالثة تاريخية ونفسية ورابعة داخلية لهذا التطاول البغيض. وفي المبحث الخامس يستشرف الكاتب المستقبل،مؤكدا أن المستقبل للإسلام في الغرب وأن الصورة المشوهة التي صنعها كيد الشانئين آيلة للزوال بإذن الله. وفي المبحث السادس والأخير يحاول الكاتب في إيجاز أن يضع خطوطا عامة للعمل للتصدي لهذه المحاولات الخبيثة.