كتب الصحفي روبرت فيسك مقالا بصحيفة ذي إندبندنت البريطانية. استنكر فيه ما بدا على الزعماء الأوروبيين وهم يلتقون رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بعيد وقف إطلاق النار في غزة من سرور. كما استغرب استمتاع القادة العرب في قمتهم بالكويت بتسليط أضواء الكاميرات عليهم وهم يتظاهرون بالاتحاد ودعم الشعب الفلسطيني الذي عانى أشكال الخيانة البشعة، على حد وصفه. وفي بداية مقاله قال فيسك: إن صورتين أوردتهما صحيفة السفير اللبنانية على صفحتها الرئيسية قالتا كل شيء. ففي بداية الصفحة - يقول الكاتب - ظهرت صورة مروعة لجثة منتفخة لرجل فلسطيني بعد انتشاله من تحت أنقاض بيته، بينما يصرخ رجلان من عائلته حزنا وغضبا مما لحق بقريبهم. وفي المقابل، ظهرت في نصف الجزء السفلي من نفس الصفحة صورة أخرى لعدد من زعماء الدول الغربية وهم يمزحون مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت الذي كان يضحك ملء فيه وقد وضع رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني يده على ظهره وهو ينفجر ضحكا وليس أسى، وعن يمين أولمرت بدا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وهو يتباهى بأغبى ابتساماته، بينما لم تظهر ابتسامة على وجه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ربما لأنها أدركت حجم الانهيار الأخلاقي، على حد تعبيره. فأوروبا يقول فيسك- تضحك بينما يتابع الفلسطينيون الحداد على موتاهم، ويضيف: أنه بينما كانت قناة الجزيرة تقدم التقرير تلو الآخر لفلسطينيين وهم يحملون جثثا متحللة تم انتشالها من تحت الأنقاض، كان الزعماء العرب المجتمعون في قمة الكويت يستمتعون بأضواء الكاميرات ويتصافحون. كما يتبادلون الابتسامات متظاهرين بالوقوف صفا واحدا وراء الفلسطينيين. ثم يبرز فيسك ما سماه ضعف وعجز الرئيس الفلسطيني محمود عباس قائلا: إن ذلك تجلى في تكراره يوم الاثنين: أن الخيار الوحيد أمام العرب هو صنع السلام مع إسرائيل، كما لو كان العرب هم الذين يرفضون هذا السلام. وأضاف: أن وضع القادة العرب يرثى له. مشيرا إلى أن كل ما كان بمقدورهم هو إعلان التبرع بالمال لإعادة بناء غزة. ويتساءل فيسك هنا..لكن كم مرة رمى الأوروبيون والعرب بأموالهم إلى غزة لتتناثر بعد ذلك إلى أشلاء تحت وقع القذائف والقنابل..؟