قدّم المخرج الياس سالم، العرض الشرفي الأولّ فيلمه الثاني بعد ”مسخرة” والمعنون ب”الوهراني”، أمام الجمهور العاصمة أول أمس بقاعة الموڤار، بعد عرضه للصحافة في صبيحة اليوم نفسه، طرح فيه أسئلة حول الذاكرة وكيفية تبنيها. ساعتان من الزمن كانت مدة فيلم ”الوهراني” الذي سافر عبر الذاكرة الجزائرية مسترجعا الألم والأمل معا، من خلال طرح عديد الأسئلة حول إمكانية المصالحة معها وهل يمكن تبنيها من جديد، انطلاقا من صور قدمها عن الحرب التحريرية وأهم محطاتها، إضافة إلى بعض المراحل التي عرفت ”رجات” في صفوف المناضلين والثوار الجزائريين بسبب اختلاف الرؤى. قصة إنسانية تتحدث عن التضحية والصداقة والحب بنيت على خلفية علاقة صداقة ونضال بين بطل الفيلم جعفر الملقب بالوهراني وحميد، طرحت بشكل جريء ونقدي. تروي قصة ”الوهراني” عودة المجاهد جعفر أو الوهراني بعد الاستقلال إلى بيته ليفاجأ بنبأ وفاة زوجته ياسمين التي تم اغتصابها من قبل ابن أحد المعمرين، وتترك وراءها طفلا كان ثمرة ذلك الاغتصاب. فرغم تلك الصدمة يحتضن جعفر ذلك الطفل ويكون له بمثابة الأب الحقيقي. لتبدأ رحلة أخرى بين جعفر والطفل بشير، حيث يصر الأب على إخفاء الحقيقة عليه لكن سرعان ما يبدأ الطفل في البحث على السر في اختلاف شكله عن باقي أفراد العائلة. وكان شبح ياسمين التي لم تظهر في الفيلم حاضرا بقوة، خاصة أن وزجها عانى كثيرا من رحيلها كما لم يقبل إخفاء أصدقاىه لموتها خلال تواجده بالجبل، معتبرا ذلك بمثابة خيانة، لاسيما من قبل صديق عمره ”حميد” الذي اعتلى مناصب سياسة عليا بعد الاستقلال. رغم تغير نظرة حميد لبعض المسائل إلا أنه بقي قريبا من جعفر وحاول مساعدته في تجاوز محنته في فقدان ياسمين. تمكن المخرج بفضل تحكمه في أطوار القصة والأداء الناجح للممثلين الرئيسين الياس سالم وخالد بن عيسى وجمال براك أن يشد اهتمام الحضور رغم طول مدة الفيلم، وقد ساهم أداء الممثلين إعطاء قوة للعمل وكان للمخرج فضل في ذلك حيث حرص على أدق التفاصيل.