حياة أبسط ما يمكن القول عنها بأنها معطلة بقرية ‘'أولاد سليني” المتواجد على بعد 5 كلم من دائرة برج الغدير الواقعة في الجهة الجنوبية الشرقية من مقر ولاية برج بوعريريج على بعد 30 كلم، وحسب ما وقفت علية ”الفجر” بعين المكان ، ما يقارب 120 عائلة بالقرية تتخبط في ظروف مزرية وتعاني من إنعدام كلي للتنمية رغم البرامج التنموية التي تقدمها الدولة للقرى من أجل رفع الغبن وفك العزلة عن سكان هذه المناطق. القرية تفتقر للعديد من الهياكل القاعدية والضرورية في مقدمتها شبكة الطرق الداخلية للقرية الغائبة تماما عن المشهد إضافة إلى غياب شبكة المياه وغياب حصص البناء الريفي تماما وشبكة الغاز الطبيعي وإنعدام طريقة مثلى للتخلص من القمامة المنزلية إضافة غياب شبكة الصرف الصحي وتدني الخدمات الصحية التي تقدمها قاعة العلاج التي تفتقر للعديد من التجهيزات الطبية ناهيك عن المرافق الرياضية والترفيهية التي لم تعد من بين أولويات السكان في هذا الوقت ومازاد من تأزم الوضعية هو غياب شبكة الهاتف النقال التي أدخلت القرية خارج نطاق التغطية. سكان المنطقة وفي لقائنا بهم أكدوا بان القرية تعيش ظروفا حالكة وصعبة بسبب التماطل من طرف السلطات المعنية التي ظلت تقدم في الوعود بدون تجسيدها على أرض الواقع وهذا بالرغم من المراسلات العديدة التي قامت بإرسالها جمعية المستقبل للتنمية الريفية من أجل التكفل بمتطلبات القرية المتعددة إلا ان الظروف المزرية تبقى سيدة الموقف، التغطية بشبكة الهاتف النقال غائبة تماما. من بين اهم المشاكل والعوائق التي تصادف سكان القرية غياب شبكة المتعامل الهاتف النقال ”جيزي، أوريدوا، موبيلس” والذي أثر بشكل رهيب عليهم حيث أدخلهم هذا الإشكال في عزلهم عن العالم الخارجي، حيث اوضح السكان بان الدخول للقرية مباشرة يعني بأنك خارج نطاق التغطية. البناء الريفي مغيب لأسباب مجهولة أوضح سكان قرية ”أولاد سليني” ببرج الغدير بأن قاطني القرية يطرحون تساءل حول حرمان قاطني القرية من الاستفادة من حصص البناء الريفي رغم الحاجة الماسة إلية وذلك بالنظر لتضرر سكناتهم بالإجماع من الانشقاقات والإهتراءات كونها من المنازل القديمة والتي تعود إلى عهد ”القرمود والطين ”، حيث عبر السكان عن سخطهم الشديد للحالة المزرية التي تواجه الحالة الكارثية التي ألت إليها منازلهم وعدم تمكينهم من الاستفادة من برنامج الدولة الذي أعطي إيجابياته بالعديد من المناطق بولاية برج بوعريريج، وللإشارة فإن الكثير من المناط بعاصمة البيبان إستفاد سكانها من حصص البناء الريفي بنسبة مائة بالمائة لتبقى قرية ”أولاد سليني ” تسجل ولا استفادة لحد الآن ويبقى أمل السكان في أن يصل مطلبهم للمسؤولين من خلال ” الفجر” للتدخل العاجل وتمكين سكان القرية من مساواتهم بين الآخرين. شبكة الطرق محجرة وغائبة ”بأولاد سليني” والنقل الجماعي شبه منعدم معاناة سكان القرية متواصلة مع غياب التهيئة الداخلية لشبكة الطرق التي تشهد حالة كارثية من الحفر والمطبات ناهيك عن المنحدرات التي تبقى غير مؤمنة والتي تبقى مصدر لأخطار وشيكة قد تصيب الأطفال والعجزة في أي لحضه ممكنة حيث سرد لنا أحد السكان قصة نقل ابيه الطاعن في السن عن طريق نقله بحمار من اجل إخراجه للطريق ونقله لتلقى العلاج، هذا بغض النظر عن المسلك الذي يربط القرية بدائرة برج الغدير والذي أصبح مصدر قلق وخوف في العديد من نقاطه بسبب الصخور الأيلة للسقوط كون المنطقة تكتسي الطابع الصخري، حيث شهدت مؤخرا منطقة ”الساردان ” سقوط صخور كبيرة جدا أغلقت الطريق وزرعت الخوف لدى السكان، هذا وتعرف بعض النقاط الأخرى من هذا الطريق العديد من الحفر والمطبات، إضافة إلى ذلك يعاني سكان القرية من النقص الحاد في شبكة النقل الخاص للأفراد بين القرية ودائرة برج الغدير حيث يبقى السكان في الاعتماد على وسائلهم الخاصة في ظل عدم نجاعة حافلة صغيرة واحدة لا تفي بالغرض، السكان عبروا عن إستيائهم لهذا التهميش الذي وصل بهم موضحين بذلك بان عجلة التنمية توقفت مباشرة مع عملية تعبيد الطريق الذي توقف عند مدخل القرية أملين بأن تستجيب السلطات لمشكل تعبيد الطرق الداخلية في أقرب وقت وتوفير النقل. الحصول على المياه الصالحة للشرب بشق الأنفس أعرب السكان عن قلقهم الشديد نظرا لغياب تعميم المياه الصالحة للشرب بمنازلهم وكون هذه المادة حيوية بدرجة كبيرة جدا تظل المعاناة سيدة الموقف في عملية الحصول عليها من مناطق بعيدة عن القرية، والتي يستعمل في عملية نقلها ” الأحمرة” ، السكان تأسفوا كثيرا لعدم إهتمام السلطات المعنية بمطلبهم الذي وصفوه بالشرعي موضحين بان محدودية دخلهم جعلتهم يقبعون في هذه القرية النائية، وفي ظل المشاكل الأخرى التي تهدد وجود السكان بهذه القرية يطلب السكان من السلطات الولائية بضرورة التدخل وبعث مشاريع تنموية في مقدمتها توفير المياة الصالحة للشرب. الغاز الطبيعي مطلب وحلم سكان القرية عبر سكان قرية ”أولاد سليني” عن أملهم وحلمهم في استفادة قريتهم من مشروع الغاز الطبيعي كباقي القرى الأخرى المجاورة بعاصمة الولاية وذلك من اجل تطليقهم للمعاناة المريرة التي تواجه عائلاتهم في عملية التدفئة خلال فصل الشتاء الذي أصبح من بين الفصول الذي يشكل خوفا كبيرا لدى أرباب هذه العائلات في عملية الحصول على قارورة غاز البوتان التي تصل سكان القرية بمبالغ وتكاليف مرتفعة تصل حدود 400 دج في بعض الحالات. التخلص من الفضلات والقمامة المنزلية بطرق تقليدية من بين المشاكل الكارثية بالقرية غياب شبكة الصرف الصحي التي أدخلت السكان في نفق مظلم بسبب الأخطار التي قد تصيب سكان القرية بما فيهم الأطفال الصغار جراء التسربات التي تنبعث من الحفر التقليدية الخاصة بالتخلص من النفايات المنزلية التي يستعملونها حاليا، سكان القرية عبروا عن تذمرهم الشديد لغياب هذا المشروع الصحي بالقرية الذي قد يساهم في انتشار الأمراض والأوبئة خاصة في فصل الصيف ويبقى مطلب قاطني القرية في دفع عجلة التنمية بقريتهم وتسجيل مشروع الصرف الصحي من أجل تخليص سكان القرية من مشكل التفريغ والمرض. هذا وتفتقر القرية لطريقة تتخلص منها من القمامات المنزلية لغياب الحاويات الخاصة وعدم توفير شاحنة خاصة من طرف السلطات المعنية لرفع هذه القمامة بشكل مستمر رغم المراسلات العديدة التي وصلت السلطات المعنية من طرف جمعية المستقبل للتنمية، ليبقى أمل السكان كبير في الالتفات لانشغالات السكان في المستقبل القريب من طرف السلطات المعنية. سكان القرية تأثروا جدا للحالة المزرية التي أصبحت تنتابهم خلال عملية تشييع وفياتهم للمقبرة المحاذية للقرية بسبب غياب طريق رئيسي يؤدي لها، حيث أوضح السكان بان عملية نقل موتاهم تمر في ظروف سيئة للغاية بسبب صعوبة المسلك والتي يتحتم في بعض الأحيان إستعمال ”الأحمرة” في عملية الدفن. خدمات غير المركز الصحي كافية والمرافق الرياضية منعدمة تعتبر تدني الخدمات التي تقدمها قاعة العلاج المتواجدة بالقرية من بين المشاكل التي أصبحت تهدد سلامة السكان بسبب افتقار المركز للعديد من التجهيزات والمستلزمات الطبية، وحسب شهادات السكان فإن المركز لا يقدم سوى خدمات طبية بسيطة جدا ولا يمكن الاعتماد عليه في الحالات الخطيرة التي لا قدر الله تصيب سكان القرية، حيث شهدت حالة كسر لأحد التلاميذ الذي نقل لخارج القرية من أجل تلقى العلاج عن طريق الوسائل الخاصة للسكان، ناهيك عن الحالات الاخرى التي تستوجب التنقل خارج أسوار القرية من أجل تلقي العلاج ويبقى أمل السكان في توفير طبيب وممرض أو على الأقل سيارة إسعاف من أجل إيجاد حل للحالات التي تحدث فجأة وذلك من أجل الحفاظ على سلامة سكان القرية. يبقى شباب القرية محرومين من مختلف المرافق الرياضية والترفيهية، حيث أوضح شباب المنطقة بأنه في ظل المعاناة المزرية التي يعيشها سكان المنطقة يبقى مطلب تسجيل مشاريع تثقيفية وملاعب جوارية في الدرجة الاخيرة من سلم المطالب الذي يحمل العديد من المتطلبات الضرورية المذكورة سابقا. رئيس البلدية يقر بالنقائص وفي إتصالنا برئيس البلدية لبرج الغدير أوضح لنا بأنه يحمل على عاتقة كل المشاكل التي تتخبط فيها القرية ،موضحا بأن هناك اولويات لا بدا من الاهتمام بها ،بالنظر للقرى العديدة التي تنتمي لبلدية برج غدير ،موضحا بأن مشكل إنعدام الشبكة للمتعامل الهاتف النقال تم إبلاغ السلطات المعنية بذلك وبأن دائرة برج الغدير تعاني من هذا المشكل بقوة، وعن حصص السكن الريفي اشار رئيس البلدية بأن القرية إستفادت من 05 حصص من مجموع 220 حصة سيتم توزيعا على العديد من سكان القرى الاخرى وذلك في إطار برامج 2011/2012، أما فيما يخص مشكل الغاز الطبيعي فكشف رئيس البلدية بأن هناك اقتراح من طرف مديرية الطاقة والمناجم على إنجاز محطة للغاز الطبيعي بين قرية أولاد سليني ودائرة رأس الوادى بما أن هذه القرية واقعة على نفس الخط لدائرة رأس الوادى والتي من شأنها تزويد القرية بشبكة الغاز الطبيعي خلال السنة الجارية، كما أوضح بأن الاهتمام بشبكة المياه سيكون خلال المستقبل القريب من خلال تعميم عملية الاستفادة لكامل السكان بمياه الشروب، رئيس البلدي أعتبر شق الطريق للمقبرة من بين المطالب التي لا تأخذ أولوية بما أن هناك مشاريع تستوجب الإسراع في عملية مباشرة إنجازها.