قال مصطفى العياضي والي تيبازة الجديد، خلال الخرجات الميدانية الثلاث الذي قادته إلى دواوير والقرى النائية الموزعة على البلديات التابعة لدوائر قوراية، لداموس، شرشال، أن هذه الخرجات الرسمية الأولى له بالولاية، هي بمثابة وضع النقاط على الحروف من خلال توجيه رسائل واضحة ومباشرة عن كيفية وآلية تسيره وأداءه لعمله• العياضي القادم من الولاية الصحراوية وادي سوف، بعد حركة تغيير الولاة الأخيرة التي نصبته في الولاية الساحلية تيبازة، يبدو أنه قد وجد في الدواوير والقرى النائية مهمة سهلة لمواصلة إخراج قاطنيها من العزلة، فالوالي الذي كانت له مهمة في ولاية صحراوية، يعرف جيدا الفرق بين الولايتين من حيث الخصائص الطبيعية والمناخ، وبالتالي يعد الوحيد العارف إذا ماكانت مهمته سهلة أم صعبة· وسنحت الزيارة التي قادت الوالي الجديد بمعية المدراء التنفيذيين وكانت جريدة سالسياسي'' من بين الوفد الإعلامي المرافق، فرصة لرؤية الجمال الطبيعي الذي وهبه الخالق لهذه الدواوير النائية، فرغم تخبطها في مشاكل على مستوى كل الأصعدة، إلا أن الطبيعة الخلابة الممزوجة بين روعة الجبال والبحر، يجعل من مواطنيها يحمدون الله ويعتبرون أنفسهم محظوظين لأنهم محاطين بعوامل طبيعية تزرع في نفوسهم الهدوء، عكس أقرانهم الموجودين في الولايات الداخلية المعروفة بطبيعتها القاسية وغياب أدنى ضروريات الحياة· الوالي يعرض خطة عمله والمواطنون يؤكدون أن العبرة بالنتائج طرح مواطنو ورؤساء بلديات أغبال، قوراية، مسلمون بدائرة قوراية، وبلديات حجرة النص سيدي غيلاس، دائرة شرشال، وبلدية الأرهاط دائرة الداموس، خلال زيارة العمل الميدانية الأولى التي قادت والي ولاية تيبازة، لدوا وير والقرى النائية للدوائر الثلاث، مشاكلهم وانشغالاتهم وحتى مطالبهم التي ما ينفكون يكررونها مع رحيل مسئول ومجيء آخر، دون أن تجد طريقها للحل· ويأمل سكان الدواوير والقرى النائية من الوالي الجديد في أول خرجات ميدانية له،تحقيق لهم المطالب الأساسية للحياة والتي من شأنها أن ترفع عنهم الغبن وتضمن لهم حقهم في العيش الكريم،بعد عودة واستتاب الأمن في هذه الدواوير والقرى النائية بعد سنوات قاسية عاشوها خلال المأساة الوطنية· مصطفى العياضي، كرر وتحدث في كل دوار وقرية عن ورقة العمل المسطرة للدواوير والأحياء، التي بقدر ما رحب بها الجميع بقدر ما أبدوا بعض من التحفظ،لأن العبرة بالتنفيذ، ولخص الوالي مهمته في هذه الدواوير في خمس نقاط واعتبر تجسيدها بمثابة أولوية الأولويات، حيث تمثلت في فتح مسالك من الدواوير التي لا تزال معزولة عن بلدية الأم وربطها بالطرقات الرئيسية للأحياء والبلدية،لأنها حسبه ستخلق حركية لدى المواطنين، وأن المواطن إذا وجد مسلكا للتحرك بسهولة، فإن ذلك سيساعده على عدة أصعدة التعليمية والصحية والمعيشية، أما الأولوية الثانية، فموجه بصفة أدق للتلاميذ المتمدرسين في الأطوار الثلاث، والقاطنين في الدواوير النائية وهذا بتوفير التدفئة، الإطعام،الإيواء، الكتب، المعلمين، والنقل المدرسي، قصد توفير محيط تربوي ومريح للتلميذ،لتجنيبه مشاقة الجوع والتعب بسبب بعد المسافة التي تبتعد أغلبها عن المدارس بأكثر من 01 كلم، مصرا على التأكيد أن الهدف الرئيسي هو تقريب التمدرس من التلاميذ من خلال توفير كل الإمكانيات المادية اللازمة لأن المستقبل هو للجيل المتعلم· وتتمثل الأولوية الثالثة، في توفير المياه وإيصالها لكل مسكن، لأن من ذلك تجنيب المواطن خاصة النساء والأطفال مشاقة جلب المياه الصالحة للشرب بالدلاء، وهو ما سيوفره سد دير الكاف الذي تقدمت وتيرة الأشغال به· أما الأولوية الرابعة حسب الوالي، فهي إيصال الكهرباء لكل منزل مع استدراك مشكل الإنقطاعات المتكررة، خاصة وأنه تم تسجيل مشروع إنجاز محطة توليد الكهرباء بقرية واد السبت ببلدية مسلمون· ويختم الوالي أولوياته بخصوص هذه المناطق النائية في إنجاز في كل قلب قرية أو دوار الهياكل القاعدية الأساسية التي يحتاجها السكان· الوالي يرمي الكرة في مرمى المواطنين يتطلع سكان هذه الدواوير والقرى النائية إلى تحسن الوضع الصحي بتوفير المرافق والخدمات الصحية التي من شأنها تجنيبهم عناء التنقل الطويل للبلديات المجاورة على غرار شرشال حجوط وتيبازة، لحصولهم على حقهم في الصحة· السكان رفعوا هذا الإنشغال للوالي الجديد وتحدثوا بإسهاب عن المشاكل الصحية التي يتخبط فيها أفراد عائلاتهم نتيجة غياب هذه المرافق وأدنى الخدمات الصحية، الأمر الذي دفعهم لمطالبة الوالي بتقييد لصالح البلديات التي تنتمي لها هذه الدواوير والقرى والموزعة في كل من أغبال، بني ميلك، مسلمون، الأرهاط، قوراية، الداموس، سيدي سميان، حجرة النص، مشاريع من شأنها رفع عنهم هذا الغبن الذي وصفوه بالكبير· ولم يتوقع السكان أن يكون رد الوالي مصطفى العياضي على انشغالاتهم، بتأكيده أن عملية توفير الهياكل الصحية تأتي بعد توفير الطاقم الطبي لأن السبب حسب الوالي يكمن في لا عقلانية إنجاز مرافق صحية جديدة في الوقت أن المرافق القليلة الموجودة في متناول بعض المواطنين عبر هذه البلديات، تبحث عن طواقم طبية لتلبية الحاجيات العادية للمرضى، وهو ما جعل المواطنون القاطنين بالدواوير النائية يسألونه ويطالبونه بالحل بصفته المسؤول الأول بالولاية، حيث وجه في هذا الصدد نداء للسكان، يحثهم فيها على ضرورة تشجيع أبناءهم غير الحاصلين على شهادة البكالوريا على التحاق بمقاعد التكوين التي فتحتها مديرية الصحة بتيبازة، خاصة فئة البنات للتخصص في المجال الشبه الطبي، قصد تلبية حاجيات المواطنين الصحية، كما أكد عزمه على بناء مستوصف ومسكن وظيفي لكل ممرضة أو طبيب يبدي نيته للعمل في الدواوير النائية· ووصف الوالي افتقار عيادة المتعددة الخدمات ببلدية مسلمون لقاعة للتوليد، بالعيادة سالمعوقة''، وفي سياق متصل، تم اتخاذ قرار بفتح صيدلية ببلدية أغبال التي تضم 8 آلاف نسمة، من خلال تخصيص محليين مهنيين المنجزة في إطار 001 محل في كل بلدية، لتجنيب المرضى عناء التنقل إلى البلديات المجاورة لشراء الدواء· كما أبدى الوالي تعجبه من الصدأ الذي لحق بمعدات جراحة الأسنان والذي بدى واضحا للعيان، وهذا بالرغم من تأكيد مدير الصحة، أن اقتناءها تم حديثا، وهو مادفع بالوالي للتأكيد على وجوب صرف الأموال في شراء معدات حديثة وذات نوعية· وأمر الوالي بوجوب إشراك ومشاورة أهل الاختصاص في الصحة من خلال تشكيل لجنة طبية مهمتها مرافقة مكاتب الدراسات والهندسة قبل الشروع في إنجاز مخططات المشاريع، مؤكدا على وجوب خلق نظام تعاون طبي ينصب لصالح المواطنين القاطنين في الدواوير والقرى المعزولة· كما دعا الأطباء للتقرب من قاعات العلاج الموجودة في الدواوير النائية وتأطيرها متعهدا بتوفير السكن وحتى صناديق النحل والماعز، وفي السياق ذاته الأولوية للطاقم الطبي الذين تتوفر فيهم كل الشروط فيما يخص السكن التساهمي لتشجيعهم على البقاء في هذه البلديات قصد تأدية واجبهم المهني دون التفكير في ظروفهم الإجتماعية· سر اهتمام الوالي بالأطفال الوالي مصطفى العياضي، استمع أيضا لانشغالات الأطفال الذين طالبوا بحقهم في الحياة، فبقدر ما كانت طلباتهم بسيطة جدا إلا أن لا أحد من المسئولين ألقى بالا أو وفرها لهم، حيث طالب الأولاد فقط بتهيئة لهم مساحة اللعب التي حولوها إلى ملعب لكرة القدم بالعشب الطبيعي، في حين طالبت البنات بحديقة للألعاب، هذا الاهتمام المنقطع النظير الذي يبديه الوالي بفئة الأطفال، وعدم توانيه عن الإستجابة الفورية لكل مطالبهم، حتى وإن كانت بسيطة بالنسبة إليه، إلا أنها كان لها الأثر البالغ في نفسية الأطفال، فالوالي عندما تطالبه البراءة بتهيئة لهم مساحات اللعب التي حولوها للممارسة كرة القدم بالعشب الطبيعي يستجيب فورا، ويطلب من مرافقيه أن يلبي طلبات البراءة لأنهم بالنسبة له''فحولة ومستقبل البلاد''، إهتمام الوالي البالغ بالأطفال يدخل في إطار التواضع والانحناء لهم، خاصة أن واجب الدولة نحوهم هو منحهم كل الحقوق، كخطوة تدخل في إطار آفاقها لقطف واجباتهم وشعورهم بالمواطنة بعد دخولهم حيز البلوغ القانوني· ولا نعتقد في هذا الإطار أن الوالي يريد زعرض عضلاته'' أو جلب الشهرة لنفسه لوصفه بأن له قلبا رقيقا، لأنه ليس هنا بصدد التحضير لحملة إنتخابية أو البحث عن شعبية، لأنه معين من طرف رئيس الجمهورية وليس منتخبا، وإنما هذا التواضع لفئة بريئة وضعيفة يأتي إدراكا منه أن الإعداد الجيد للمستقبل يبدأ من هؤلاء، فالوالي الذي يكرر في كل خرجاته أن الأولوية هي توفير محيط جيد للمتمدرسين،من النقل والإيواء، والتدفئة، والإطعام، والكتب، وحتى هيئة التدريس، لأن إعداد تلميذ وتلميذة متسلح بالعلم، يعني إعداد شاب واعي· مكاتب الدراسات مسؤولة عن الخلل في الإنجاز الخبرة في مجال البناء ودقة الملاحظة، جعلتا الوالي يكتشف العيوب في إنجاز السكنات ومختلف المرافق العمومية الأخرى، وهو ما دفعه للرفع من حدة لهجته تجاه مكاتب الدراسات حيث طالبهم بإلزامية حضورهم لأن الدولة تدفع لهم راتبا شهريا يتراوح بين 6 و9 ملايين سنتيم مقابل مراقبتهم للأشغال، وأعاب على مكاتب الدراسات عدم متابعتها لنوعية الأشغال المنجزة، وطالب أصحاب المشاريع بوجوب إشراك مهندسين لإضفاء جمالية على البنايات، ما طالب بإختيار الطلاء المضاد للرطوبة، بسبب خصوصية المنطقة· وهدد الوالي المؤسسات المقاولة بفسخ العقود معها في حالة عدم الالتزام بالآجال المنصوص عليها في دفتر الشروط، كما أمر باستغلال جمالية المكان غداة الشروع في إنجاز المخططات· مؤكدا أن عهد الفوضى في البناء والإنجاز إنتهت مع رحيل الأزمة الأمنية· الوالي طالب مكاتب الدراسات والمؤسسات المقاولة بإتقان عملهم، أكد أن ذلك يعود بإيجاب عليهم، من خلال تحصيل الخبرة خاصة وأن الدولة اشترطت على المقاولات الأجنبية إشراك نظراءها الجزائريين· وفي سياق مواز،أمر الوالي تجهيز مكتبة بلدية الأرهاط بكتب تنصب لصالح التلاميذ خاصة الحوليات المطلوبة لدى التلاميذ، والتي ليست في متناول الجميع بسبب غلاءها، بالإضافة إلى شراء كتب لمؤلفين جزائريين، ومؤلفات تتحدث عن التراث والثقافة الجزائرية، عوض ملء الرفوف بكتب بعيدة عن اهتمامات القراء· وفي الأخير يبقى السؤال المطروح هو هل سيتمكن مصطفى العياضي الذي يقوم بزيارات استطلاعية غير رسمية ومفاجئة للولايات من إدخال متطلبات العيش الكريم لسكان دواوير وقرى والمداشر النائية الموزعة في الجهة الشرقية لولاية تيبازة، وهل حقا سيكون رئيس دائرة شرشال الجديد عند كلمته وفي مستوى رده عندما قال لأحدهم أبدى تعجبه من الإصلاحات التي تمس الدواوير بقوله ''وعلاش جابونا هنا باش نلعبوا''، الإجابة لن تكون اليوم بل ستثبتها الشهور القادمة؟· برتوكول الوالي·· المستمع الجيد للإعلاميين أثنى الوفد الإعلامي المرافق للزيارات الميدانية التي يقودها والي تيبازة الجديد مصطفى العياضي إلى دوائر الولايات لتفقد المشاريع التي هي في طور الإنجاز من جهة ،وللتعرف والإطلاع والاستماع لانشغالات ومتطلبات مواطني الولاية،على مهدي برتوكول الوالي· وأجمع الإعلاميون على حسن السلوك والتعامل والإستجابة لإنشغالات البسيطة التي طرحها الإعلاميون فيما يخص وصولهم متأخرين بدقائق بعد إنطلاق وفد الوالي،حيث طالبوا في حالة إنطلاق وفد الولاية ،أن تنتظر السيارة التي تقلهم لمدة لا تتجاوز 5دقائق بعد السابعة صباحا،وهو مااستجاب له البرتوكول الذي أكد أيضا أن الإعلاميين معنيين عند نهاية الخرجات الميدانية التي تنتهي بعد الساعة الثامنة مساءا من حق إيصالهم إلى منازلهم،وبهذا التصرف أعطى مهدي صورة حسنة للطاقم الجديد لديوان الوالي الجديد·