النوم متطلب فطري وطبيعي لكل مخلوق نتخلص به من تعب النهار وإرهاق العمل، فتخلد فيه كل الأعضاء إلى الراحة والسكون، استعدادا ليوم آخر مليء بالعمل والكد، ولهذاقال الله تعالى: {وجعلنا الليل لباسا}، (النبأ الآية 10)، وبما أن الإسلام دين شامل لجميع جوانب الحياة ذو منهج متكامل أظهر آداب ممارسات الحياة كلها ومنها النوم، فمع أنه متطلب شخصي لكل إنسان، إلا أنه لا بد أن يتحلى بآدابه كجزء من الأخلاق الإسلامية ومن هذه الآداب باختصار: 1 - الذهاب إلى النوم مبكرا، لأن في ذلك صحة للجسم من طول السهر، وعون له على الطاعة والقيام لصلاة الفجر، أو لقيام الليل، ولذلك فلقد ذم السلف الصالح السهر وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم عند البخاري ومسلم أنه كان يكره النوم قبل صلاة العشاء والحديث بعدها. 2 - الوضوء لقوله عليه الصلاة والسلام للبراء «إذا أخذت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة»، البخاري ومسلم وهذا يعم أيضا الإنسان الذي عليه جنابة، لكن لا يصلي بهذاالوضوء أو يقرأ به القرآن. 3 - استعمال السواك، أو فرشاة الأسنان، والسواك أفضل لاتباع السنة في ذلك. 4 - ومن الآداب تنقية الفراش، مخافة أن يكون به شيء أو حشرة غير مرئية، وهو ما كان يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم . 5 - استقبال القبلة لعموم قوله عليه الصلاة والسلام: «قبلتكم أحياء وأمواتا» رواه ابو داود»، فيضجع على الشق الأيمن ووجهه للقبلة وبذا يكون شقه كله على القبلة، وقال البعض يجعل أرجله باتجاه القبلة والأول أرجح. 6 - وضع اليد اليمنى تحت الخد الأيمن اقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم فإنها تذكر بالقبر والسكون والنوم فيه. 7 - ذكر الله تعالى عند النوم، ولقد ورد في ذلك العديد من الأذكار وأرجحها آية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتان - ثلاثا، وسبحان الله ثلاثا وثلاثين والحمد لله ثلاثا وثلاثين، والله أكبر ثلاثا وثلاثين ولا أله إلا الله وحده لا شريك له له الحمد وله الملك وهو على كل شيء قدير، وأعوذ بكلمات الله التامات - ثلاثا - ثم دعاؤه «اللّهم إني أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة منك إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي انزلت وبنبيك الذي أرسلت»، رواه البخاري ومسلم. 8 - يستحب أن يكون للمرء ثياب خاصة بالنوم غير ثباب اليقظة، بحيث تكون مريحة خفيفة واسعة فضفاضة سهلة الحركة. 9 - إذا تقلّب أثناء النوم يستحب أن يقول « لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وسبحان الله، والحمد لله ولا إله إلا الله ولا حول ولا قوة الا بالله وهو دعاء الأرق، ورد عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: «شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أرقا أصابني فقال: «قل اللّهم غارت النجوم وهدأت العيون وأنت حي قيوم لا تأخذك سنة ولا نوم، يا حي يا قيوم إهديء ليلي وأنم عيني»، فقلتها فأذهب الله عزّ وجل عني ما كنت أجد. رواه ابن السني. 10 - يستحب إن استطاع أن يقوم من الليل ويصلي ركعتين في السحر، وقيام الليل وهما كما قال فيهما الرسول صلى الله عليه وسلم - خير من الدنيا وما فيها. 11 - إذا رأى ما يكره في نومه يتعوّذ بالله من الشيطان ولا يقصه على أحد. لحديث النبي صلى الله عليه وسلم «الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان، فإذا رأى أحدكم شيئا يكرهه فلينفث حين يستيقظ عن يساره ثلاثا وليتعوذ بالله من شرها فإنها لا تضر»، رواه البخاري ومسلم وقال عليه السلام «إذا فزع أحدكم من النوم فليقل أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وشرّ عباده ومن همزات الشياطين وأعوذ بك أن يحضرون فإنها لن تضره»، رواه أبو داود. 12 - ومن الآداب أن يغلق الأبواب لقوله صلى الله عليه وسلم «إغلقوا الأبواب» رواه البخاري لكي لا يدخل عليك عدو أو سارق أو عقرب أو شيطان فتقول بسم الله وتغلق الباب كما في حديث جابر رضي الله عنه. 13 - إطفاء النار إذا وجدت في البيت لا سيما المدافىء في الشتاء: لقوله عليه السلام هذه النار عدو لكم فإذا قمتم فأطفؤها» مخافة أن تلتهب وتصيب المنزل ومن فيه بالحريق. 14 - أن يقول صباحا بعد الاستيقاظ «الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور» رواه البخاري.