تباينت الكثير من الآراء حول مدى خطورة فيروس الأنفلونزا الذي أدى إلى موت أكثر من 13 شخصا في الجزائر، فهناك من يرى بأن الأمر لا يتعلق إلا بالأنفلونزا الموسمية العادية وراح البعض الآخر يشكك في ذلك كون هذا المرض خلّف عددا من الوفيات خاصة وسط أصحاب الأمراض المزمنة أو النساء الحوامل، في وقت أكد فيه وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف أن الأنفلونزا المنتشرة حاليا هي أنفلونزا موسمية ناتجة عن التغييرات المناخية للفصول. «الشعب» تقرّبت من بعض المواطنين داخل وخارج مستشفى مصطفى باشا الجامعي، حيث لمسنا عندهم حالات من الخوف بمجرد فتح موضوع الأنفلونزا، لاسيما عندما يتعلق الأمر بالأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالداء وهم المصابون بأمراض مزمنة خطيرة كالسكري وارتفاع الضغط الدموي. ونحن نتجول داخل المستشفى صادفنا امرأة مصابة بداء السكري تدعى حليمة، أوضحت لنا أنها قامت بالتلقيح خلال شهر ديسمبر ضد فيروس الأنفلونزا، وهو ما جعلها تعيش حالة من الارتياح مضيفة أنها لحسن الحظ لم تتهاون في الالتزام بالإجراءات الوقائية التي تساهم في تفادي المضاعفات الخطيرة. كما أكد الشاب محمد أن انتشار هذا الفيروس بصفة كبيرة وتسببه في عدد كبير من الوفيات جعل الأشخاص يخافون من الإصابة بالأنفلونزا حتى ولو لم تكن خطيرة، حيث نجدهم يبتعدون عن حاملي الفيروس ويكثرون من غسل أياديهم وإن كانوا يجهلون النوع الحقيقي للإصابة. من جهته، أفاد البروفيسور إسماعيل مصباح في تصريح ل «الشعب » أن الأنفلونزا التي تسببت في حالات الوفاة لا تشكل خطرا على أصحاب المناعة القوية، وتعود إلى الأنفلونزا الموسمية والذي تسبب فيه التغير المناخي الذي عرفته الجزائر مؤخرا، حيث أن الخريف كان دافئا وموجة البرد التي أعقبت الحرارة تسببت في تطور فيروس الأنفلونزا الموسمي، ومع البرد الشديد أدى ذلك إلى شل الدفاع الذاتي في جسم الإنسان وعمل القصبات الهوائية ما جعل الفيروس ينتشر ويتسبب في الوفاة. وأضاف البروفيسور مصباح انه لا يوجد عجز فيما يخص توفير اللقاحات على مستوى المؤسسات الاستشفائية بل تم طرح مليوني لقاح، تم استغلال أكثر من 80 بالمائة منها قبل منتصف ديسمبر الماضي موضحا ان هذه اللقاحات تحتوي على أمصال ضد كل من فيروس « أش 1 أن 1 الموسمي» و « أش 3 أن 2 « و فيروس « ب» . أما الطبيبة سعاد المتربصة بمستشفى مصطفى باشا، فقد أكدت في تصريح لنا أن حالات الوفاة التي مسّت 5 أشخاص من بينهم شابان وامرأة حامل بمصلحة الاستعجالات كانت جراء الإصابة بانفلونزا الخنازير وهو ما جعل المصلحة تشهد حركة غير مسبوقة من خلال تحويل الغرف المتنقلة «إلى بوكس» إلى الشاليهات القديمة وتعقيم المصلحة وتنظيفها من هذا الفيروس الخطير. وتضاربت الآراء في وقت أكد فيه وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد المالك بوضياف أن الأنفلونزا المنتشرة حاليا هي أنفلونزا موسمية ناتجة عن التغييرات المناخية للفصول وهي ليست أنفلونزا الطيور أو الخنازير أو غيرها وأن حالة الاستنفار التي تعرفها المستشفيات الوطنية أمر عادي مبرزا أن عملية التلقيح ضد هذه الأنفلونزا متواصلة بالمستشفيات العمومية والصيدليات إلى غاية شهر مارس القادم.