أكّد، أحمد لعلاوي، مدير التربية بولاية المدية، أمس، خلال أشغال ملتقى وطني حول «بطء التعلم في المدرسة الجزائرية»، أن إدارته تطمح للاستفادة من نتائج هذه التظاهرة العلمية وتبليغها إلى وزيرة التربية الوطنية، موضحا أن مسألة بطء التعلم حسبه موجودة بكثرة و ليست بالمرض. وكشف لعلاوي في تصريح ل « الشعب» بأن هذا الخلل في صميم اهتمامات الوزارة من خلال حصص المعالجة البيداغوجية ودروس الدعم والاستدراك لتطوير مهارات التعلم، مؤكدا « أننا بحاجة ماسة لمعرفة الأسباب حتى يتم إيجاد الحلول الناجعة «. من جهته، اعتبر الدكتور عادل آتشي بقسم العلوم الاجتماعية في مداخلة له بعنوان التشخيص لحالة بطيء التعلم عن طريق الرسم لتلاميذ السنة الرابعة ابتدائي، أن هذه المشكلة مرتبطة بالتعلم داخل المدرسة ما بين سن 07 سنوات إلى 11 سنة، حيث يحتاج الطفل في هذه العمر إلى النشاطات المدرسية المبرمجة لعدة مرات، حتى يتمكن من تمثلها واكتسابها وتعلمها، موضحا بأن حالة البطء، ليست تخلفا أو تأخرا، بل هي حالة تحتاج إلى تدريس خاص، منبها في هذا السياق إلى أن المدرسة الجزائرية التي يتواجد بها من 06 إلى 08 من باطئي التعلم في القسم الواحد، بدء من السنة الثانية ابتدائي، تحتاج إلى أقسام خاصة بهذه الفئة لتمكينها من فرصة تعلم أخرى. وأرجع أسباب بطء التعليم إلى نقص الثقافة الأسرية من حيث عدم الاهتمام وتوفير الألعاب، سوء المعاملة من طرف المعلم أو الأسرة أو المحيط الخارجي، ووجود خلل وظيفي على مستوى السيالة العصبية، موضحا بأن آلية التشخيص عن طريق الرسم تمكن من اكتشاف البطء، وذلك لأنه يحتاج إلى ضعف المدة الزمنية لرسم منزل أو ما يحيط به، مقارنة بالطفل العادي. وأضاف قائلا: أن المعلم يعد قاصرا عن اكتشاف هذه الحالات بسبب الاكتظاظ ولإفتقاره للتخصص وكثرة البرنامج، مقدما بهذه المناسبة حلا، يعتقد أن الأسرة الجزائرية قد تخلت عنه متمثلا في العودة إلى توجيه الأبناء قبل مرحلة التعلم الرسمي إلى الكتاتيب والزوايا، كون هذه الفضاءات بإمكانها أن تمتص هذه الفئة، وتسمح لها بتخطي هذه الحالة، من منطلق أن شيخ الزاوية أو الكتاب ليس ملزما باحترام توقيت، و غير مضطر أن يطبق برنامجا تعليميا أو مقرر في وقت محدد بخلاف المدرسة . من جهتها قالت الدكتور، سعاد عباسي، رئيس هذا الملتقى، بأن بطء التعلم هو ذلك المتعلم العادي الذي لا يعاني من أية إعاقة جسمية أو تخلف عقلي أو اضطراب نفسي، ومع ذلك لا يتمكن من الإستفادة من التعليم الذي يقدم له من قبل المدرس في مادة أو أكثر و يظهر هذا البطء في أنواع الإجابات التي يقدمها لأسئلة الاختبارات الفصلية أو في أي اختبار شفهي كان أو كتابي، بما يجعله مهمشا في المدرسة لعدة أسباب من بينها فرض قالب تعليمي واحد على المعلم بما يؤثر سلبا على المتعلمين . وسيعالج المتدخلون خلال هذا الملتقى الإشكالية عبر محاضرة لأساتذة ودكاترة من داخل وخارج جامعة يحي فارس، كما سيفتتح اليوم الثاني بعرض مسرحي بعنوان «افهموني» لأطفال روضة براعم الفرقان بعاصمة التيتري «سيبرز قصة طفل يعاني من هذه المشكلة يقدم صرخة لأجل مساعدته داخل الوسط المدرسي» .