شدد يوم الأربعاء المشاركون في أشغال اليوم الثاني والأخير للملتقى الوطني بوهران حول "المدرسة والأسرة في الجزائر: أية نماذج تربوية" على أهمية المهنية والكفاءة في سلك التعليم. وفي مداخلتها بعنوان "ممارسات التعليم في ظل الإصلاحات: أية تغييرات"، قدمت السيدة خديجة قدار الأخصائية في علم النفس التربوي وعلم الاجتماع مختلف مقاربات التعليم (التقليدية والبيداغوجية من خلال الأهداف وغيرهما) حيث تطرقت إلى النمط المعتمد ضمن إصلاح المنظومة التربوية الوطنية والمتمثل في المقاربة بالكفاءات. وأوضحت المتدخلة أن هذه المقاربة تكمن في تنظيم محتويات البرامج بالنظر إلى الاحتياجات ومصالح المتعلمين المدعويين الى بناء تعليمهم بأنفسهم مضيفة أن "الطفل يعتبر مركز التعليم" قبل أن تقدم نتائج تحقيق ميداني أجري بعدد من أقسام السنة الثالثة ابتدائي. وقد لاحظت السيدة قدار في هذا التحقيق أن خيار المقاربة بالكفاءات في الغالب ليس "مفهوما لدى المعلمين المستهدفين". ومن جهتها تناولت السيدة عائشة بن عمار المختصة فى التعليمية "استقلالية تلاميذ الطور الابتدائي ككفاءة عرضية". وانطلاقا من مبدأ "استقلالية التلاميذ بهدف تعبئتهم حول تعليمهم" الذي يدعو إليه قانون التوجيه التربوي لعام 2008 أشارت المحاضرة الى "أن الاستقلالية المرتبطة بالفعل والقول والتعلم "ليست فعلية بالشكل المطلوب". كما أن المعلم لا يتوفر بشكل كاف على بعض المؤهلات مثل "تنظيم العمل والبحث عن المعلومة والتفاعل مع الآخرين" تضيف المحاضرة التي أشارت أنه تم استخلاص هذه المعاينات من خلال دراسة أجريت على أساس الملاحظة بأقسام السنة الثالثة ابتدائي بوهران. ومن جهتها، تطرقت السيدة جميلة بوطالب الأخصائية في علم النفس والأرطوفونيا بجامعة وهران الى "مشاكل الضرر السمعي في العائلات والمدارس الجزائرية".وأوضحت في هذا الصدد أن التلميذ سواء كان في البيت أو المدرسة يتعرض إلى ضرر سمعي يمكن أن يؤدي إلى الرسوب المدرسي بسبب نقص فى السمع على سبيل المثال. ودعت نفس المتدخلة إلى جعل الضجيج كمشكل للصحة العمومية وبالتالي العمل من أجل إعلام وتربية أحسن حول الأثار المضرة للضجيج على المتمدرس. كما اقترحت المحاضرة خلال هذا اللقاء المنظم من طرف مركز البحث في الأنثربولوجية الاجتماعية والثقافية لوهران "خلق ثقافة الهدوء" في أوساط الأسرة الجزائرية.