أكدت الروائية نبيلة حياهم المنحدرة من مدينة قالمة، أن مشوار النجاح صعب أمام العراقيل التي يواجهها الفن والفنانين، لاسيما من قبل أشباه المثقفين حيث تقول: «ليس سهلا أن تجد المرأة مكانا لها في مجتمع يرفض استقلالها الفكري ويريدها دائما تابعا للآخر لذلك كان مساري غارقا بين الإبداع والنضال». وأضافت نبيلة حياهم في تصريح ل «الشعب» بمناسبة احتفالات عيد المرأة إنه باستثناء الدعم والتشجيع الذين لقيتهما من المبدعين، كل الأبواب كانت مغلقة في وجهها بولايتها، ومع ذلك تضيف المتحدثة أنها لم تستسلم لذلك الواقع إذ وجدت لنفسها بابا آخرا خارج ولايتها مكنها من صقل موهبتها، حيث كان أول تكريم لها في حياتها بتونس الشقيقة سنة 2002 وأول دراسة لأحد أعمالها من طرف دكتور تونسي نشرت بجريدة العرب المغاربية. وفي ذات السياق تقول: «حاولت تجسيد أفكاري من خلال ترأسي لجمعية ثقافية وأهم تلك الأفكار الاهتمام بالشباب المبدع، فتم تنظيم ملتقى عبد الله شاكري لأدب الشباب إحياء للشاعر الشاب الشهيد عبد الله شاكري واحتفاء بإبداعات الشباب»، وأشارت إلى أنها قامت بتنظيم الطبعة التأسيسية لملتقى عبد الله شاكري وكذا احتفاليات بنجاحات مبدعي ولاية قالمة كفوزهم في المسابقات أو إصدارهم لأعمال.. وكذلك تمّ تنظيم طبعتين لكل من احتفالية الربيع والأدب لهيليوبوليس وندوة عبد الرحمن بن العقون بوادي الزناتي وملتقى المرأة والإبداع بهيليوبوليس، «ويظهر هنا اهتمامي بتوسيع دائرة الثقافة إلى خارج حدود عاصمة الولاية لتصل إلى بلديات بعيدة عنها كبوشقوف ووادي الزناتي». من جهة أخرى، أكدت حياهم أنها حققت أهدافا كانت تصبو إلى تحقيقها والفضل في ذلك يعود إلى رؤساء الدوائر والبلديات، مشيرة إلى أن ذلك لم يرق للعديد من الجهات كالجمعيات التي يترأسها رجال، وخاصة الذين لا يمتون للإبداع بأية صلة أي المحسوبين على الثقافة والمتاجرين بها، وكذا المسؤولين عن الثقافة، فكانت حربا معلنة علي باستعمال سلاح الإقصاء والتهميش وعلى الجمعية التي أترأسها بوضع كل أنواع العراقيل التي تحول دون تحقيق أهدافها. وتضيف قائلة: «رغم العراقيل التي كانت تعترض طريقي كمبدعة أو كرئيسة لجمعية ثقافية فقد حققت العديد من النجاحات، وأنا امرأة لا تملك سوى أفكارها وتحديها»، مبرزة بأنها كانت تحارب من يريدون تحويل الثقافة إلى سوق تجاري مشبوه، حيث انشغلت في الفترة الأخيرة بالبحث العلمي حتى تضمن انتصاراتها القادمة على اعتبار أن العلم سلاح لا يهزم والإبداع سلطة لا تسقط وسأعود تقول بعد ذلك لمواصلة نضالي. وأشارت إلى أنه على المرأة التزود بكل أنواع الأسلحة من أجل تجسيد أفكارها، لأن بيئة كقالمة تحاربها بشتى الطرق، فلا يمكننا تجاهل قدرة المرأة على تقديم أدوار مهمة في التنمية الثقافية، مضيفة بأنها تبدع وتساهم في تفعيل الحركة الثقافية منذ القديم، بدليل المكتبة الجزائرية التي تضم مؤلفات لمبدعات، إلى جانب العديد من الفنانات اللائي وضعن بصماتهن الخاصة على الإبداع الجزائري».