«الشعب»/ استقبل رئيس المجلس الشعبي الوطني د. محمد العربي ولد خليفة، ضمن سلسلة اللقاءات بمختلف أطياف المجتمع المدني، أمس، بمقر المجلس، وفدا عن «الهلال الأحمر الجزائري» يمثل مختلف مناطق الوطن ترأسته السيدة سعيدة بن حبيلس. وقد أشاد رئيس المجلس، خلال حديثه مع أعضاء الوفد، بالجهود الإنسانية للهلال الأحمر الجزائري الذي وصفه بالقوة المعنوية التي مافتئت تعطي صورة مشرفة عن الدولة الجزائرية وأكد أن هذه الجمعية، التي لا صبغة سياسية لها، جديرة بكل الدعم والمؤازرة. وبالمناسبة، كشف رئيس المجلس أن آخر وفد نيجري حلّ بالمجلس قد طلب منه أن يبلغ تحياته إلى أعضاء الهلال الأحمر الجزائري، اعترافا منهم بالجهود الإنسانية الجبارة التي بذلها، لاسيما أثناء ترحيل اللاجئين النيجريين إلى بلادهم. وفي هذا السياق، اعتبر د. ولد خليفة أن العمل الإنساني له تأثير إيجابي جدا، لاسيما عندما يتعلق الأمر بالمناطق الحدودية للجزائر، التي تجاور عدة بلدان تعاني من اضطرابات أمنية وسياسية. من جهتها، أكدت بن حبيلس أن الهلال الأحمر الجزائري لايزال يعمل في إطار القيم الإنسانية للثورة الجزائرية منذ إنشائه سنة 1956، وهو يسعى حاليا لاتباع استراتيجية هدفها مرافقة سياسة رئيس الجمهورية في تثبيت عوامل الاستقرار ونشر العدالة. واستغلت رئيسة الجمعية المناسبة لاستعراض بعض النشاطات التي يقوم بها الهلال الأحمر الجزائري، حيث خصّت بالذكر العمل مع أكثر المصادر مصداقية، لإنشاء بطاقية وطنية لإحصاء العائلات المعوزة، كما استعرضت الجهود التي بذلت، لاسيما أثناء عمليات ترحيل اللاجئين النيجريين وما صاحب تلك العمليات من ضغوط خارجية تم تخطّيها بنجاح بفضل تعليمات رئيس الجمهورية. وأشادت رئيسة الجمعية، في هذا الشأن، بالإعلام الجزائري الذي غطى تلك العمليات باحترافية عالية، كونه أظهر الجوانب الإنسانية والأخلاق النبيلة للشعب الجزائري. في جانب آخر، كشفت بن حبيلس أنها اقترحت إنشاء ما سمته ب «المنظمة الإفريقية للهلال الأحمر والصليب الأحمر» وذلك لتنظيم العمل الإنساني بين دول إفريقيا وإخراج عمليات الإغاثة من هيمنة الدول التي لا تنتمي إلى القارة. من جهة أخرى، انتهزت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري فرصة هذا اللقاء لترافع عن بعض المطالب التي رأتها ملحة لمواصلة العمل التضامني، كان من بينها على وجه الخصوص توسيع دائرة ممولي الهلال الأحمر ومساهمة المجلس الشعبي الوطني عند مناقشته لقوانين المالية من إعفاء الهبات الخارجية الممنوحة للهلال الأحمر من الرسم على القيمة المضافة (TVA) وكذا استصدار تشريع يحمي رمز الهلال الأحمر الجزائري من الاستخدامات غير المشروعة. وعند الحديث عن الجهود التي بذلها الهلال الأحمر في مختلف مناطق الوطن، وجه د. ولد خليفة، كلمة للوفد باعتباره يضم أعضاء يمثلون مختلف المكاتب الوطنية مفادها، أن الجزائر تنقسم جغرافيا إلى شمال وجنوب ولكن الشعب الجزائري يبقى واحدا ومتلاحما وله خاصية التنوع في الوحدة، مؤكدا أن التحولات الاجتماعية ما هي سوى تعبير متفائل عن شباب يتأهل لتحمل مسؤولياته في المستقبل والتي تبقى مسؤولية حماية وحدة وأمن الجزائر أكثرها أهمية. مواصلة عملية ترحيل الرعايا النيجريين كشفت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، سعيدة بن حبيلس، أمس، بالجزائر العاصمة، أنها بصدد التحضير ليوم دراسي حول الأشخاص بدون مأوى وذلك بالتعاون مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف. وأوضحت بن حبيلس، في تصريح لها على هامش اللقاء الذي خصها به رئيس المجلس الشعبي الوطني، محمد العربي ولد خليفة، أن جمعيتها تسعى من خلال تنظيم هذا اللقاء إلى إيجاد حل لهذه الشريحة من المجتمع. وأكدت أن هذا اللقاء سيشهد مشاركة عدة قطاعات، بينها الصحة والتضامن والشباب وأسلاك الأمن الوطني، بالإضافة إلى الجمعيات. كما أشارت بن حبيلس إلى أنها بصدد القيام بحملة وطنية تضامنية لفائدة الأشخاص بدون مأوى، مؤكدة أن هناك شاحنات محملة بالمساعدات في طريقها إلى ولايات البيض وخنشلة وأم البواقي وتيزي وزو وتيسمسيلت لفائدة الأشخاص بدون مأوى. في سياق آخر، أعلنت بن حبيلس عن برنامج مرتقب لمواصلة عملية ترحيل الرعايا النيجريين نحو بلدهم الأصلي مع «احترام الشروط والمقاييس الدولية المعمول بها في هذا المجال الإنساني». كما تعهدت بالتكفل بالرعايا السوريين المتواجدين بالجزائر وإيجاد «الحلول المناسبة لهم حفاظا على الكرامة الإنسانية».