تمضي سنة على تجديد انتخاب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، المرشح الذي قدم برنامجا ثريا وافق طموحات شعبه، خاصة زمرة الجزائريين ذوي الارتباط الوثيق بالقطاع الفلاحي، أين يعد هؤلاء بعشرات الآلاف في منطقة معسكر المتميزة بطابعها الفلاحي، والتي تحصي أكثر من 19 ألف مستثمرة فلاحية بين جماعية وفردية، يزاول أصحابها النشاط الزراعي منذ الأزل. حيث رفع هؤلاء انشغالاتهم وتطلعاتهم لتطوير وتنمية القطاع، الذي جاء من بين أولويات الرئيس في برنامجه المرتكز على البحث عن فرص جديدة لإنعاش الاقتصاد الوطني والعناية بالعنصر البشري والطاقات الشبانية التي اقتحمت مجال الاستثمار الفلاحي والصناعات التحويلية المرتبطة به، مستنجدة في ذلك بفرص الدعم والقروض الممولة من طرف الدولة، في الوقت الذي قدم فيه مدير الحملة الانتخابية للرئيس بوتفليقة، عبد المالك سلال، أثناء التحضير للانتخابات الرئاسية، وعودا بتحويل منطقة معسكر الفلاحية إلى «كاليفورنيا الجزائر»، الأمر الذي شككت فيه بعض الأطراف السياسية، التي اكتفت بالارتكاز على ما هو موجود من إنجازات لا ينكرها إلا جاحد للنعم. تهيئة 4 محيطات مسقية بمعسكر بعد مضي سنة من انتخابه رئيسا للجمهورية، كلل برنامج الحملة الانتخابية بجملة من التغييرات الإيجابية المجسدة بأفعال ميدانية، ساهمت في تحقيقها مبالغ مالية خيالية، رصدت للقطاع الفلاحي بمنطقة معسكر، تنفيذا لاهتمام الرئيس بالجهة ولتعليماته القاضية باستعادة القطب الفلاحي لمعسكر، أين خصت هذه الولاية ببرنامج تكميلي للتنمية برخصة مالية إجمالية مبلغها 5620 مليار سنتيم، لتمويل 38 مشروعا موزعة على 10 قطاعات، بما فيها مشاريع للقطاع الفلاحي، ومنه المشروع الذي ظل من المطالب الملحة لساكنة المنطقة المتمثل في تأهيل وإعادة الاعتبار لسهل غريس على مساحة 5 آلاف هكتار كمرحلة أولى بمبلغ قدره 3 ملايير دينار، على أن تصل المساحة المسقية به، حدود 12 ألف هكتار وتعميمها على باقي الأراضي الفلاحية بالمنطقة، لتصل مستقبلا إلى ما يضاهي 30 ألف هكتار، حيث شرع في تمويل وتغذية الطبقة الجوفية لمياه السهل اصطناعيا، في تجربة تعتبر الأولى من نوعها على مستوى الولاية، فضلا عن تهيئة المحيطات الفلاحية المسقية الكبرى بالناحية الشمالية للولاية على مساحات متفاوتة تقدر بآلاف الهكتارت، والتي ستفتح بدورها آفاقا واسعة لترقية بعض الشعب الفلاحية التي تتغنّى بها المنطقة، على غرار زراعة الزيتون بمحيط سقي وزراعة الحمضيات بسهل الهبرة، إلى جانب إعادة بعث المحيط المسقي "كشوط" بالجنوب الشرقي للولاية، والذي سيمول من سد وادي التحت، وهو في طور الإنجاز، لتدعيم السقي الفلاحي بالمنطقة، كإضافة إلى رصيد الولاية من السدود التي ستوجه مياهها لتحقيق الأهداف المنشودة من مخططات التنمية الفلاحية لولاية معسكر. وعلى شاكلة سد وادي التي انتهت الدراسة التقنية لإنجاز سد الأودية الثلاث بالمنطقة الغربية من إقليم الولاية والذي من شأنه إعطاء دفع جديد للنشاط الفلاحي على مستوى السهول مترامية الأطراف بدائرة عين فكان، فضلا عن تركيز السلطات - تنفيذا لتعليمات الرئيس - على مسألة توجيه مياه السدود إلى السقي الفلاحي بعد تجسيد مشروع القرن المتمثل في تمويل سكان المنطقة بمياه "الماو" والذي تتواصل أشغاله الفرعونية على رواق سيق - المحمدية ومعسكر، بالرغم من وصوله إلى حنفيات ساكنة العلايمية بدائرة عقاز، في صورة تعكس سباق السلطات مع الوقت وحجم اهتمامها بالشق المتعلق بترقية وتطوير القطاع الفلاحي، أين تزاحم جملة هذه المشاريع والعمليات الكبرى، جهود محلية معتبرة توازي استراتيجية الوصاية بإيعاز من السلطات المركزية، منها ما تعلق بإنتاج ما يفوق 6 ملايين متر مكعب من المياه المصفاة والمعالجة سنويا، وهي النسبة التي تشكل خُمس ما ينتج وطنيا من المياه المصفاة، لوجود أكبر عدد من محطات التصفية بمعسكر، حيث يعاد استعمالها في السقي الفلاحي، فضلا عن ما يستدعي الذكر في شأن آخر، وما خص الجهود المعتبرة لتنمية القدرات والموارد البشرية، بعد تكوين المئات من أبناء الفلاحين في شتى الشعب الفلاحية في السنة الماضية، وإنجاز أول معهد وطني متخصص في تقنيات الفلاحة بدائرة تيغنيف، والذي أنشئ وفق تعليمات رئيس الجمهورية، وتماشيا مع استراتيجية الحكومة المرتبطة برفع التحديات وإعطاء الأولوية لتطوير العنصر البشري ومرافقته في رفع التحديات المستقبلية المتعلقة أساسا بفتح فرص واسعة للتشغيل وعصرنة قطاع الفلاحة.