احتضنت أمس، جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، فعاليات الملتقى الدولي حول «المجازر الاستعمارية»، وهو الملتقى الذي يشارك فيه مختصون من الجامعات الجزائرية، العربية والأجنبية، ويدوم أربعة أيام يتنقل فيها الملتقى إلى كل من قالمة، سطيف وبجاية. واعتبر الدكتور سليمان حاشي رئيس قسم الملتقيات والمؤتمرات بوزارة الثقافة، أن هذا الملتقى الدولي الذي يدخل في إطار قسنطينة عاصمة للثقافة العربية 2015، هو فرصة للباحثين الجزائريين والأجانب، لإثراء الرؤية تجاه الأحداث التاريخية والمجازر الاستعمارية، حيث يأتي هذا المؤتمر الدولي والجزائر تحيي الذكرى 70 لمجازر 8 ماي 1945، معتبرا في ذات السياق أن المجازر هي خاصية استعمارية، ولا تتعلق إلا بالاستعمار. وأضاف الأستاذ حاشي أن هذا الملتقى سيتنقل إلى كل من قالمة، سطيف وبجاية.. وهي سابقة أولى، كما قال في إقحام كل الجامعات الجزائرية في المساهمة في موضوع المجازر التي اقترفها الاستعمار في العديد من دول العالم، وهي قضية لا تخص المؤرخين خاصة، بل أيضا علماء الاجتماع والأنثروبولوجيا والقانون وغيرهم. كما ثمن المتحدث من جهة أخرى المشاركة الأجنبية والتي سيحضرها باحثون من «تونس، تركيا، فلسطين، الكامرون، السنغال، فرنسا، أنجلترا والولاياتالمتحدةالأمريكية»، مفيدا أن مثل هذه الخبرات الأجنبية ستثري البحث العلمي، وتدفع بالباحثين للاهتمام بمثل هذه الإشكاليات. من جهته أفاد الدكتور عبد الله بوخلخال، عميد جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، أن الملتقى سيدعم بشهادات حية لمجاهدين عايشوا أحداث 8 ماي 1945، وشهادات أخرى مسجلة، كما سيتم إقحام الصورة والأرشيف لمثل هذه المجازر، التي ارتكبت في حق الشعب الجزائري وفي دول أخرى مثل «الفيتنام، فلسطين..» وغيرها، مشيرا أن دار الثقافة «مالك حداد» سيشهد مهرجانا للفيلم الوثائقي حول «المجازر الاستعمارية». وجدير بالذكر أن اليوم الأول من هذا الملتقى تطرق إلى محورين: «المجازر الاستعمارية والمجازر في الجزائر»، وهذا من خلال 14 محاضرة نذكر منها: «المجازر الجزائرية في منظور الرأي العام التركي» للباحث التركي «أحمد أوصليا»، «الوجه الأخر لجرائم الاستعمار» للأزهر الماجري من تونس، «الجزائر داخل الطوق الاستعماري الإجرامي 1845/ 1945» للأستاذ «محمد قنانش» من المركز الجامعي عين تموشنت، «مشروع كولونيالي لجعل الجزائر مستعمرة سوداء» للباحث رائد بدر من جامعة بئر زيت بفلسطين. ويشهد اليوم الثاني مداخلات قيمة يعالج فيها المختص الأمريكي من جامعة هيوستن «بنجامين براور» : «المجازر في الجزائر بين 1932 و 1884»، ويتطرق «وليام جالوا» من الجامعة البريطانية إلى قضية «الماريشال سولت والمجازر الجزائرية»، في حين يحلل المؤرخ «جان مانسيرون» نائب رئيس الرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان: «المغزى من أحداث 8 ماي 1945 في الشمال القسنطيني وعقبات الاعتراف بها في فرنسا». أما أيام الملتقى الأخرى التي يتنقل فيها إلى ولايات قالم، سطيف وبجاية فتتضمن هي الأخرى العديد من المداخلات في السياق التاريخي والقانوني الدولي والجنائي والإنساني، حيث يتداول على هذه المداخلات مختصون من الجزائروتونس، الكاميرون، الولاياتالمتحدةوفرنسا. وتجدر الإشارة أنه يقام على هامش الملتقى بدار الثقافة «مالك حداد» مهرجان للفيلم الوثائقي حول «المجازر الاستعمارية « من خلال أربعة أشرطة وهي: «ذكريات مجازر 8 ماي 45» لمريم حميدات و»مجازر سطيف 45» لمهدي علوي و»عنف الحق» لجلول حايا.