ينطلق بداية من اليوم الأربعاء الملتقى الدولي ” المجازر الاستعمارية” في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، بمشاركة دولية لافتة، إلى جانب باحثين وأساتذة من مختلف جامعات الجزائر للحديث عن المجازر الاستعمارية. وينظم الملتقى لأول مرة بين أربع ولايات وهي قسنطينة، ڤالمة، سطيف وبجاية، انطلاقا من احتفالية مرور 70 سنة على واحدة من أبشع الجرائم الاستعمارية في تاريخ الإنسانية، وهي مجاز 8 ماي 1945. وحسب ما أكده الأستاذ سليمان حاشي، رئيس دائرة الملتقيات العلمية والمؤتمرات بوزارة الثقافة، خلال ندوة صحفية نشطها صباح أمس بمقر اللجنة التنفيذية لتظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، رفقة محافظ التظاهرة سامي بن الشيخ الحسين، ورئيس اللجنة العلمية للملتقى الأستاذ مجيد مرداسي، ورئيس جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية البروفيسور بوخلخال بصفته عميد إحدى الجامعات المنظمة، فإن هذا الملتقى الذي ينطلق اليوم بقسنطينة ويختتم في العاشر ماي الجاري ببجاية، عرف عدة صعوبات في تنظيمه بالنظر لقيمته التاريخية والعلمية وللمدعوين للمشاركة فيه القادمين من مختلف قارات العالم، مؤكدا مشاركة كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وفرنسا وتركيا ومصر وتونس وفلسطين وقطر والكاميرون والسينغال، بأساتذة سيحاضرون حول بشاعة المجازر الاستعمارية عبر التاريخ، خاصة ما تعلق منها بعالمنا المعاصر. وستكون البداية صباح اليوم بجامعة الأمير عبد القادر حيث ستقدم شهادات حية منها واحدة تخص مجزرة ”واد وجدان” بالعنصر في جيجل، قبل أن يفتح المجال لمحاضرات أبرزها لمارسيل دورنجي حول ”حرب سان دومينيك بين 181 و1803” وعبد المجيد الجامل من تونس حول ”جرائم ديغول ببنزرت وردود فعل اليسار وفقا للمصادر الأجنبية”، وأحمد أصليا من تركيا حول ”المجازر الجزائرية في منظور الرأي العام التركي 1945/1961”. كما سيحاضر أيضا بينجامين براور من جامعة هيوستن بالولاياتالمتحدةالأمريكية حول ”المجازر في الجزائر بين 1884 و1932”. وما يلفت الانتباه في هذا الملتقى هو مشاركة وحضور كل جامعات القطر كذلك، وتقديم شهادات حية وعرض أفلام وتنظيم مهرجان للفيلم الوثائقي بقصر مالك حداد على هامش الملتقى. وقال الدكتور بوخلخال أنها المرة الأولى التي ينظم فيها ملتقى يتحول من قسنطينة إلى ڤالمة فسطيف ويختتم ببجاية، ويتحول معه كل الأساتذة المحاضرين، وهو ما يعطيه أيضا الجانب السياحي وتعريف الزوار وضيوف عاصمة الثقافة العربية بجمال خراطة وحمامات ڤالمة وما تزخر به سطيف، ليكون للملتقى البعد السياحي بجانب البعد العلمي والبعد التاريخي في آن واحد.