احترافية أعوان الحماية أثناء وقوع الكوارث تحت المجهر أكد المدير العام للحماية المدنية العقيد مصطفي الهبيري، ضرورة تقييم القطاع ومعرفة مدى جاهزيته في مجابهة الحالات الاستعجالية والكوارث بمختلفها، حيث تم في هذا الإطار تنظيم مناورة تطبيقية وطنية على مستوى ولايتي المديةوالجلفة على مدار 3 أيام، تهدف إلى تجربة مدى استعداد وأهلية فرق الدعم للتدخل في حالة وقوع كارثة، وكذا اطلاع الخبراء الأجانب على أحقية القطاع في الحصول على شهادة تأهيل تمكنها من التدخل في الكوارث التي قد تعرفها الدول خاصة وأنها تلقت وسام استحقاق خلال مشاركتها في زلزال النيبال، هذا ما توقفت عنده «الشعب» ببوغزول عشية الاختبار الكبير لأعوان الحماية. هزة أرضية افتراضية بشدة 6.8 على سلم ريشتر المفتوح على بعد 25 شمال شرق مدينة بوغزول دائرة الشهبونية ولاية المدية تسببت في خسائر مادية وبشرية كبيرة، استدعت تنسيق محكم مابين مصالح الحماية المدنية والجيش الوطني الشعبي، حيث تم على إثرها تنصيب خلية أزمة لمعاينة وتسيير الأزمة وإعداد تقارير مفصلة حول الوضعية حيث يتم إعلام وزارة الداخلية بكل المستجدات فضلا عن تنصيب مركز للصحافة لإيفادهم بمختلف التطورات. وبمنطقة بوغزول بالمدية وقف الهبيري رفقة السلطات المحلية على المناورة الوطنية بمركز القيادة المركزي، بحضور 11 خبيرا وملاحظا دوليا من فرنسا، المغرب، ومالي وممثلين عن منظمة الأممالمتحدة، والمنظمة العالمية للحماية المدنية تم خلالها إعطاء شروحات مفصلة حول أهم الخطوات المتخذة من أجل إنقاذ الضحايا. وقد تم تسخير لهذه المناورة التطبيقية والتي تعد الأول في تاريخ الحماية المدنية، أكثر من 7000 عون من مختلف الرتب، و44 فرقة دعم وإسناد وتدخل أولي، ممثلين عن 44 ولاية، و3 فرق من وحدات القيادة الوطنية والناحية العسكرية الأولى، وأكثر 950 مركبة وسيارات إسعاف، وهيلكوبتر. وبرمجت القيادة هذا التمرين الافتراضي بكل من 03 مراكز للقيادة الثانوية، لمعرفة مدى جاهزية المديرية العامة للحماية المدنية الجزائرية في مواجهة الكوارث الطبيعية، استعداد وأهمية فرق الدعم والإسناد الأولي في الاستجابة للنداء ووقت التدخل في ساعتين بكل لوازمه المادية والبشرية واللوجيستية، لتقليل العبء عن الولاية المتضررة، وكذا التعرف على مدى جاهزية التنسيق على مستوى القيادة ومراكز الطبية المتقدمة ومختلف المقاييس المسخرة لهذا الغرض.وجاء هذا الزلزال الذي أتبع بأحداث خطيرة من بينها حادث مروري اصطدام بين مركبة تحمل مادة كيمائية وإشعاعية وكذا حافلة لنقل المسافرين، ختاما لمختلف التمارين والمناورات المختلطة المنفذة بالنهار كما بالليل، المزمع تنظيمها خلال هذا التجمع، تضم مشاركة فرق متخصصة. وكشف على هامش المناورة المدير الفرعي لتنظيم وتنسيق العمليات العقيد محمد خلاف في تصريح ل«الشعب"، أن هذه المناورة تهدف للإبقاء على جاهزية الدائمة لحالة التأهب والاستعداد لهذه الفرق، ولتجربة فعالياتها مع وضع تعدادها في محيط حقيقي في الميدان، من حيث التنظيم والتكفل بمختلف الجوانب العملية على غرار استقلالية التموين والإمداد التفاعل والتعامل مع الوضعيات والتقنيات العلمية الجديدة والخبرة المكتسبة من خلال دورات التكوين المتخصصة. كما أوضح خلاف أن هذه المناورة تعد تجربة لدرجة إدماج لمختلف وسائل الدعم في جهاز التدخل والإسعاف للولاية المتضررة، والتناسق والانسجام العلمي وكذا نجاعة الدعم في التكفل بالكارثة. وأبرز ممثل الحماية المدنية أن التأطير التقني لهذا التجمع مضمون من قبل فرق مكوني خرجي الوحدة الوطنية للتدريب والتدخل متخصصين في ميدان الإنقاذ وعزل الردوم وملاحظون متخصصون أجانب من هيأت مكلفة بالإغاثة في حالة الكوارث الكبرى. وأشار خلاف إلى أن المناورة عرفت إشراك الخلية المتنقلة للتدخل في الأخطار الكيماوية وسريتين سينوتقنيين في مختلف مراحل المناورة فضلا عن مشاركة مفرزة متخصصة في الإنقاذ والإسعاف تابعة للفوج المتعدد المهام لهندسة القتال الناحية العسكرية الأولى للجيش الوطني الشعبي في هذا التمرين الوطني. وخلف هذا الزلزال الافتراضي الذي ضرب منطقتي بوغزول وعين وسارة شمال ولاية الجلفة باعتبارهما الولايتين اللتين احتضنتا تمثيل هذا الزلزال على الساعة التاسعة والنصف صباحا حيث تم إعطاء إنذار الخطر من مركز التنسيق الوطني لفرق الإسناد والتدخل الأولي المختصة في المجال التدخلي / البحث والإنقاذ تحت الردوم، فرق السينوتقنية، فرق التدخل والإنقاذ في الأماكن الوعرة كالجبال، وكذا الغطاسين والمجموعة الجوية، وقد خلف الزلزال الافتراضي 755 جريح، 198 وفيات، 63 مفقودا، 1420 عائلة منكوبة. ويرتقب أن يشرف وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي صبيحة اليوم على هذه المناورة الافتراضية.