أعلن كبير المفاوضين الإيرانيين «عباس عراقجي» من فيينا، أن المفاوضات بين إيران والدول الست توصلت إلى إنجاز شبه كامل لنص الاتفاق والملاحق الخمسة المرفقة به، مشيرا إلى أن الخلافات الرئيسية تتصل بنقطتين ولم يبق سوى بضعة هوامش، مشددا على طلب بلاده إنهاء إجراءات الحظر التي فرضها مجلس الأمن بشأن توريد الأسلحة. جاء اليوم السابع الذي حدد سقفا للوصول إلى اتفاق نهائي، غير أن قضايا عديدة عالقة لازالت تعيق الإعلان الكبير، منها ما نطق به وزير خارجية فرنسا، حيث ركزت النقاشات في الغرف المغلقة بخصوص الصفحة الأخيرة من الملحق الخامس للاتفاق، أين تكمن المعضلات الخاصة برفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران وقرار مجلس الأمن، فالخلاف قائم بخصوص تطبيق الاتفاق لا على الاتفاق بحد ذاته كما ذهب إليه ظريف. تعيش إذن، المفاوضات النووية بين إيران والدول الست مراحلها النهائية، حيث أن مؤشرات الخروج باتفاق نهائي تبدو في أعلى مستوياتها، ومع ذلك أعتقد أن الملف النووي لن يغلق وربما سيفتح بكل أبعاده الاقتصادية والسياسية والأمنية، فضلا عن التبعات القانونية المتعلقة بمعاهدة حظر الانتشار النووي وقرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقرارات مجلس الأمن، ولذلك فالمرحلة القادمة ستسير نحو وقع التقنين الكمي والنوعي المفروض على برنامج إيران. وقد استمرت جلسة ليلة الثلاثاء الوزارية لأكثر من ساعتين وكانت أربع أوراق من خمس هي كل الملحقات التي جرى الاتفاق على نصها وهذا عمليا إنجاز كبير، لكن الورقة الخامسة هي التي تعالج قرار مجلس الأمن ورفع العقوبات لاتزال محل خلاف بخصوص النص، حيث هناك أكثر من صيغة مطروحة، فالإيرانيون يريدون كلمات محددة ودقيقة ودول 5+1 تريد نصا آخر والأمر استدعى جلب قواميس لغة وكان الخلاف أحيانا حول حروف الجر. وتعلم إيران أن هناك الكثير ممن يريدون لهذا الاتفاق أن يسقط سقوطا حرا وعلى رأس هؤلاء إسرائيل، التي ترى في حصول إيران على حق أن تكون دولة نووية بشرعية دولية مصابا جللا عليها وخطرا يهدد كيانها. وقد قال دبلوماسي إيراني، أمس الأربعاء، إن إيران قدمت حلولا بناءة لحل الخلافات في المحادثات النووية مع القوى الكبرى، لكن دون إبداء مرونة تجاه ما أسمتها بالخطوط الحمراء. وقد أعلنت الخارجية الأمريكية أن المفاوضات مع إيران ستمدد إلى العاشر جويلية الجاري. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، إن مفاوضات فيينا لم تكن أقرب إلى التوصل لاتفاق نهائي مثلما هو الآن، لكنه أقر بوجود خلافات. وكانت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي «فيدريكا موغريني» قالت يوم الثلاثاء الأخير، إن مفاوضات الملف النووي الإيراني ستستمر لعدة أيام أخرى كون بعض القضايا الجوهرية لاتزال عالقة.