بجاية مدينة الجمال الاخاد والسحر الفاتن لموقعها الاستيراتيجي الهام، حيث يحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط، ومن الشرق ولاية جيجل ومن الجنوب الشرقي ولاية سطيف، ومن الغرب ولاية البويرة، ومن الجنوب الغربي ولاية برج بوعريريج، ومن الشمال الغربي ولاية تيزي وزو. تزخر بجاية بمناظر طبيعية تسحر الأنظار وتمتع الأعين بامتزاج زرقة البحر واخضرار الغابات والجبال الشامخة، ناهيك عن المعالم الاثرية التي ستقطب أعداد هائلة من السياح المحليين والاجانب الذين أبهروا بالمنطقة لما شاهدوه من جمال ما يجعلهم يعودون اليها مرات عديدة، فشواطئها الممتدة على مسافة 120 كليومتر، من كاب سيقلي بالجهة الغربية إلى ملبو بأقصى الساحل الشرقي للولاية ينعش النفوس ويأسر العقول. إلى جانب السياحة البحرية التي أكسبت الولاية شهرتها، فإن السياحة الجبلية في المنطقة أصبحت مع مرور الوقت قبلة للعديد من الفضوليين والسياح بالنظر إلى ما تفرزه من أجواء استجمامية بعيدة عن ضوضاء المدينة واكتظاظ المرافق السياحية، هذا إلى جانب رغبة الزوار في اكتشاف التراث الثقافي والتاريخي والحضري للمنطقة. ومن أجمل المواقع السياحية في بجاية الحديقة الوطنية قورايا، وهي محمية طبيعية تطل على البحر وهي مليئة بالشواطئ الخلابة والجبال الخضراء الواسعة والكثيفة النبات والوديان المنبعثة من جبال الأطلس التلي، وتستقبل الحديقة الالاف من الزوار في موسم الاصطياف بسبب تواجدها على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، والرغبة في اكتشاف “يما قوراي “ الحصن الأسطوري، الذي اختلفت بشأنه التفاسير والروايات التاريخية بين من يقول إن مدينة بجاية لها 99 وليّا صالحا آخرهم امرأة تدعى قورايا حكمت المنطقة، ومن يقول إن قورايا امرأة جاءت مع الاستعمار الإسباني ودخلت الإسلام ودافعت عن المدينة لتستقر بها وتصبح قديسة، ولكن لا شيء من هذه الروايات مؤكدة حتى الآن، ويبقى حصن قورايا الذي يتواجد داخله ضريح أجمل موقع سياحي يتوافد عليه الزوار من داخل وخارج الوطن، وقد صنفتها اليونيسكو محمية طبيعية عالمية سنة 2004. جبل قورايا الذي استمدت منه الحديقة اسمها يبلغ 660 متر، وهو يأخذ معظم مساحتهما وتتنوع بالحياة النباتية والحيوانية بما في ذلك تواجد قرود المكاك البربري، الذي يعتبر حيوانا محليا في هذه الحديقة وابن آوى الذهبي الذي يتواجد في أرجاء الحديقة. وتتوفر المحمية الطبيعية ببجاية، وتمتد على مساحة كبيرة فوق مرتفع جبلي على ثروة غابية معتبرة وتنقسم المحمية إلى ثلاث مناطق على رأسها كاب كاربون والمتمثل في مرتفعات صخرية تشكل ديكورا منحوثا يطل على البحر، وأكبر منارة في العالم، بالإضافة إلى تمتع الزائرين لرأس كاربون بمداعية القردة التي تجلب إليها الإهتمام بلقطاتها البهلوانية، وكأنها في عرض مسرحي تنهيه دوما بمطالبة الحضور بما يخبئونه في أمتعتهم من مأكولات. شلالات كافريدا ديكور على الطّبيعة بإمكان زوار عاصمة الحماديين من عشاق السياحة الجبلية التنقل إلى أقصى الجهة الشرقية لاكتشاف شلالات كافريدا ببرج ميرة التي تعج بالزوار على مدار السنة، كونها تمثل الرئة التي تتنفس بها المنطقة باعتبارها مصدر رزق للعديد من السكان، الذين يمتهنون التجارة إلى جانب الفلاحة، مستغلين الديكور السياحي المذهل الذي يشكل موقعه الشلالات لاسترزاق المئات من الشباب البطال، الذي ينشط بصفة خاصة في الصناعات التقليدية المطلوبة بكثرة من طرف الزوار، الذين يجلبهم نقاء المكان وعذرية الطبعة وكذا الهدوء الذي يبحث عنه الجميع، ناهيك عن عذوبة مياه الشلال الذي يخرج من الينابيع التي تشق الجبل إلى الوديان المتدفعة التي زادت المنظر رونقا وجمالا، وهو ما يدفع عادة بالعائلات إلى النزول أسفل الشلال في مغامرة حقيقية في ظل صعوبة ووعورة المسلك التي بقيت على وضعها الطبيعي تحت سفح الجبل، من أجل الاستمتاع بالبرودة التي يتميز بها هذا المكان الرائع والارتواء من ماء الشلال العذب. وتنافس شواطئ بجاية التي تمتد على مسافة 100 كلم، والتي تعد الأجمل في العالم الاماكن الساحرة المذكورة آنفا، على غرار شاطئ “تيشي” و«أوقاس”، “سوق الاثنين” و«ملبو” و«بوليماط”، حيث تستقطب ومنذ افتتاح موسم الاصطياف الى نهايته أعداد لا يمكن احصاءها من المصطافين، الاوفياء لسحرها وجمالها، يتوافدون عليها من مختلف ولايات الوطن من أجل السباحة والاستمتاع بمناظرها الخلابة.