لاتزال مشكلة المهاجرين غير الشرعيين الراغبين في دخول دول الاتحاد الأوروبي قادمين من الضفة الجنوبية للمتوسط، تثير نقاشا وجدلا واسعين. واعتبرت بريطانيا، أن القارة الأوروبية غير قادرة على استيعاب المهاجرين الأفارقة، في وقت تم الإعلان عن قمة بمشاركة دول إفريقية شهر نوفمبر المقبل. أعلنت مفوضية الاتحاد الأوروبي، عن عقد قمة بمشاركة دول إفريقية في نوفمبر القادم، لاعتماد خطط جديدة من شأنها كبح جماح شبكات مهربي البشر عبر المتوسط، انطلاقا من الشواطئ الليبية. وبحسب بيان للمفوضية، صدر أمس الأول، فإن القمة التي ستعقد في العاصمة المالطية، من شأنها إشراك أكبر عدد من الدول لمواجهة الظاهرة، لاسيما الدول الإفريقية التي يعود إليها جل المهاجرين. وكشف البيان، عن اعتراف الدول الأوروبية في اجتماعاتها السابقة، بأن هذه التدابير لم تكن كافية للحد من نشاط المهربين، وضرورة العمل بشكل جماعي، لأنه لا يمكن لأي دولة في الاتحاد الأوروبي أن تتصدى وحدها بفعالية للهجرة. هذا وأكدت ضرورة اتخاذ نهج جديد تشارك فيه أوروبا بقدر أكبر مع دول أخرى ذات علاقة بالهجرة. وأعلن الاتحاد في بيانه، أنه سيعمل بجدية لمنع مآسي الغرق في عرض البحر المروعة، إضافة إلى زيادة الموارد المخصصة للبحث والإنقاذ في البحر بثلاثة أضعاف. من جهته قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، إن المهاجرين من أفريقيا يهددون مستوى المعيشة والنسيج الاجتماعي للاتحاد الأوروبي، مضيفاً أن الاتحاد لا يستطيع استقبال الملايين الذين يبحثون عن حياة جديدة. وأدلى هاموند بهذه التصريحات خلال زيارة لسنغافورة وتحدث عن محاولات الفارين من الاضطرابات في الشرق الأوسط وأفريقيا، الانتقال إلى الاتحاد الأوروبي والذي يسعى بعضهم للوصول إلى بريطانيا عن طريق نفق قناة المانش من فرنسا. وصرح الوزير لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) بالقول: «يجب أن نتمكن من حل هذه المشكلة في نهاية المطاف من خلال تمكننا من إعادة من ليس لهم حق اللجوء إلى بلدانهم الأصلية»، مضيفاً أن قوانين الاتحاد الأوروبي هي السبب في أن المهاجرين «يثقون بشدة» في أنهم لن يعادوا إلى بلدانهم أبداً. وأشار هاموند، إلى أن «هذا الوضع لا يمكن أن يستمر، لأن أوروبا لا تستطيع حماية نفسها والحفاظ على مستوى المعيشة والنسيج الاجتماعي بها إذا كان عليها استيعاب ملايين المهاجرين من أفريقيا».