اعتمد الاتحاد الأوروبي خطة جديدة من عشر نقاط تتضمن عددا من الإجراءات الاستعجالية لمواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية في منطقة البحر الأبيض المتوسط وذلك بعد كارثة غرق 800 شخص قابلة السواحل الليبية والتي اعتبرتها بعض الأطراف نتيجة للسياسات الأوروبية التي ارتكبت "أخطاء فادحة" في هذا الملف. وبعد إعتماده الخطة الجديدة خلال إجتماع طارئ أمس الإثنين حضره وزراء الخارجية والداخلية الأوروبيين في لوكسمبورغ برئاسة الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن فدريكا موغيريني ومفوض الهجرة والشؤون الداخلية والمواطنة ديمتريس افراموبولوس سيحدد الإتحاد الأوروبي المعالم الرئيسة لسياسة الهجرة الجديدة في شهر مايو المقبل. كما سيتم عقد قمة استثنائية أوروبية يوم الخميس القادم في بروكسل لبحث مسألة المهاجرين غير الشرعيين بعد الحوادث الأخيرة قبالة السواحل الليبية. ومن بين النقاط العشرة التي اتفق عليها الوزراء الأوروبيون في اجتماع الإثنين تعزيز العمليات المشتركة في البحر الأبيض المتوسط وذلك من خلال زيادة الموارد المالية والمقدرات العملية وتوسيع منطقة عملياتها مما يسمح بالمزيد من التدخل في إطار مهمة وكالة الحدود الخارجية الأوروبية (فرونتكس). كما أقر الاتحاد تفعيل التنسيق ببين وكالاته الأمنية المختلفة والجهات القضائية لملاحقة المهربين في البحر المتوسط إلى جانب المعالجة المشتركة لطلبات اللجوء فضلا عن القيام بجهد منهجي لملاحقة وتدمير السفن المستخدمة من قبل المهربين. وسيتم أخذ البصمات من جميع المهاجرين والنظر في خيارات لآلية تسمح بإعادة طوعية للمهجرين وإعادة التوطين وتقديم عدد من الأماكن للأشخاص المحتاجين إلى الحماية ووضع برامج جديدة للعودة السريعة للمهاجرين غير الشرعيين بالتنسيق مع وكالة (فرونتكس) والدول الأعضاء الموجودة في الخطوط الأمامية. كما قرر الاتحاد الأوروبي نشر ضباط اتصال لشؤون الهجرة في بلدان المنطقة لجمع المعلومات الاستخباراتية حول تدفقات النازحين وتعزيز دور بعثات الاتحاد الأوروبي. هذا و ينتظر عقد إجتماع نهاية هذا الأسبوع للتوصل إلى إتفاق يقضي بدعم وتعزيز الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود. وفي ذات السياق أوضح المفوض الأوروبي المكلف بالهجرة والشؤون الداخلية والمواطنة ديميتريس افراموبولوس أن أسر وتدمير السفن المخالفة سيتم بناء على الخبرة المكتسبة خلال عملية "أتلانتا" لمكافحة القرصنة في الصومال معتبرا أن القرارات المنخذة خلال قمة الإثنين ببروكسل هي قرارات سياسية تنتظر التحضير العملياتي لها و لقد جمعت الموارد وأعد تفويض (للقوات المشاركة في العملية)". وأكد أن المفوضية الأوروبية لا تستطيع وحدها القيام بهذه المهمة لأنها بحاجة لموافقة قادة جميع دول الاتحاد وأن هذه المسألة سيتم التطرق لها خلال القمة الطارئة حول الهجرة في بروكسل. السياسات الأوروبية "تتحمل مسؤولية المقابر الجماعية" في الأبيض المتوسط من جهتها، حملت منظمة "أطباء بلا حدود" على لسان رئيسها لوريس دي فيليبي السياسات الأوروبية مسؤولية "المقابر الجماعية" للمهاجرين في البحر المتوسط و"عن الذين يفرون أملا في البحث عن مأوى آمن، بالوصول إلى الشواطئ الأوروبية عبر رحلات القوارب الخطرة". وطالب دي فيليبي في بيان نشرته منظمة أطباء بلا حدود أمس الإثنين، في جنيف، الدول الأوروبية بإطلاق أنشطة البحث والإنقاذ في البحر المتوسط على نطاق واسع، وعلى وجه السرعة مضيفا أنه "أمام الآلاف من اليائسين الفارين من الحروب والأزمات وإغلاق البلدان الأوروبية لحدودها لم يعد هناك المزيد من الوقت للتفكير في السبل الكفيلة بحماية أرواح هؤلاء". وبدوره، حث رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز على تطبيق إستراتيجية جديدة معتبرا أنه "بدون مقاربة أوروبية قائمة على التضامن توفر للأشخاص فرصة القدوم إلى أوروبا بطريقة قانونية فإن المأساة القادمة ليست سوى مسألة وقت". وتسعى إسبانيا إلى رفع ملف الهجرة السرية إلى هيئة الأممالمتحدة في حين تعمل عدة دول أوروبية تتقدمهم بريطانيا إلى إلغاء أو تقليص برامج إنقاذ المهاجرين السريين بمياه البحر الأبيض المتوسط في حين تعمل المفوضية الأوروبية على "إعداد الرزنامة الأوروبية الجديدة للهجرة" والاستعمال السريع للوسائل المتاحة للحد من هذه الظاهرة. مؤتمر دولي بمصر حول مسارات الهجرة في غضون ذلك يرتقب أن تحتضن مصر مؤتمرا دوليا يومى 23 و 24 أبريل بشرم الشيخ برئاسة لجنة تسيير مبادرة الاتحاد الأوروبى والقرن الإفريقى حول مسارات الهجرة والتي تضم من الجانب الإفريقى كلا من مصر و إثيوبيا و السودان و أريتريا وجنوب و السودان وكذا دول المملكة المتحدة و فرنساوإيطاليا وألمانيا ومالطا عن الجانب الأوروبى بالإضافة إلى عدد من المنظمات الدولية وعلى رأسها الأممالمتحدة ومفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة ومكتب الأممالمتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة. يأتي هذا بعد كارثة مقتل 800 شخص مرشح للهجرة غير الشرعية إثر غرق سفينة بالبحر المتوسط قبالة السواحل الليبية باتجاه جنوب جزيرة "لامبيدوزا" الايطالية. وسجلت سنة 2014 رقما قياسيا من حيث توافد المهاجرين السريين على أوروبا ب 283 ألف مهاجر وصلوا إلى القارة الأوروبية في حين تعد إيطاليا أكثر البلدان استقطابا للمهاجرين غير الشرعيين بواقع 18 ألف مهاجر وصولوا إيطاليا منذ يناير 2015 فيما تم إنقاذ 5600 مهاجر غير شرعي من قبل السلطات الإيطالية خلال الفترة الممتدة ما بين ال10 و14 من هذا الشهر حسب آخر إحصائيات للمنظمة صادرة الأربعاء الماضي.