تواصلت لليلة الثالثة على التوالي، سهرات الليالي الملاح بالمدينة الأثرية كويكول «جميلة» حاليا، في إطار إحياء حفلات مهرجان جميلة العربي، في طبعته الحادية عشرة، والتي ستتواصل إلى غاية السبت المقبل. هذا مارصدته «الشعب» بعين المكان. كانت فعاليات السهرة الثالثة، ليلة السبت إلى الأحد، مميزة بطابع مغاربي محض، حيث تضمن البرنامج حفلات أحياها فنانون من الجزائر والمغرب الشقيق، ويتعلق الأمر بكل من هدى سعد وحورية عايشي والشيخ سلطان وهشام خليلي وعبد القادر عدة، فرقة نايلية من مدينة تندوف، في أقصى الجنوب الغربي للوطن. الفنانة المغربية الشابة هدى سعد أتحفت جمهورها بمجموعة من أغانيها، خاصة تلك المتضمنة في ألبومها الأخير الصادر في عيد الفطر المبارك الماضي تحت عنوان «الرسالة»، كما غنت للفنان القدير رابح درياسة أغنيته الشهيرة «يقولولها الممرضة»، وقد استمتع الجمهور بالطابع المغربي الجميل في هذه السهرة، التي أعربت فيها الفنانة المغربية عن سعادتها بالمشاركة في المهرجان للمرة الأولى، وتوجهت بالشكر لمسؤولي الديوان الوطني للثقافة والإعلام على تشريفها في هذه الطبعة، وقالت إنها زارت العاصمة ووهران وقسنطينة واليوم تزور سطيف، واستمتعت بجمالها وجمال آثار مدينة جميلة التي تحتضن المهرجان، وإنها ليست في بلد غريب، لأن البلدين جاران، وليس هناك فرق بينهما في التاريخ والعادات، وأنها كما تحترم جيل الفنانين الجزائريين القدامى، فإنها تحترم الجيل الجديد. كما استمتع جمهور جميلة في السهرة الثالثة بأنغام جزائرية خالدة، بصوت الفنانة الجزائرية المغتربة حورية عايشي، والتي خصصت حفلتها لتكريم أصوات نسائية جزائرية معروفة وعريقة، من مختلف أنحاء الوطن، وكأن الفنانة أرادت تجسيد شعار المهرجان «شعب واحد وطن واحد» على طريقتها الخاصة، حيث أدت أغاني للعديد منهن، على غرار شريفة وجوهرة من منطقة القبائل، وزليخة وبقار حدة من منطقة الشاوية وريميتي من غرب البلاد، وآدت أغنية قماري من الصحراء، وبالضبط من عاصمة الاهقار، كما أدت الطابع الحوزي لمريم فكاي، وغنت لعايشة لبقع، وقد صرحت الفنانة أن هذا العمل تطلب منها تحضيرا لمدة طويلة، وأنها جاءت إلى مهرجان جميلة لتكريم هذه الأصوات النسائية الجزائرية الكبيرة. ولم يفوت الجمهور الحاضر الفرصة للاستمتاع ببعض الأغاني الصحراوية الجميلة، ومنها أغنية عن الجزائر تغنت بها فرقة نايلة من مدينة تندوف، والتي أكدت ممثلتها للصحافة أنها جاءت لإحياء الحفلة لمشاركة الجزائريين الأفراح، متمنية للبلاد الازدهار والتقدم والاستقرار.