يقدم عشية الغد، مسرح سكيكدة الجهوي على ركح مدينة الجسور المعلقة، العرض الشرفي لمسرحيته «لقاء في سيرتا» والتي قام بإنتاجها في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، حيث يستمر العرض حتى السبت القادم. هذه المسرحية التي ألفت نصها «شهلة حركات» وأخرجها للمسرح «عزالدين عبار»، تروي جانبا من تاريخ «سيرتا» عاصمة الصراع والتصالح، مدينة الحرب والحب وفي الأخير ملتقى للأحبة والقلوب.. فخيوط القصة تنسجها شخصيات متصارعة في شمال إفريقيا حيث يحاول «جيسكو» حاكم «قرطاج» وهو المهدّد في حكمه وعقر داره باجتياح مؤكد من قبل «ماسينيسا»، أن يوثق تحالفا مع «صيفاقس» بتزويجه بابنته «صوفونيسيب» للتصدي لحملة «ماسينيسا» الشرسة، غير أن «صيفاقس» ليس مقتنعا بهذا العرض كون «صوفونيسيب» كانت من قبل خطيبة للحاكم «ماسينيسا». و لم يبق أمام «صوفونيسيب» التي أرهقتها صراعات الرجال على السلطة تارة بالحرب وأخرى بالتحالفات المدروسة والزائفة، إلا أن تتمرد على الجميع، بعد أن تأرجحت نفسيتها بين والدها، «ماسينيسا» الذي أصبح عدوا لوطنه و»سيفاقس» الذي فقد الثقة في خطيبة وعشيقة عدوه السابقة. وإذا كان القائد «ماسينيسا» قد انتصر في الأخير على «سيفاقس»، فإن انتصاره يبقى موصوما بالعار بعد تحالفه مع «سيبيون».. قصة هذه المسرحية نهايتها تراجيدية ككل النهايات المسرحية، حيث تحضر الموت ويكون الانتصار للوطن. قصة هذه المسرحية الدرامية الشيقة والمؤثرة في ذات الوقت، تتقاسم أدوارها مجموعة من الممثلين والممثلات: «دليلة نوار» في دور «صوفونيسيب»، بن عبد الله جاب الله «جيسكو»، عبد الرؤوف بوفنار، في دور «سيفاقس»، أحمد عزيلة فتحي في دور «ماسينيسا» ، بن ناصر سيف الدين «فارمينا» ابن سيفاقس، سمية البني «الخادمة مينارينا»، هشام قرقاح «الجندي العاشق»، كما تقمّص أدوار مستشارين الحكام كل من : «جلال دراوي، شهرزاد خليفة،هلال هشام»، في حين عادت أدوار الجنود الى الممثلين : «جلال بوشليط، أحمد عزيلة عادل». والجدير بالذكر، أن المخرج «عز الدين عبار»، سبق وأن أخرج العديد من المسرحيات، منها مسرحية «الحوات والقصر»، نص الأديب الراحل «الطاهر وطار»، والاقتباس لعمر فطموش، وهي عمل درامي من إنتاج مسرح قسنطينة الجهوي كما حصل المخرج على العديد من الجوائز الوطنية و الدولية، علما أن مسرحية «لقاء في سيرتا»، هي أخر عمل له، بعد غياب عن خشبة المسرح دام أكثر من سنتين تقريبا.