عادت لالة لريام ''مشرية'' إلى حضن عشيقها ''مدين'' في مسرحية ''ناس المشرية'' ، و ذلك على خشبة المسرح الجهوي كاتب ياسين 2012 ، لتجوب بعد ذلك عدة ولايات كسطيف ، بجاية ، جيل و عنابة . العمل يحكي قصة العاشق " مدين " الذي يسعى لإعادة العلاقة إلى أيامها الأولى فيما ترفض ''مشرية'' الأمر، بعد أن هجرها وتركها تتخبط في مأساتها وسط مجتمع لا يرحم ، و يعود المحب ''مدين'' إلى محبوبته ليكتشف أن ظروف الحياة قد تغيرت من حيث طبيعة الأحاسيس إلى الجفاء و الحيلة ،وتصير المحبوبة ''مشرية ''شرسة في علاقتها معه ،وتكن له الحقد لأنه تركها لوحدها تعاني الشوق ، ليحاول ''مدين'' التقرب إليها بالاعتماد على إيقاظ لحظات الماضي الجميل الذي جمعهما كي يستعطفها و يتقرب من قلبها الذي صار لا يحتمل إلا الرفض و الهروب إلى سواد الحياة بفضل الأداء الجيد للممثلين محمد يبدري، فاطمة حسناوي، خليدة خلفاوي وأحمد عوني، من الخوض في موضوع التحوّلات الاجتماعية التي يعيشها المجتمع الجزائري ، تميزها فكرة اللاتسامح . . وقد سهّل اعتماد الحكي الشعري بين ''مشرية'' و''مدين''، للمتفرجين الذين تابعوا أطوار المسرحية التي دامت حوالي ساعة من الزمن، العودة إلى التراث الجزائري الثري بالحكم والأمثال المسرحية ، و أما ، من ناحية الشكل ف''ناس مشرية'' تعتمد الحكي الشعري الذي يحيلنا على ثقافتنا الشفاهية و يؤسس لغة درامية تمحي التأثيرات التي مست اللهجة الجزائرية و شوهتها رياح الثقافة السلبية ،أما مضمونها فهي تكرس فكرة التسامح الذي افتقده إنسان الألفية الحالية ، المسرحية من إخراج لخضر منصوري و أدى أدوارها شباب من أهل الفن الرابع محمد يبدري في دور "مدين"، فاطمة حسناوي في دور"مشرية" ، كريم نور الدين ، في دور "مدين الشاب" ، خليدة خلفاوي ، في دور "مشرية الشابة" .
و يتناول العرض المسرحي الثاني " الملك يلعب " الذي أخرجه عبد الرحمان زعبوبي ، قصة سياسية بالدرجة الأولى، تحمل في جوفها الصراع من أجل الملك والسلطة بل حبّ التملك وحب التسلط التي أصبحت مرضا وعادة سيئة يشتهر بها الحكام العرب والأجانب ومن مختلف الأعراق والأجناس، انطلاقا من الأزمان الغابرة إلى غاية اليوم، ويتجلى ذلك سيما في عدد الحكام العرب الذين لم يغادروا كرسي السلطة إلى يومنا هذا، حيث يعالج النص في قالب درامي مشوق يتعاطى النقد وجهة له وسط ديكور وموسيقى منوعة تتماشى مع الموضوع. هذه الظاهرة التي باتت تهدد كل المجتمعات من حيث بقاء نفس السياسة ونفس القرارات ونفس الأوضاع الاجتماعية المزرية التي تعيشها شعوب هذه البلدان ولا تأتي بجديد يذكر.
يشار أن السينوغرافيا للمخرج نفسه وبمشاركة من ممثلين هم جلال دراوي، عبد الرؤوف بوفنار، أحمد عزيلة فتحي، توفيق جيلالي، أحمد عزيلة عادل، جلال بوشليط بالإضافة إلى العنصر النسوي الذي تمثله الممثلتين على الخشبة فاتن وقمر