دخل السيد عبد العزيز بوتفليقة رسميا المعترك الانتخابي لرئاسيات التاسع افريل 2009 باعلانه عن الترشح بصفة »المترشح المستقل« خلال حفل ضخم احتضنته القاعة البيضوية اول امس الخميس، اكد خلاله بان ترشحه يأتي استجابة للنداء الشعبي الملح الذي حمله على »اداء واجبه المعنوي« تاركا الخيار للشعب لاصدار قراره بكل سيادة. دقائق قبل الساعة الثانية والنصف زوالا من نهار اول امس، قطع المرشح بوتفليقة الممر الذي يتوسط القاعة البيضوية بخطواته المتسارعة المعهودة مصافحا جموع الحاضرين في القاعة متجها الى المنصة لالقاء كلمة اعلن خلالها رسميا عن ترشحه للاستحقاق الرئاسي. ولم يفوت المرشح الذي اكتست من اجله القاعة البيضوية حلة زرقاء متميزة تعكس رغبته في استكمال استتباب الامن واعادة السكينة بصفة تامة الى كل ربوع الوطن، للتوضيح بانه كان من المفروض ان يتم تقديمه من قبل »الرائد سي السعيد عبادو الامين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين« الا انه توجه مباشرة للمنصة بعد توجيه تحية لما لا يقل عن 5 آلاف شخص اغلبهم شباب ابوا الا ان يشاركوه لحظة الاعلان عن ترشحه التي تأتي استجابة لمطلب رفع ليس قبل اشهر فقط وانما خلال الاعوام الاخيرة. وعلاوة على الشباب الذي حضر بقوة سجل حضور رئيس التحالف الامين العام »للافلان« عبد العزيز بلخادم والى جانبه ابو جرة سلطاني رئيس »حمس« وغاب احمد اويحيى الامين العام للتجمع الوطني الديمقراطي وحضر نيابة عنه اعضاء قياديون منهم ميلود شرفي الناطق الرسمي باسم »الارندي« ووجوه بارزة اخرى في الساحة الوطنية منهم الشيخ عبد الرحمان شيبان رئيس جمعية العلماء المسلمين. وقبل ذلك بدأ وصول المواطنون والمدعوون الى حفل الاعلان الذي تميز بتنظيم محكم قبل الساعة التاسعة صباحا رغم ان انطلاق الحفل كان مبرمجا في الظهيرة وبعدما كان بصفة محتشمة في الساعات الاولى تضاعف عدد الاشخاص الذي قدر بالمئات بعد ذلك وامتلأت القاعة عن آخرها قبل منتصف النهار، ولم يسعف الحظ العشرات من الاشخاص في الحصول على مقاعد، فيما لم يتمكن جمع كبير آخر من الدخول الى القاعة لم ينساهم المترشح الذي استسمحهم لعدم تمكنهم من ولوجها. وعلاوة على الديكور المتميز الذي غلب عليه اللون الازرق لون السكينة والامان بمختلف اطيافه، رفعت عدة شعارات منها »بوتفليقة الامل المشترك« و»الجزائر تناديك والشعب يزكيك« و»جزائر قوية وآمنة« توسطها عنوان بريده الالكتروني (w w w . Bouteflika 2009 . com ) وقد تعالت اصوات بعض المواطنين لا سيما منهم الشباب الذين غصت بهم القاعة كلما خاطبهم المرشح بوتفليقة مبديا ارتياحه للاهمية التي يوليها اياه من جهة ولاعلانه عن الترشح للرئاسيات من جهة ثانية. يذكر ان المرشح بوتفليقة الذي اراد التميز نجح فعلا وقد كان حفل الاعلان بمثابة »عرس« مثلما وصفه سلطاني رئيس »حمس« وزملائه في التحالف، بالنظر الى التحكم في التنظيم والانضباط الكبير رغم حضور آلاف الاشخاص ولم يقتصر التميز على الحفل فقط وانما كذلك اختياره الاعلان عن الترشح قبل 11 يوما فقط من انقضاء المهلة المحددة لايداع ملفات الترشح لدى المجلس الدستوري مع العلم انه سيودع ملفه يوم 22 فيفري الجاري حسبما اكد مدير حملته الانتخابية عبد المالك سلال يوم واحد قبل انقضاء الآجال القانونية.