بدأ العد التنازلي للإعلان عن نتائج استحقاقات ألعاب البحر الأبيض المتوسط واختيار منظم دورة 2021. أعين العالم مشدودة نحو بيسكارا الإيطالية، حيث تتنافس مدينة وهران إلى جانب صفاقسالتونسية على شرف استضافة ثالث أكبر تظاهرة رياضية في العالم بعد الدورة الأولى التي جرت بالإسكندرية عام 1951. «الشعب” قامت من خلال هذا الاستطلاع بتسليط الضوء على ما تتوفر عليه الباهية لانتزاع قرار فوزها بتنظيم هذه التظاهرة التاريخية. حرصت السلطات المحلية لوهران على تقديم وجه مشرف للجزائر من خلال إبراز أوراق رابحة تراهن عليها خلال المنافسة على تنظيم الحدث الرياضي. وتختتم مساء اليوم فعاليات القافلة الترويجية لملف احتضان الباهية للطبعة ال 19 من خلال تنظيم احتفالية فنية كبيرة موسومة بالعودة الى الاصل “الباهية في احتفال”. وتنطلق التظاهرة في 27 من الشهر الحالي تزامنا وإعلان النتائج، وذلك بمسرح الهواء الطلق. ويبقى الرهان قائما لكسب التحدي على إيقاعات، تبلور السمعة الطيبة لعاصمة الغرب الجزائري في مجال تنظيم التظاهرات الكبرى. علما أن الجزائر، احتضنت فعاليات العاب المتوسط مرة واحدة عام 1975، وفاز بالذهبية الفريق الوطني لكرة القدم في نهائي تاريخي ضد المنتخب الفرنسي. ونتذكّر ما قاله الرئيس الراحل بومدين للاعبين الذين كانوا منهزمين في الشوط الاول بأنه لا يريد سماع نشيد “لامارسييز” في 5 جويلية، وكم حمّس هذا الكلام زملاء بطروني وحفّزهم في الفوز بعزيمة وتحد. هل تنتصر وهران في هذه المواجهة وتعود للجزائر شرف تنظيم ألعاب المتوسط وتتفوق على تونس والتي أشرفت على تنظيمها عامي 1967 و2001؟ هذا ما رصدته “الشعب” في هذا العمل الاعلامي الجواري. الوالي زعلان: “وهران أثبتت كفاءتها في تنظيم الأحداث الكبرى” وتحرص الجزائر على تعبئة الرأي العام بدقة وشفافية كاملة، تجعل منها منصة مثالية للمنافسة على المستوى العالمي، حسب تصريحات والي وهران عبد الغني زعلان الذي أكّد أنّ الباهية جديرة بنيل هذا الشرف، خصوصا أنّها أثبتت كفاءتها في كافة الميادين، كما أن الجزائر لم تنظم هذه الألعاب منذ 40 سنة خلت، وهو الأمر الذي يزيد من حظوظ عاصمة الغرب التي تستقطب الأنظار وتثير الاهتمام وتسحر الزوار، وتخلق الحدث نظير سحرها الجذاب ومرافقها وكرم أهلها. جهود كبيرة للتّرويج للمدينة على مستوى مواقع التّواصل الاجتماعي ويرسم استعداد وهران بكافة مكوناتها لاحتضان هذا الحدث الرياضي تصورا لتطلعات الشعب الجزائري وقيادته الرشيدة في إطار رؤية الجزائر الوطنية، لما تلعبه الرياضة من دور هام في خدمة التنمية والرقي وتكريس القيم الفاضلة، حسبما جاء في تدخل تويمي بوعلام، نائب رئيس المجلس الشعبي الولائي لوهران. وتوقّع تويمي حسب القراءة الأولية لمشهد المنافسة، أن يكون الفوز حليف وهران بنقاط هامة، مقدّرا جهود السلطات الجزائرية ومواقف الدول التي أبدت دعمها لملف ترشح المدينة. كما وصف تويمي الدور الترويجي الهام الذي لعبه الاعلام فارضا نفسه شريكا اساسيا في هذه المهمة، التي تعد ايضا رافدا للمقصد السياحي، مثمّنا جهود الشباب ومواقفهم الوطنية العالية، خصوصا ما تعلّق بقضايا السلم والأمن والترويج السياحي عبر الانترنيت لتعزيز وهران كوجهة ترفيهية رياضية تنافسية. قال تويمي في تصريح لجريدة “الشعب”، أن الإجماع الوطني على مساندة وهران ودعم ترشّحها، يعكس بقوّة الروح الوطنية وثقافة المواطنة لدى الجمهور الجزائري، منوّها في سياق متّصل بما يروج عبر شبكات التواصل الاجتماعي من “التويتر” و«الفايسبوك” لمساندة حملة ترشيح مدينة وهران لاستضافة الطبعة ال 19 لألعاب البحر الأبيض متوسط. وذكّر المتحدث الدور الاتصالي لمواقع التواصل في إيصال الصورة المشرقة للجزائر، وطموحها في ان تكون دوما في مستوى التطلع والتحدي، منوّها بهذا المسعى في تسويق الصورة الميتروبولية المتوسطية التي تتمتع بها وهران، مؤكّدا أنّ أكثر من 15 مليون سائح، زارها خلال أقل من شهرين، لما تتمتع به من تنوّع جغرافي وثراء حضاري وموقع استراتيجي هام في حوض الأبيض المتوسط بساحل ممتد على طول 150 كلم. التّظاهرات الرّياضية و المهرجانات الثّقافية تعكس حضارة المدينة من جهته قال مصابيح ميلود مكلف بالشؤون الثقافية بالولاية ل “الشعب”، أن وهران تراهن على تنسيق تعاونها بين جميع الفاعلين في هذا الحقل وتفتح المجال للمجتمع المدني للتحسيس والتوعية بأهمية هذا المشروع، مشيرا إلى أن التحضيرات الجارية من الدعاية والإشهار لترشح وهران لاحتضان الألعاب المتوسطية، انطلقت باكرا على كل الأصعدة، وصولا إلى إقناع بعض الأطراف التي كانت تعارض هذا الترشّح، وهي حاليا من أقوى المساندين لكافة المساعي. يقول مصابيح أيضا أن قوة الإرادة الجزائرية، تدعمها الأطر والكفاءات البشرية وكذا الإمكانيات المالية واللوجستية الكفيلة بنجاح هذا المسعى، مضيفا ان عديد الأطراف التي تركت حسبه بصمة لا تمحى، على غرار مديرية الشباب والرياضة والتي ربطت شعار الترشّح بكل الفعاليات الرياضية، بما فيها دورات كرة القدم والرياضات الأخرى، وكذا مديرية السياحة التي تعمل على ترسيخ فكرة، أنّ وهران السياحة، وهران الرياضة. أما مديرية الثقافة، فتستخدم في حملتها الترويجية المهرجانات الثقافية، وأكبر ورقة وظفتها كانت خلال مهرجان وهران للموسيقى المحلية والأغنية الوهرانية الأصيلة بحضور فنانين عالميين، أمثال الكينغ خالد والشيخة الزهوانية. وتستعد جمعيتا الإخلاص والشباب المثقف بإشراف من مديرية القطاعية لتنظيم ملتقى وطني شباني أو مخيم صيفي وطني للتطوع، شعاره “نعم لترشح وهران لاحتضان ألعاب البحر الأبيض المتوسط”. وستكون هذه التظاهرة، على مستوى بيت الشباب برأس فلكون ومخيم الشباب لمدراك ببلدية عيون الترك من يوم 09 سبتمبر إلى غاية 14 سبتمبر 2015. مرافق وهياكل رياضية في مستوى الحدث وأكّد مصابيح أن وهران بكافة مكوناتها، ملتزمة التزاما شديدا بالرياضيين والرياضة، معتبرا أن الإستراتيجية الولائية تعزز خيار وهران وقدرتها على الانطلاق نحو التميّز، من حيث التقدم السريع في توفير ما يحتاجه المواطن وخاص الشباب منهم. وأن التطور الذي يشهده قطاع الرياضة بعاصمة الغرب الجزائري يعكس قدراتها التنافسية، وأنها ستحظى في حال الفوز بالاستحقاقات المتوسطية بدعم خاص على مختلف المستويات، بعدما تحولت إلى ورشة عمل كبرى. وبحسب البرنامج، تصدّر قطاع الإسكان والتعمير المشاريع من حيث العدد، وأخذت السكنات الاجتماعية حصة الأسد، يليه قطاعي النقل والاشغال العمومية، ومن أبرزها المترو وتمديد خط الترامواي والمحطات التابعة له، وإنشاء الجسور والأنفاق وشق الطرق وبالإضافة إلي منشأتها الصحية والاقتصادية والسياحية والرياضية العديدة. ستتوفر وهران على منشآت أخرى سواء المنجزة أو الجاري تنفيذها، مثل الملعب الجديد ببلدية بئر الجير بطاقة استتيعاب 40 ألف مدرج، وقاعة متعددة الرياضات ب 6 ألاف مدرج، ومضمار لألعاب القوى ومضمار للدراجات، ومركب للرياضات المائية وميادين التنس، وقاعات للرياضات الجماعية وفضاءات الترفيه، ومؤسسات فندقية لضمان الاسترجاع الأفضل للرياضيين. تشكّل هذه المشاريع وأخرى قرية أولمبية بامتياز، سيتم تشييدها ببلقايد، عند المدخل الشرقي لوهران الكبرى. مع العلم أن ملعب وهران الجديد الذي اختير له اسم الأسطورة عبد القادر فريحة، شكله الهندسي شبيه بملعب العش الطائر ببكين، وهو مرشح ليكون من أفضل وأجمل الملاعب في القارة السوداء وحتى في الحوض المتوسطي، ويضم هيكله كميات هائلة من الحديد والخرسانة ما يؤهله لمقاومة الكوارث الطبيعية ومن مميّزات الملعب الجديد، هو احترامه لمعايير السلامة، وعلى غرار الملاعب الأوروبية فإن مدرجاته، ستكون شاغرة في ظرف لا يتجاوز 10 دقائق. ويعتبر هذا الانجاز، أول قرية رياضية سياحية في الجزائر من حيث أبعاد الملاعب ومساحات حمامات السباحة ومختلف المرافق الأخرى. وستضم القرية أكثر من 6.500 غرفة بطاقة استيعاب تقدر ب 14 الف رياضي، هذا فضلا عن جمال التصميم وتنوع نماذج البناء، بدءا من توزيع المساحات الخضراء، مرورا بالخدمات المتكاملة من مراكز طبية وتجارية وغيرها من المنشآت المقترحة بخطة الجزائر والتي ستجعل وهران، ضمن الوجهات الرياضية الأولى في العالم. حسب آراء استقتها “الشعب” من الشارع الوهراني، فإن الباهية ذاهبة لانتزاع قرار تنظيم الاعاب المتوسطية التي تعتبر مكسبا كبيرا للجزائر من كل النواحي، وزيادة على اكتساب خبرات رياضية جديدة وتوسيع المجال الرياضي والاهتمام به، ستحمل أبعادا سياحية واقتصادية، تعمل مختلف الأطراف على تحقيقها. إذاعة “المنستير” التّونسية تشيد بمشاريع وهران وبذلك تكون وهران قد كسبت الرهان من خلال حملة ترويجية كشفت عن انجازات ومرافق جديرة بإقناع العالم. إنه تحدي رفعته الجزائر بتحديد مكامن القوة فيها في ضوء مسيرة التطور التنموي عبر الحقب التاريخية المختلفة. استطاعت الجزائر بإمكانياتهاتحمل مسؤولية ألعاب البحر الأبيض المتوسط سنة 1975، ونجحت عن جدارة واستحقاق كاسبة ثقة المشاركين الذين اشادوا بالدورة المتوسطية. في هذا الإطار أشادت إذاعة “المنستير” التونسية بالمشاريع الهامة التي تدخل في إطار الورشات الإستراتيجية الكبرى بوهران. وأشار مقدم الحصة الموسومة بتقاليد وعادات المجتمعات الإسلامية من خلال الحوار الذي دار بينه وبين ممثلة جريدة “الشعب”، تبعا للدعوة التي وجهتها إليها، أن من بين النجاحات التي حققتها الجزائر، استتباب الامن والسلم الذي يساهم بشكل قوي في الرفع من قيمة التطور البشري والاجتماعي والحضاري والتاريخي للجزائر، مشيدا بحنكة رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة ووعيه التام بالرهانات التي تواجه البلاد والعالمين العربي والإسلامي بشكل عام. عبّر عن هذا كذلك رئيس وكالة الأسفار التونسية “الأفق الطبية” علي فرج، الذي اعتبر أن وهران بإمكانها بناء صناعة سياحية متطوّرة وتنافسية.