انطلاقا من سياسيته الرامية إلى تعزيز ثقافة وتقليد ترسيخ دور المؤسسة المواطنة في التضامن مع الفئات الهشة للمجتمع، أطلق منتدى رؤساء المؤسسات، أول أمس، رسميا من ولاية المدية، عملية توزيع 1000 محفظة مدرسية، في مبادرة تحت شعار «تضامن منتدى رؤساء المؤسسات محفظة المستقبل» والتي ستشمل كافة التراب الوطني. وقد استفاد 200 تلميذ وتلميذة من الطور الابتدائي، من هذه المبادرة التي تعتبر الخامسة من نوعها والمنظمة بالتنسيق مع الهلال الأحمر الجزائري، وجمعية «سيدرا»، تحسبا للدخول المدرسي القادم. وقدم علي حداد رئيس منتدى المؤسسة، العملية التضامنية كخطوة طبيعية يقوم بها المتعاملون الاقتصاديون، كون مهمتهم لا تقتصر فقط على خلق الثروة ومناصب الشغل للنهوض بالاقتصاد الوطني، بل تتسع أيضا للمساهمة في مساعدة الحكومة في التكفل بكل فئات المجتمع وخاصة الفئات الهشة. وأكد حداد في كلمة ألقاها بمقر الولاية، خلال مراسيم توزيع المحافظ المدرسية على أبناء المدية، أن هذه المبادرة التضامنية، منبثقة من إيمانه القوي كمواطن أولا وكرئيس المنتدى الذي يمثل أعضائه ثانية، بضرورة الاهتمام والمشاركة في تنمية المناطق الداخلية للبلاد، سواء من الناحية المقاولاتية وكذا الناحية الاجتماعية والثقافية الثرية. واعتبر حداد أن هذا الاهتمام بالجانب الاجتماعي والإنساني، يشكل أيضا حافزا قويا أمام رؤساء المؤسسات لوضع استراتيجية ناجعة وصورة أخرى للتنمية الجزائرية، قائمة على التصنيع المحلي وإعادة تأهيل المؤسسات الوطنية المنتجة و كذا الابتعاد عن التبعية الخارجية. وأضاف رئيس المنتدى قائلا أن الإرادة الذي يتحلى بها اليوم رؤساء المؤسسات مبنية أيضا على ضرورة تكثيف العمل اليومي والجدي والسهر على إيجاد الحلول الناجعة للمشاكل الاقتصادية التي تعرفها البلاد، هذا بجعل المؤسسة المواطنة في قلب استراتيجية الحكومة لخلق الثروة والقيمة المضافة من أجل الوطن وكذا من أجل الأجيال القادمة. و في ذات السياق أشار حداد، مخاطبا الشباب وأطفال المدية، إلى أهمية التحلي بحرية المبادرة واتخاذ القرار من أجل مستقبل زاهر للجميع، معربا عن أمله أن تكون مثل هذه المبادرات مستمرة ومتواصلة ومرتبطة بمستقبل وتطور المنتدى. الأطفال يستحسنون المبادرة جاؤوا من بلديات ومداشر المدية، برفقة أوليائهم، ومنهم من استيقظ باكرا ليتمكن من حضور الحفل المتواضع الذي نظم على شرفهم بمقر الولاية، والذي قدمت لهم من خلاله المحفظة المدرسية التي رسمت البسمة على وجوهم. إنهم محمد، عبد الرزاق، فاطمة الزهراء وسامية وزينب، الكل انتقل إلى السنة الرابعة ابتدائي وابتهج بالمحفظة أو حقيبة الظهر والأدوات المدرسية الجديدة التي قدمت له، مؤكدين ل «الشعب» عزمهم تحصيل نقاط ومعدلات عالية خلال الموسم الدراسي 2015 - 2016. ولم يعادل فرحة هؤلاء البراعم سوى حياؤهم من الكاميرات وآلات التصوير، لكن لم يمنعهم ذلك من التحدث عن قراهم ومدارسهم التي يقصدونها بواسطة النقل المدرسي، كونها تبعد مسافة ساعة أو ساعتين عن مقر سكناهم، والتي تقدم لهم فيها وجبات باردة عبارة عن خبز وجبن و ياغورت حتى في أيام البرد.