كشف رئيس بلدية مرسى بن مهيدي في تلمسان قروندة أعمر ل “الشعب”، أن المنطقة حوّلت فعلا إلى قبلة سياحية استقطبت أكثر من 7 ملايين مصطاف من داخل وخارج الوطن، استمتعوا بمناظرها الخلابة وخدماتها المريحة، وهي خدمات غايتها التكفل بالمصطاف وتهيئة الظروف له لقضاء عطلة صيفية آمنة هادئة حرصت عليها السلطات العمومية. “الشعب” رصدت أجواء الأيام الأخيرة لموسم الاصطياف ببن مهيدي. سجلت بلدية مرسى بن مهيدي قفزة نوعية في مجال تحسين الخدمات العامة للسياح، في إطار إنجاح موسم الاصطياف 2015 خاصة في شأن الإيواء، إذ كانت أسعاره تتناسب مع القدرات المادية للمصطافين الذين توافدوا على المدينة في الأشهر الماضية لقضاء العطلة، حسب ما استطلعته “الشعب” التي زارت المدينة الساحلية الساحرة “بورصاي”، حيث تراوحت أسعار كراء شقق الخواص بين 6 آلاف و10 آلاف دينار في الليلة الواحدة، مع الخصومات التي يقدّمها ملاك الشقق للمصطافين بهدف المنافسة، واستقطاب أكبر عدد ممكن من السياح. وتضاف لهذا الخدمات ما وفّرته الفنادق والإقامات العائلية والمخيمات من راحة مالية للمصطافين، لقاء كراء شقق واسعة للعائلات بأسعار مناسبة مقارنة مع تلك التي ارتفعت قيمتها في شواطئ الولايات الغربية على غرار مستغانم ووهران وعين تموشنت. موسم اصطياف ناجح بامتياز أما في مجال الخدمات العامة، لم تسجّل مدينة مرسى بن مهيدي خلال هذا الموسم أي تجاوزات تذكر في شأن ارتفاع أسعار المواد والمؤن الغذائية، الأمر الذي يعكس توفّرها بالمدينة الساحلية التي عانت في مواسم سابقة من مشكل الندرة الحادة في السلع الغذائية والخضر، وهي كلها أسباب ساهمت بشكل تلقائي في جذب هذا العدد الكبير من السياح من مختلف مناطق الوطن، بعد أن كان هؤلاء يتردّدون بين سحر المنطقة وجاذبيتها التي لا تقاوم، وبين الأسعار التي ترتفع بشكل قياسي في فترة الاصطياف. ولم تشكّل وسائل المواصلات عائقا أمام زوار المدينة، حيث توافدوا إليها بالملايين عن طريق الحافلات التي توفّرها الرحلات المبرمجة أو سيارات الأجرة للنقل بين ولايات وسط وغرب الوطن، دون التفكير في هاجس التنقل في وسط المدينة وبين شواطئها، حيث لا يستدعي ذلك إلا التنقل على الأقدام للإستجمام والتمتع بأزقة المدينة وأسواقها التي تعجّ بالصناعات التقليدية المحلية والجزائرية. مشاريع لدعم قطاع السّياحة والرّفع من مداخيل البلدية من جانب آخر، سهرت مصالح بلدية مرسى بن مهيدي حسب تصريح رئيسها لنا، على تنفيذ تعليمات السلطات الولائية القاضية بتحسين نوعية الخدمات السياحية وتطويرها بالمنطقة، إلى جانب رغبة الطاقم التنفيذي لمجلس بلدية مرسى بن مهيدي في تحقيق الريادة في مجال الخدمات السياحية وتطويرها، في ظل منافسة شرسة لمجالس البلديات الساحلية لولاية تلمسان. غير أنّ جوهرة تلمسان وعروس الساحل الجزائري مع الحدود المغربية، ظلّت تصنع الحدث السياحي في الفترة الماضية، على طول شريطها الساحلي المقدر ب 1200 متر، والموزع على شواطئ موسيكادا الثلاثة وشاطئ الواجهة البحرية في وسط المدينة، فضلا عن تقاليد المنطقة التي زاوجت ندى البحر وأشعة الشمس، بولائم أولياء المنطقة الصالحين على غرار وعدة العنابرة ووعدة بني منقوش، التي تتيح للسائحين فرصة التعرف على تقاليد المنطقة وعاداتها، والتمتع باستعراضات الفلكلور والفروسية. وفي نفس المشهد السياحي بمدينة مرسى بن مهيدي الواقعة بأقصى الساحل الغربي الجزائري، ينتظر أن تستلم مع مطلع السنة المقبلة عدة مشاريع هامة، ستعطي دفعا جديدا لقطاع السياحة بمرسى بن مهيدي، والذي يمثل نسبة 25 بالمائة من مداخيل البلدية على حد تصريح أعمر قدروندة، رئيس البلدية، الذي أكد أن مشروع انجاز المسبح الأولمبي بلغ نسبة جيدة من الانجاز، إلى جانب مشروع مخيم الشباب الذي شارف على الانتهاء من أشغاله والشطر الثاني من منتزه المدينة الذي يتواصل العمل على تهيئته، فضلا عن الخدمات الصحية التي سيكفلها مستشفى 60 سرير (في طور الانجاز) لسكان المنطقة والمصطافين على حد سواء، حيث يتوفر المرفق الصحي على أجنحة للجراحة الطبية المتخصصة، وتجهيزات دقيقة للكشف والتحاليل ستوفر عن المواطنين عناء التنقل للعلاج بدائرة مغنية . رئيس لجنة السياحة: “نسعى لافتكاك لقب أحسن مدينة ساحلية” من جهتها، رئيس لجنة السياحة و الصناعات التقليدية، زرقيط فاطمة، أكدت ل«الشعب” أن “العمل الميداني هو طبيعة ملازمة لمنتخبي بلدية مرسى بن مهيدي”، وذلك ما استطلعته “الشعب” في جولتها بالمدينة، حيث كانت تراقب باهتمام كل صغيرة وكبيرة، ولم نكد نتعرف على صفتها إلا بذكر من رئيس البلدية. وقد خصّت فاطمة زرقيط “الشعب” بحديث مشوّق عن مستقبل السياحة في هذه المنطقة الحدودية، فقالت أنّه من المهم جدا العناية بأهل المنطقة وزوّارها أتمّ العناية، حتى نبرز الجانب الحضاري الأخلاقي والاجتماعي الذي يتمتع به الجزائريون، تضيف المسؤولة بالبلدية، مشيرة أن جميع المصالح العمومية في المنطقة وسكانها ساهموا في خلق حركية سياحية لا توصف هذا الموسم، سعيا منهم لاستحقاق الريادة ونيل لقب أحسن مدينة سياحية وساحلية في الجزائر. ذلك ما كشفت عنه فاطمة قائلة أن الحلم قريب المنال، بشهادة أعضاء لجنة مركزية مختلطة عاينت وضعية شواطئ المدينة، ووقفت على عملية تسيير وتأمين الشواطئ المتربعة على 1200 كلم ومنها شاطئ «عين عشرود”، الذي خضع لعملية تهيئة مؤخرا ووضع هذا الموسم تحت تصرف المصطافين. وأضافت رئيسة لجنة السياحة بالبلدية، أن مجانية الشواطئ قرار لاقى استحسان السياح وترك لديهم انطباعات جيدة، وهو ما سيعوّل عليه مستقبلا في استقطاب أكبر عدد من المصطافين والسياح الذين يجذبهم سحر مدينة مرسى بن مهيدي الخلاب.