ينتظر جني 6400 قنطار من محصول الفول السوداني (الكاوكاو) في نهاية حملة الجني للموسم الفلاحي الجاري التي انطلقت قبل أيام بولاية غرداية، حسبما استفيد من مديرية المصالح الفلاحية. وينتظر أن تستهدف هذه الحملة خلال الموسم الحالي والتي ستتواصل على مدار شهر ما مجموعه 430 هكتار بمعدل يصل إلى عشرة (10) قناطير في الهكتار الواحد المسقي، كما أوضح مسؤول الإحصائيات بمديرية القطاع خالد جبريط . وتتركز زراعة الفول السوداني وهو من المحاصيل الزيتية من فصيلة البقوليات أساسا - بمناطق سبسب والمنصورة ومتليلي بجنوب غرداية التي تتميز بتربة رملية ومناخ مشمس، بالإضافة إلى توفر عديد النقاط للسقي الفلاحي وهي العوامل الملائمة لتنمية هذه الفلاحة «ذات المذاق العالي الجودة «، والمدرة لأرباح وفيرة المفضلة بشكل كبير لدى السكان، حسب ما أشار ذات المسؤول. وذكر السيد جبريط، أن الجفاف وانخفاض مستوى الطبقة المائية السطحية الذي شهدته منطقة غرداية خلال السنتين الأخيرتين، قد أدى الى احجام الفلاحين عن زراعة هذا المنتوج الفلاحي. وخصص ما لا يقل عن 600 هكتار لزراعة الفول السوداني خلال 2014 مقابل 430 هكتار في 2015، حسب ذات المصدر . وقد انتشرت زراعة الفول السوداني التي تزدهر في المناطق الحارة والرطبة بجنوب ولاية غرداية، كما تشهد على ذلك عديد المزارع المتواجدة ببلديات سبسب وحاسي لفحل والمنصورة. هذا النوع من الزراعة التي تنتشر بكثرة في هذه المناطق القاحلة قد دفع بعديد الفلاحين بجنوب غرداية إلى تخصيص مساحات فلاحية لتكثيف نبتة الفول السوداني والتي تبقى ممارستها في مرحلة تقليدية . ولا زال يعتمد في زرع هذا النوع من الزراعة على الطرق اليدوية من قبل نحو مئة فلاح الذين يواجهون عدة صعوبات، سيما ما تعلّق منه بعدم الإلمام بالمسار التقني لهذه الزراعة وللعديد من الآفات المدمرة لمحاصيل الفول السوداني وفي مقدمتها العصافير والقوارض وغيرها من الطيور والزواحف المدمرة. ويحتل الفول السوداني الذي تنتجه منطقة سبسب أفضلية المنتجات التي يرغب في اقتناءها السياح والزوار الآخرين لسوق غرداية الذي تباع به مختلف أصناف التمور المبكرة. وبالنظر لما يختص به هذا المنتوج الفلاحي من مميزات سواء من حيث حجم الثمرة أوالمذاق فقد أصبح الفول السوداني المعروف محليا «بكاوكاو سبسب» يتهافت عليه بل تجاوزت شهرته حدود منطقة غرداية. ويمكن أن يشكل هذا المحصول الفلاحي الذي يزرع بطرق تقليدية على نطاق ضيق بمنطقة سبسب المعزولة عاملا لازدهار فلاحي مستديم لهذه المنطقة، كما تمت الإشارة إليه. وقد أنعشت موجة الأمطار التي تساقطت مؤخرا على المنطقة حتى ولو كانت متأخرة بعض الأمل لتكثيف هذه الزراعة خلال الحملة المقبلة لبذر الفول السوداني المقررة في شهر أبريل 2016.