يحدثنا سعادة سفير اليابانبالجزائر، السيد ماسايا فوجيوارا، عن العلاقات الجزائريةاليابانية على المستوى السياسي، الاقتصادي والثقافي، ومساعي الطرفين من أجل الارتقاء أكثر بهذه العلاقات. ويذكّر الدبلوماسي الياباني بأن الأواصر بين البلدين تعود إلى فترة الثورة التحريرية، كما يؤكد على اهتمام الشركات اليابانية بإمكانيات السوق الجزائري، وهو ما تجسّد في عدة مشاريع تعاون وشراكة قابلة للتوسيع بشكل يرقى إلى مستوى طموحات البلدين. «الشعب”: سعادة السفير ما هو تقييمكم للعلاقات الجزائريةاليابانية؟ ماسايا فوجيوارا: العلاقات بين بلدينا ممتازة، وحتى قبل استقلال الجزائر، كان هنالك مكتب لجبهة التحرير الوطني بطوكيو منذ 1958، إذن نحن نحافظ مذ ذاك على علاقات طيبة سواء على المستوى السياسي، الاقتصادي، والثقافي، ونحن الآن بصدد تعزيز وتقوية هذه العلاقات التاريخية. أشرتم إلى أصعدة ثلاثة، سياسي واقتصادي وثقافي، وقلتم إن الوضع ممتاز سياسيا.. ماذا عن الصعيدين المتبقيين؟ وهل يمكن أن نرى حضورا يابانيا أكبر اقتصاديا على وجه الخصوص؟ بالطبع إن العامل الاقتصادي هو محرك لترقية العلاقات بين البلدين، وفي هذا الصدد يمكن القول إن هناك العديد من المجالات التي يمكن أن نطورها في المستقبل، وهناك الكثير من الشركات اليابانية المهتمة بالسوق الجزائرية، ونحن بصدد استغلال هذه الإمكانية، وأتمنى أن يكون في المستقبل والسنوات القادمة تبادل تجاري أكبر بالتوازي مع استثمار الشركات اليابانية، إذ يوجد الكثير من الإمكانيات والمقومات التي ما تزال غير مستغلة بالشكل المطلوب. أما على المستوى الآخر أي الثقافي، فنضرب مثلا بحدث المعرض المعماري (معرض “تحدي المدن: الهندسة المعمارية اليابانية في الستينيات” المنظم بمدرسة الهندسة المعمارية بالحراش) حيث توافد الكثير من الطلبة الشباب لزيارة هذا المعرض، الذي يتطرق إلى مجال هام جدا وتاريخي بين بلدينا، فهناك الكثير من التبادل والتعاون بين المهندسين المعماريين الجزائريينواليابانيين، وأعطي مثالا بجامعة العلوم والتكنولوجيا بوهران، هذا المركب الجامعي الذي صممه المعماري الياباني كنزو تانغي، وهو رمز آخر من رموز هذا التعاون. ولكننا نسعى إلى تطوير هذا التاريخ أكثر في المستقبل، لذلك نحن سعداء برؤية هذا الاهتمام بالمعرض لدى الشباب الجزائيين. كما سننظم تظاهرات أخرى هذه السنة، التي تشهد احتضان الجزائر لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، وفي هذا السياق، فإن اليابان على أتم الاستعداد لمضاعفة عدد التظاهرات والتبادلات الثقافية مع الجزائر، وفي ديسمبر المقبل سوف ننظم حفلا للطبل التقليدي اليابانيبقسنطينةوالجزائر العاصمة، وسنواصل على درب التبادل الثقافي الذي يعتبر هو الآخر محركا لترقية علاقاتنا الثنائية. لم يعد خفيا سعي الجزائر إلى تطوير الطاقات المتجددة، لسدّ حاجياتها الاستهلاكية الطاقوية من جهة، وكذا لتنويع مداخيلها خارج قطاع المحروقات. ما هي الإضافة التي يمكن لليابان تقديمها في هذا السياق؟ في مجال الطاقات المتجددة هنالك مشروع مشترك بين البلدين على مستوى جامعة وهران للعلوم والتكنولوجيا، حيث تقوم “الوكالة اليابانية للتعاون الدولي JICA” بمشروع بحث في تطوير الطاقة المتجددة، وهو مشروع مبتكر جدا ومستقبلي، إذ يتمّ اعتمادا على رمل الصحراء استخراج السيليسيوم، الذي يستخدم في صناعة الألواح الشمسية، كما يوجد مشروع لنقل التكنولوجيا اليابانية المتطورة في صناعة الموصلات الجيدة للكهرباء Supraconducteurs، والتي تسمح بإيصال الطاقة الكهربائية دون إهدار، هي مشاريع مستقبلية جد واعدة، وأتمنى أن تكون مدرجة ضمن خطط الجزائر المستقبلية لتنويع اقتصادياتها.