غادر السيد كريستوفر روس المنقطعة المغاربية بعد أن إطلع على ملف الصحراء الغربية عن قرب من خلال زيارته الميدانية إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف .. ومحادثاته المكثفة مع المسؤولين الجزائريين حول هذه القضية. ويكون روس قد إطلع على المواقف بالمنطقة وأخذ صورة واضحة عن القضية الصحراوية التي تتعرض لتشويه رهيب من قبل المغرب... خاصة الحملة المسعورة ضد الصحراويين المتواجدين بالأراضي الجزائرية بحكم آلة القمع المغربية. وهذه الادعاءات الباطلة أصبحت اليوم لا أساس لها من الصحة انطلاقا من أن روس قد انتقل إلى مخيمات الصحراويين واطلع على حقيقة الأوضاع هناك، خلافا لما يدعيه المغرب.. في رسائل إعلامية ليل نهار بخصوص اللاجئين الصحراويين.. وأول موقف بلغ لهذا المبعوث الأممي هو أن الشعب الصحراوي عازم على تقرير مصيره مهما كلفه ذلك من ثمن وتضحيات.. والموقف الثاني هو رفض الشعب الصحراوي رفضا مطلقا ما يسمى بالحكم الذاتي. هذا يلخص كل القضية الصحراوية إن رغب المغرب في المفاوضات المباشرة التي دعت إليها المجموعة الدولية أو لم يرغب في ذلك.. كما يؤكد الموقف القوي الذي أطلع عليه روس سواء في الجزائر أو عند لقائه بالرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز.... لأن المسألة لم تعد أحادية الطرح ونعني الضجة المغربية حول الحكم الذاتي هذه صيغة لا تعني الأممالمتحدة ولا بلد آخر. هناك شعب يرزح تحت نيرالاحتلال على الاممالمتحدة أن تتحمل مسؤوليتها التاريخية وتسارع لتطبيق اللوائح في هذا الشأن الداعية إلى تقرير مصير الشعب الصحراوي، لأن التجارب الماضية علمتنا بأن هذا التماطل لا يخدم أحد وحتى لا نقع في الأخطاء التي ارتكبها فان فالسوم تحت الضغط المغربي وتفلسفه الغريب على الحكم الذاتي . على المبعوث الأممي أن يقيم عمل من سابقوه.. باعتماد الفوز وعدم الإنحياز لأي طرف لأن الملف ليس سهلا كما يحلو للبعض التبجح به خاصة فرنسا التي تساند الطرح المغربي، وهذا عمل غير منصف للحقيقة... لأن هناك أرضا صحراوية محتلة منذ منتصف السبعينات عقب غزو جحافل من المغاربة للأراضي الصحراوية تحت الضغط آنذاك سميت »بالمسيرة الخضراء«هذه حقائق هي عبارة عن مرجعية سياسية تتطلب من كل مبعوث أممي مكلف بهذه المهمة لفض النزاع القائم أن يضعها نصب عينيه على أن الإقليم الصحراوي تحت الاحتلال، وفي هذه الحالة لا يمكننا أبدا أن نتحدث عن الحكم الذاتي.. ليذهب الاحتلال أولا ثم الكلام عن الحكم الذاتي.. ومن الخطأ الفادح أن يتم العودة إلى طروحات فان فالسوم ومن سبقه لأن هؤلاء تصرفوا بانحياز كلفهم مغادرة مناصبهم .. وإبعادهم نظرا لسلوكاتهم غير المنصفة تجاه الملف .. ومحاولتهم تمرير أشياء تحت الطاولة دون استشارة الصحراويين أصحاب القضية. نعتقد بأن روس فهم المواقف فهما جيدا .. على أن الصحراء الغربية محتلة من طرف المغرب وكل ما حصل من بعد من تبعات كالحكم الذاتي ما هو إلا تغطية بائسة لاستمرار هذا الاحتلال في شكله السياسي .. والتسويق لهذه الصيغة الباطلة.