منعت قوات الاحتلال الإسرائيلية المصلين من الرجال ممن هم دون ال45 من دخول باحة الحرم القدسي الشريف لأداء الصلاة أمس الجمعة. وتأتي هذه الإجراءات الأمنية مع إعلان الفلسطينيين يوم غضب احتجاجا على محاولات الاحتلال لتهجير آلاف المقدسيين من حي سلوان جنوبيالمدينة المقدسة تمهيدا لإقامة مشروع استيطاني على أنقاضه. ونشرت الشرطة الإسرائيلية بضعة ألاف من عناصرها في محيط البلدة القديمة بالقدس وعلى أبواب مسجد الاقصى ومنعت المصلين. ورغم الجو العاصف والممطر تدفق آلاف المقدسيين للتضامن مع حي سلوان. وكانت مؤسسة الأقصى قد دعت الفلسطينيين للصلاة أمس الجمعة في حي سلوان المقدسي لمؤازرته في مواجهة مخططات الاقتلاع والترحيل التي بدأت منذ العام .1967 وصرح الشيخ رائد صلاح رئيس مؤسسة الأقصى لمراسل الجزيرة نت في القدس بأن الاحتلال يواصل سياسة التطهير العرقي في المدينة واستكمال الطوق الاستيطاني حول المسجد الأقصى تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم. ودعا العرب والمسلمين لمساندة القدس وحث السلطة الوطنية للتحرك الجاد لإنقاذها. وشدد الشيخ صلاح على ضرورة تثبيت أهل القدس ومساعدتهم في الصمود ومد يد العون لهم. وأوضح أن ما يحدث في الحي ليس مفاجئا، فمن يتابع مأساة القدس الشريف ووفق المخططات الاحتلالية الإسرائيلية هناك مخطط للعام 2050 بتطهير كامل القدس من الوجود الفلسطيني. وأشارت مؤسسة الأقصى إلى أن الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي شهدت عمليات استيلاء بالقرصنة والاحتيال والخديعة من قبل المنظمات الاستيطانية إلعاد وعطيرت كوهنيم إلى جانب وضع مخطط تهويدي شامل للبلدة القديمة في القدس ومحيط المسجد الأقصى. وتابعت: في الوقت نفسه تتواصل أعمال الحفر في هضبة سلوان استهدافا للمسجد الأقصى بذريعة البحث عن آثار للملك داود، فيما كشف عن عدد من الأنفاق في أعالي البلدة جنوب المسجد الأقصى المبارك بداية العام .2001 كما تعرضت منازل البلدة التي تعد اليوم نحو 50 ألف نسمة وبلغت حملات الاعتداء أوجها في 2004 عندما أصدر مهندس البلدية العبرية في القدس أمرا بهدم 88 بيتا في حي البستان، يقطنها 1500 نسمة بحجة البناء غير المرخص. وأمام رفض الأهالي لمخططاتها واصلت بلدية القدسالمحتلة وتحت حراسة مشددة من الشرطة مسحا هندسيا لمداخل عدد من بيوت أهل البستان وتصوير الأزقة وأسطح المنازل. ووزعت إخطارات هدم لنحو 90 بيتا. ويؤكد عضو لجنة الدفاع عن حي سلوان فخري أبو ذياب أن أجواء التوجس والترقب تسود الحي في ظل حكومة يمين وشيكة في إسرائيل من المتوقع أن تساند جمعيات المستوطنين ومشاريع الاقتلاع والتهويد. ويوضح أحمد رجا أبو مشافع أنه وأقاربه يملكون ثلاثة منازل في حي البستان يقطنها 14 شخصا. واضطروا حتى الآن لتسديد غرامات بقيمة 15 ألف دولار بحجة البناء غير المرخص. ويشير إلى قيامه بإعادة بناء بيت نجله بعد هدمه على يد البلدية قبل أربع سنوات ويتابع: يذهب أحفادي اليوم للمدرسة مسكونين بالخوف من أن يجدوا منزلهم قد هدم فور عودتهم. فنحن نتعرض لحملة شرسة أصعب من ذي قبل فالإخطارات بالهدم والترحيل باتت جماعية. ويؤكد أن هدم منازل سلوان يعني التقدم نحو المس بالمسجد الأقصى. ويشدد على حيوية التفاف الفلسطينيين والعرب حول سكان سلوان والمقدسيين. ويضيف: حتى الآن يتصدر فلسطينيو 48 حملة مؤازرتنا، وهذا طبيعي فأرضنا واحدة ومصيرنا واحد ونحن شعب واحد مسلم ومسيحي.