«معركة الجزائر» معرض تشكيلي ندشنه بالجامعة المركزية اليوم ترقية التعاون الاقتصادي إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة كشف ايدغاردو ريفيروس مارين، نائب وزير الشؤون الخارجية الشيلي، أمس، في حوار حصري ل «الشعب»، بفندق الجزائر بالعاصمة، الخطوط العريضة للزيارة الرسمية التي يقوم بها إلى بلادنا، والتي تتمحور أساسا حول فعاليات الجولة الرابعة من المشاورات السياسية بين البلدين من جهة، وتشجيع الشراكة الاقتصادية ورفع حجم التبادل التجاري إلى جانب تعزيز العلاقات التاريخية، التي تربط الشعبين الجزائري والشيلي. أجرت الحوار: حبيبة غريب تصوير: محمد آيت قاسي
«الشعب»: هل يمكننا معرفة الخطوط العريضة لفحوى زيارتكم إلى الجزائر على رأس وفد دبلوماسي رفيع المستوى و رجال الأعمال الشيليين؟ ايدغاردو ريفيروس مارين: تدخل الزيارة الرسمية التي أقوم بها والوفد المرافق لي إلى الجزائر، في إطار فعاليات الجولة الرابعة من المشاورات السياسية بين البلدين، وهي مشاورات تجري وفقا لمخطط دوري، ممنهج وطويل المدى، كما أنها تصب في سياق تعزيز العلاقات القوية والتاريخية التي تربط بين البلدين والشعبين، والتي قد تم الاحتفاء مؤخرا بذكراها الثالثة والخمسين، وقد انعقدت الجولة الماضية للمحادثات السياسية بالعاصمة سينتياغو سنة 2011. والجدير بالذكر، أن العلاقات التي تربط بين جمهورية الشيلي والجزائر، رفيعة المستوى، وبالرغم من أنها ابتعدت في مرحلة ما عن المطلوب،إلا أنها اليوم تعرف حركية واستقرارا وتوطيدا جد هام يقوم على تقارب في المواقف واقامة للسفارات، والمهمات الدبلوماسية والاقتصادية، الأمر الذي يترجم الاهتمام الكبير الذي توليه الحكومتان بتعزيز العلاقات بينهما، والذي يصب في إطار بعث نفس جديد، ودفع قوي للشراكة الثنائية سواء في المجال السياسي، أو السيوسو- اقتصادي، وكذا الثقافي. وللعلم، كل من الجزائر وجمهورية الشيلي قد عرفتا مرحلة مهمة من التطور كل في منطقتها، أي شمال إفريقيا للأولى وأمريكا اللاتينية وأمريكا الشمالية بالنسبة للثانية. تأتي زيارتكم إلى الجزائر في إطار تعزيز العلاقات والمقاربات السياسية بين البلدين، فما هي المحطات الدولية التي ستقف عنها المحادثات السياسية؟ إن الحوار السياسي بين البلدين قوي جدا، وكون الشيلي عضو غير دائم منذ سنتين بمجلس الأمن الدولي، فهي مهتمة بشكل خاص بقضايا السلم في العالم، ومراقبة عن كثب للأحداث بمنطقة إفريقيا والشرق الأوسط بصفة خاصة، وستشكل هذه المحطات من بينها الأوضاع في إفريقيا الوسطى وبعض بلدان الشرق الأوسط لب المحادثات التي ستجمعنا مع الجانب الجزائري، الذي يقودها عن وزارة الشؤون الخارجية السيد سنوسي بريكسي. وللعلم، الشيلي مهتم كثيرا بمسار السلم في منطقة هايتي في إطار عملية مينسته» التي ترعاها الأممالمتحدة، وهو يصبو اليوم إلى المشاركة إذا أمكن في عملية مماثلة بالمنطقة الإفريقية. يرافقكم في زيارتكم هذه إلى الجزائر وفد من المتعاملين الاقتصاديين ورجال الأعمال، فما هو المقرر بخصوص تشجيع الشراكة الاقتصادية والتجارية بين البلدين؟ تشهد كل من الجزائر والشيلي اليوم مسار تطور وازدهار وتنمية على كل الأصعدة السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وإن عرف حجم التبادل التجاري بين البلدين مستوى متوسط نوعا ما، إلا أن الجهود منصبة اليوم من قبل الحكومتين من أجل تدارك هذا النقص، وكذا من أجل بحث كل السبل لتشجيع الشراكة ين المتعاملين الاقتصاديين والمستثمرين من الجانين، كما سيسمح تواجد وفد من رجال الأعمال الشيليين خلال هذه الزيارة إلى بلدكم بتمكنهم من التقرب من نظرائهم الجزائريين والتعرف على سبل الاستثمار والشراكة معهم. ما هي الخطوة العملية التي ستجسد إرادة البلدين في رفع حجم التبادل التجاري بينهما وكذا مشاريع الشراكة والاستثمار؟ سينعقد اليوم، ملتقى اقتصادي، حول موضوع «الشيلي والجزائر: فرص للأعمال والاستثمار»، بالتنسيق مع الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة، والذي سيشكل فرصة ذهبية لرجال الأعمال الشيليين للاحتكاك بنظرائهم ممثلي كل من القطاع العمومي وكذا القطاع الخاص، إلى جانب السلطات العمومية الجزائرية المتخصصة في مجال الاقتصاد والاستثمار، كما هو مناسبة أيضا لتعريف الجزائريين بمؤهلات وفرص مجالات الاستثمار بالشيلي. وسنسهر في المستقبل القريب على تنظيم ملتقى مماثل بالشيلي، بحضور المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين. نرى اليوم وبحكم الإرادة السياسية القوية للبلدين، أن كل المؤشرات من هيئات حكومية وقوانين وتسهيلات متوفرة من كلا الجانبين لتسهيل فرص الشراكة الاقتصادية بين رجال الأعمال. تتزامن زيارتكم إلى الجزائر والاحتفالات المخلدة لذكرى الفاتح نوفمبر 1954، ونحن نعلم مدى قوة العلاقات التاريخية التي تجمع بين الشعبين، فهل تحمل أيضا في طياتها مشاريع لتوطيد الروابط ثقافيا ؟ لما فقدت جمهورية الشيلي سنة 1973 الديمقراطية، كانت الجزائر سباقة بإظهار كل بوادر الكرم والترحاب للمئات من العائلات الشيلية والتكفل بهم ومنحهم اللجوء والعيش الكريم، ولن ننسى وقوفها معنا في هذه الظروف الصعبة. طبعا العلاقات الثقافية والتاريخية، تعتبر أساسية، في الروابط بين البلدين والشعبين، وتترجم في إطار الاحترام والثقة المتبادلة، هذا كون كل من الشعبين لعبا دورا فعالا في منطقتهما خلال منتصف القرن 19، بخوضهما ثورتين عظيمتين من أجل التحرر والقضاء على الاستعمار، إلى جانب مساندتهما بعد الاستقلال لكل قضايا التحرر في العالم. وسأشارك اليوم، في سياق زيارتي في تدشين رفقة وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار، معرض للفن التشكيلي الذي تحتضنه جامعة الجزائر حول موضوع ‘'معركة الجزائر''.