كشفت سفيرة جمهورية الشيلي بالجزائر مرسية كوفروبية، أمس، عن زيارة وفد حكومي شيلي رفيع المستوى إلى الجزائر ابتداء من 3 نوفمبر الداخل، يقوده ايدغاردو ريفيروس مارين، نائب وزير الشؤون الخارجية الشيلي، ويضم مجموعة من رجال الأعمال، مشيرة إلى أن الزيارة ينتظر منها «أن تعزز التعاون أكثر وتعطي نفسا قويا لعلاقات الصداقة التاريخية بين البلدين». وأضافت مرسية كوفروبية، في لقاء حصري مع «الشعب» بمقر السفارة، أن الوفد الشيلي، يتكون «إلى جانب نائب رئيس وزير الشؤون الخارجية، من مدير العلاقات الاقتصادية الثنائية بذات الوزارة، «بابلو اورية»، ومنسق إفريقيا « نستور ريفيروس»، ورئيس ديوان نائب الوزير «بيتلمان غينرمو»، وكذا المكلف بالعلاقات مع الجزائر، فرومبالا نكولاس، كما يضم الوفد مجموعة من رجال الأعمال الشيليين». وعن تعزيز العلاقات والمقاربات السياسية بين البلدين، التي ترجمت خلال السنوات الماضية ببعض الزيارات القليلة لمسؤولي البلدين بالرغم من التاريخ العريق للصداقة بينهما، والتي ترجع جذوره إلى عهد الثورة الجزائرية ومساندة أبناء بلدها لثوار الجزائر، وكذا إلى عهد الرئيس الراحل هواري بومدين والرئيس الشيلي سلفادور ايندي، كشفت مرسية كوفروبية أن «الزيارة، تأتي في وقتها وهي تشكل فرصة لبعت النفس القوي الذي تستحقه العلاقات بين البلدين، هذا من خلال المحادثات السياسية»، التي ستجمع ضيف الجزائر والوفد الدبلوماسي المرافق له مع ممثلي الحكومة الجزائرية، يوم 05 نوفمبر2015. وفي شأن آخر، قالت السفيرة، أنه يعول كثيرا على هذه الزيارة، التي تعد بمثابة أحد المواعيد والمحطات الهامة في العلاقات بين البلدين، لتوطيد وتحسين الشراكة الاقتصادية، والانطلاق في تجسيد كل الاتفاقيات التي أبرمت بين البلدين خلال الزيارات المتبادلة بين المسؤولين، من بينها على سبيل المثال مشروع استيراد الغاز الجزائري الذي تم التوقيع عليه خلال زيارة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الشيلي سنة 2005. وكشف سفيرة الشيلي بالجزائر، عن دعوة رسمية وجهها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لرئيسة بلدها لزيارة رسمية إلى الجزائر سنة 2016. دعوة رجال الأعمال الجزائريين للمشاركة ومن المقرر أن تشهد الزيارة، تقول مرسية كوفروبية، تنظيم ملتقى اقتصادي، حول موضوع «الشيلي والجزائر: فرص للأعمال والاستثمار»، هذا بالتنسيق مع الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة، يوم 04 نوفمبر القادم، وتحت إشراف: من الجانب الشيلي، كل من مدير العلاقات الاقتصادية الثنائية «بابلو اورية»، ومنسق إفريقيا «نستور ريفيروس». وسيشكل اللقاء، فرصة أمام المتعاملين الاقتصاديين للبلدين، لمناقشة سبل إنشاء شراكات بينهم، إلى جانب كونه «مناسبة لرجال الأعمال الشيليين، للتحدث عن تجاربهم في ميدان الصناعة الغذائية، مواد البناء، الطاقة، وإنتاج الأسمدة وغيرها من الصناعات الرائدة التي يتحكمون فيها. وأفصحت ممثلة جمهورية الشيلي بالجزائر قائلة، أن الوفد الرسمي لبلدها، سيلتقي بالعديد من المسؤوليين الجزائريين، ذكرت من بينهم وزير الصناعة والمناجم، عبد السلام بوشواب، بخصوص مشروع شراء الغاز الجزائري، في إطار اتفاق الشراكة المعلن عنه أعلاه، والذي لم تتمكن بلدها من تجسيده آنذاك، لافتقارها لموانئ مؤهلة لمثل هذه المواد الحساسة، مضيفة في ذات السياق ‘'أن الشيلي قد هيأت اليوم 3 موانئ من أجل ذلك''. وذكرت السفيرة، بالاهتمام الكبير الذي يوليه المتعاملون الاقتصاديون الجزائريون لبلدها، داعية بالمناسبة كل الراغبين في المشاركة في الملتقى الاقتصادي ‘'للتقرب من الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة للتسجيل»، كما أشارت في شأن آخر أنه ‘'من الممكن الاستفادة من تجارب الشيلي في مجال الطاقات المتجددة وإنشاء، تطوير وتدعيم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة'' . التضامن مع الثورة الجزائرية في الذاكرة ومن بين المحطات الهامة التي تحملها زيارة المسؤول الشيلي إلى الجزائر، تدشينه رفقة وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار، لمعرض الفن التشكيلي حول ‘'معركة الجزائر''، وهي فرصة ثمينة، تقول مرسية كوفروبية، للتذكير والإشادة بالعلاقة التي ربطت الشعب الشيلي بالجزائريين ومساندتهم لثورة التحرير الوطني، بالرغم من بعد المسافة، وهو تضامن يعتز به أبناء بلدها اليوم كثيرا، ومن الجيد التحدث عنه والجزائر تحيي ذكرى انطلاق ثورة نوفمبر 1954 المجيدة». وعبرت مرسية كوفروبية،عن سعادتها بتنظيم مثل هذه الوقفات التي تمزج بين تاريخ بلدين وشعبين، والتي تعد فرصا للتذكير أيضا بأصدقاء الثورة الجزائرية رئيس لجنة التضامن الشيلي مع الثورة الجزائرية السناتور ‘'انيسيتو رودريغز''، الذي كان أنذاك يشغل منصب رئيس الحزب الاشتراكي الشيلي، مضيفة أن «فريقا عن التلفزيون الجزائري متواجد حاليا بالشيلي لتصوير وثائقي تاريخي عن أصدقاء الثورة الجزائرية هناك». كما تشكل هذه المحطة من الزيارة، ترجمة عن قوة العلاقة الثقافية بين الشعبين، حيث سيزور الوفد متحف «الباردو» وجامعة الجزائر وغيرها من الأماكن التاريخية والثقافية العريقة.