يعرف المختصون التفكير النقدي بأنه امتحان شيء ما من جهة قيمته، وهذا يعني أن النقد ليس مجرد بيان للعيوب وكشف القصور كما هو شائع عند عامة الناس، وإنما هو أيضا إبراز الايجابيات وعندئذ يمكن أن يكون موضوعيا ونزيها وهادفا. لا يسمح هذا الحيز بالحديث عن التفكير النقدي بالتفصيل، ولكن من المفيد تقديم الحقائق التالية: 1) يعني التفكير النقدي عدم القبول بشيء إلا بعد اختباره والتأكد من صحته، وفي هذا المعنى يقول القرآن الكريم: »يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا« أي تأكدوا من صحة النبأ وهذا أمر ينطبق على جميع جوانب حياتنا من الناحية النظرية والعلمية. 2) يقابل التفكير النقدي تقبل الأمور والتسليم بها دون نقاش، وهو الأمر الذي يعني تعطيل الفكر والفرق بين الموقفين كالفرق بين النقيضين: فالأول إيجابي والثاني سلبي، ومن ثم فالأول يؤكد الشخصية الإنسانية والثاني يلغيها ويمحيها. 3) إن التفكير النقدي يقدم شخصيات فاعلة لها رأي ولها فكر ولها نظرة فاحصة في الأمور، وهذا يعني إثراء المجتمع بعناصر عاملة تدفع بعجلة الحياة إلى الأمام وينهضون بدرب التقدم على جميع المستويات والمتوصل إلى هذا المستوى يتطلب إعادة النظر في المناهج الدراسية في جميع مراحل التعليم وفي أساليب التدريس. 4) يتضح أن التفكير النقدي كان وراء تطور العلوم والفنون في الحضارة الإسلامية والشيء نفسه حدث في الأمم الأخرى، فقد كان التفكير النقدي وراء ازدهار وانتشار وازدهار التفكير الفلسفي والعملي في مختلف الحضارات، وكان وراء كل انجاز حققته الأمم والشعوب في مجالات الابتكار والإبداع على جميع المستويات. 5) مجالات النقد كثيرة ومتنوعة، فقد يكون النقد موجها إلى أوضاع المجتمع وأي مجال في الشؤون السياسية والاقتصادية والاجتماعية أو الدينية وغيرها من المجالات المرتبطة بحياة الناس وحاجاتهم اليومية، وقد يكون النقد موجها إلى الافكار والمذاهب التي يتم الترويج لها من الجهات لأغراض معينة. وقد يكون موجها إلى الأعمال العلمية أو الفنية وغيرها لإظهار الحقائق أمام الناس ومحاربة النقد على كل هذه المستويات تساعد في اظهار الحقائق أمام الناس، وهذه الممارسة للنقد تعني حيوية المجتمع وإيجابياته وتفاعله مع الأحداث والأفكار. 6) بقي نوع آخر من أصناف النقد الذي