أكد، أمس، وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، على ضرورة وضع إستراتيجية لتحريك الفعل الثقافي بالجزائر، وخصوصا في الولايات الداخلية على غرار غليزان، من خلال الاستفادة المثلى من الهياكل التي أنجزتها الدولة في ميدان الثقافة. وأوضح الوزير في محطات الزيارة الميدانية التي قادته إلى ولاية غليزان بأنّ وزارة الثقافة، أكدت على ضرورة تنازل رؤساء المجالس الشعبية للمكتبات البلدية التي أنجزت في سياق المشروع الوطني الرامي إلى إنجاز مكتبة في كل بلدية، وهو المشروع الذي سارت مديرية الثقافة بالولاية منذ سنة، غير أنّ مداولات بعض المجالس رفضت تحقيق هذا المطلب، وهو الذي يأتي من أجل إنعاش المشهد الثقافي والمطالعة بهذا الفضاء الذي يبقى يعيش الركود والجمود. وكشف الوزير، بأنّه تمّ وضع اتفاقية مع وزارة التربية الوطنية تجبر تلاميذ الأطوار الدراسية الثلاثة على الاستفادة من خدمات التي تقدمها مكتبات المطالعة، وهو الإجراء الذي يرغم عائلة التلاميذ على نقل أبنائهم إليها في سياق اكتساب المعرفة والقراءة مما تقدمه مكتبة المطالعة التي تزخر بعناوين في شتى المجالات. وقال عز الدين ميهوبي، بأنّ اقتناء الكتب من طرف المكتبات والفضاءات الثقافية ينبغي أن يكون محليا، من المكتبات التي توفر الكتاب، وهذا الإجراء أهميته تكمن بحسب الوزير حتى تكون هناك حركية في توفير الكتاب، وتشجيع المكتبات الخاصة على السير في عملها، في ظلّ حاجة القرّاء إلى الكتاب. وتأتي زيارة وزير الثقافة عز الدين ميهوبي إلى ولاية غليزان بمناسبة التظاهرة الثقافية التي تقوم بها مؤسسة محمد اسياخم بالتنسيق مع مديرية الثقافة للاحتفال بالذكرى 30 لرحيل هذا الفنان التشكيلي. وأكد ميهوبي بأنّ محمد اسياخم أيقونة الفنّ الجزائري، اجتمعت فيه جميع المواصفات التي تؤكد إبداعه، وعبر فنّه عن شخصية الفرد الجزائري وهويته، وحقّق العالمية في فنه، بعدما عرضت لوحاته في الدول الأوروبية والعربية. وأوضح الوزير بأنّ قطاعه ينبغي أن يكون وفيا للأفراد الذين كانوا أوفياء مع وطنهم خاصة مع أمحمد اسياخم، الذي اختزل شخصية الجزائري في فنّه. قائلا هذا الرجل: “كلما ابتعد عنّا زمنيا، اقتربنا منه فنّيا، ورموز الثقافة في الجزائر ينبغي أن يحصلوا على هذا الدعم، الذي يلتقي فيه اليوم أصدقاء الفنان وطلبة المدارس للتباحث حول فنّه ودراسة مسيرة هذا الفنان التشكيلي”. وأكد والي غليزان في كلمته أنّ غليزان فخورة باحتضان هذه التظاهرة لابنها البار الذي صنع التاريخ من خلاله فنّه، الذي وصل إلى بلدان العالم. ويشار أنّ وزير كان له عدة محطات في زيارته الميدانية التي قادته إلى معرفة المدرسة التي درس فيها الفنان، وكذا إلى محطة القطار، كان الجدارية الفنّية التي تخلد ذكراه أيضا إلى مدرسة مازونة العريقة بمنطقة الظهرة.