إشراك السكان في تسيير المحميات تحتل الجزائر مكانة ريادية في مجال التسيير والحفاظ على المحميات الطبيعية التي تزخر بها، والمقدر عددها ب7 محميات، إذ تتمتع بمرجعية قانونية. وقد تمكنت من القيام بمشاريع متناسقة مع الأهداف المسطرة وتوجيهات منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة عبر برنامجها الخاص بالإنسان والمحيط الحيوي “ماب”، حسب تأكيد حورية خليفي ممثلة هذا الأخير بالجزائر. أوضحت حورية خليفي ممثلة “ماب” بالجزائر، أمس، في اللقاء المنظم بنزل السوفيتال، حول المحميات الحيوية في المناطق العربية، الذي تختتم أشغاله اليوم، أن هناك نوعين من المحميات، 6 منها منضوية تحت الإدارة المكلفة بالفلاحة والغابات والمحمية السابعة بأقصى الجنوب الجزائري التابعة للإدارة الوزارية المكلفة بالثقافة ويتعلق الأمر بمحمية الطاسيلي التي تتربع على مساحة كبيرة. وتتمثل هذه المحميات في: محميات القالة، الشريعة، قوراية، محمية تازة وبرزمة، وهناك محمية تم ترشيحها سنة 2014 ويتعلق الأمر بجبال تلمسان. أغلب المحميات الموجودة في الجزائر أنشأت في الحقبة الاستعمارية، كان الهدف منها تحقيق مآرب من قبل السلطات الفرنسية آنذاك، كما أبرزت المتحدثة في ردها عن الأسئلة الموجهة إليها في القاعة وأعيد إنشاؤها مباشرة بعد سنوات الاستقلال 1983 و1984، كما أن لها بالأساس مرجعية قانونية وأقيمت لها هياكل وقوانين تسيرها وميزانيات خاصة بها للقيام بمشاريع متناسقة مع الأهداف المسطرة. وأضافت خليفي أنه أصبح لهذه المحميات، مرجعية في الدستور والتشريع والقوانين التنظيمية، وتمكنت من الاستفادة من دعم مباشر من قبل الدولة مكنها من بناء مقرات، وتمويل لتسييرها وإقامة نشاطات لفائدة السكان. غير أن الإشكال المطروح عدم تمكن تلك المحميات من الانضواء في الإستراتيجية المقررة من طرف برنامج اليونسكو، الذي يتمثل في عمل تحقيق ميداني للمنهجية التي تتضمن إشراك سكان المحليين في تسيير ثروات المحمية. ومن جهته، أكد يوسف مريبع مدير محمية جرجرة في تصريح ل«الشعب” على هامش اللقاء، توفير الجزائر على محميات هامة مصنفة عالميا، وهي تتبوأ الريادة من حيث تسييرها لهذه المحميات الطبيعية والحيوية منها المصنفة عالميا، كما هو الحال بالنسبة لحظيرة الطاسيلي بأقصى الجنوب. غير أن هناك مشاكل فيما يخص التعاون بين المجتمع المدني والسلطات المحلية، حسب ما ذكر المتحدث، حيث يتعين على هذه الأطراف لعب دور الوساطة في العلاقة الأفقية بين هياكل الحضرية الوطنية لمحميات الحيوية والسكان المحليين، كما يتعين عليها التأطير الذي يقع على الولاة دور التنظيم والهيكلة وتقديم، المعلومات للرأي العام، بهدف التحسيس بأهمية حماية هذا الموروث الوطني، وهذا الهدف كل القائمين على المحميات الطبيعية وليس محمية جرجرة لوحدها.