لا يزال الموقع المميز للكهوف العجيبة بزيامة منصورية بولاية جيجل الذي يعود تاريخ اكتشافه إلى القرن الماضي يحتفظ ببهائه وحسنه. ويستقطب هذا الموقع الخلاب على طول الساحل الجيجلي سنويا خاصة خلال مواسم الاصطياف العديد من الزوار التواقين لاكتشاف سحر هذه الكهوف العجيبة أو ممن يقدوهم الفضول لتلمس هذه المجسمات الساحرة. ويكمن السر في هذا الموقع العجيب في تصميمه الهندسي الفريد من نوعه الذي صنعته الطبيعة بأشكال ومجسمات مدهشة. وتمثل هذه الكهوف العجيبة الواقعة على بعد 35 كلم غرب جيجل على مستوى الطريق الوطني 34 والمكتشفة سنة 1917 أثناء أشغال افتتاح شطر طريق يربط ما بيم جيجل وبجاية "كنزا طبيعيا" يستدعي المحافظة عليه حسب ما ذكر به مسؤولو الحظيرة الوطنية لتازا الذين يضمنون التسيير. وتتميز هذه الكهوف الفسيحة بدرجة حرارة بالداخل تعادل ال 18 درجة مئوية طوال السنة و بنسبة رطوبة ما بين 60 إلى 80 بالمائة. وتوحي هذه المجسمات إلى أشكال ل "برج بيزا" و "بودا" أو "أم ترضع صغيرها" حيث ترتسم في خيال الزوار الذين يسرح فكرهم في شكل مجسمات أخرى على غرار حيوانات وذلك على وقع صدى يضاهي صوت الآلات الموسيقية. وأشار مسؤولو الحظيرة الوطنية لتازا الذين أكدوا على ضرورة الاهتمام بهذه الجوهرة الطبيعية الساحرة إلى أن سبب إنشاء هذه الحظيرة يعود بالأساس إلى وجود هذه الكهوف العجيبة مضيفين بأن عامل الزمن قد أضر بهذه المجسمات التي تشكلت بعد حقبة من الزمن كما أن عدم اكتراث الإنسان وجهله بقيمة هذا الموقع المصنف جعله معرضا للنهب. للتذكير تم اتخاذ القرار التشريعي الأول لتصنيف هذا الموقع في تاريخ 12 أبريل 1948 كما تم إصدار أمر غداة استقلال الجزائر متعلق بالحفريات وحماية المواقع والمعالم التاريخية بإدراجه ك "معلم طبيعي محمي". وتمثل هذه الكهوف التي تعد جزءا من الحظيرة الوطنية لتازا المصنفة " محمية للكائنات الحية " منذ 2004 من طرف المجلس الدولي لتنسيقية "أم أ بي" (برنامج حول الإنسان والوسط الحيوي) قطعة أساسية ورمزا خاصا بامتياز للحظيرة حسب ما أشار إليه مسؤولو هذه الحظيرة. وأبرز من جهتهم مختصون في علم الجيولوجيا بأن هذا الموقع الاستثنائي ينتمي إلى النظام الكارستيكي للحظيرة الوطنية لتازا تطبيقا لقرار وزاري صادر في 18 نوفمبر 2008 الذي يحظر كل أشكال استغلال أو التواجد المنافي للأهداف المسطرة في هذا الشأن. ولا تزال هذه الكهوف العجيبة تقاوم الزمن بعد مرور 95 سنة عن اكتشافها إلا أنها تظل تخشى تطاول الإنسان الذي يهدد بقاءها. ووجه مسؤولو الحظيرة الوطنية لتازا نداء للزوار من أجل "احترام المكان والمحافظة على هذا الكنز الذي منحته الطبيعة وعدم حرمان الأجيال القادمة من هذا الموروث الساحر الذي يعد مفخرة الكورنيش الجيجلي الساحر.