عرفت تقنية التصوير الفوتوغرافي بجريدة «الشعب» قفزة نوعية نتيجة التطور الذي طرأ على آلات التصوير والذي يمثل حجر الأساس وراء تطور التصوير الصحفي بالجريدة اليوم، حيث تحتل الصورة موقعاً بارزاً في المشهد الإعلامي وعلى العنوان وتعكس حجم التأثير والتطور الذي باتت عليه الصورة، فالصحافة الحية تعتمد على الصورة والخبر باعتبارهما عنصرين أحدهما يكمل الآخر. من عز الخطر وفي أشد الأزمات الى أحوال الناس وقضايا المجتمع تأتي الصورة الصحفية لتعبر عن الحدث بكل تفاصيله دون مبالغة أو زيف، يلتقطها المصور الصحفي بعدسه لإيصال الوقائع مباشرة تكون الدقة والمصداقية فيها أبلغ من أي كلام يقال. ومع التطور الحاصل في مجال فن التصوير الصحفي وفي ظل التقنية الحديثة لابد من وقفة لمعرفة مدى مواكبة عميدة الصحف الجزائرية «الشعب» لهذا التطور، وإبراز أهمية المصور الصحفي ومساهمته في إثراء شكل وإخراج الجريدة وتتبع الأحداث بالصورة المميزة. شهد له الجميع بالكفاءة المهنية والاحترافية في العمل، التقط الصور بكل مهنية خاصة تلك المتعلقة بالشخصيات السياسية الهامة، امتهن فن التصوير الصحفي بجريدة الشعب في الرابع من ديسمبر 1985، يعتبر عميد المصورين الصحفيين الذين مروا على الجريدة، إنه عباس تيليوة الذي خدم «الشعب» لمدة 30 سنة قام خلالها بتغطية العديد من الأحداث الوطنية والدولية الهامة، كما ساهم رفقه زملائه السابقين على غرار صالح بوصلاح وعبد الحميد عليوش ومختار عليوان وحميدة غزالي وغيرهم من المصورين في إثراء أرشيف الصور بأعداد مهمة من الصور التي يمكن وصفها بالنادرة، كونها وثقت لحقبة زمنية مرت بها البلاد، واكب التطور الذي طرأ على حقل التصوير الصحفي بالجريدة وانتقالها الى الصورة الملونة بعدما كانت تصدر باللونين الأبيض والأسود. بدأ المصور عباس تيليوة حديثه عن مكانة التصوير الصحفي بالقول: «التصوير الصحفي فن راق وإبداع بذاته. وفي السنوات الأخيرة بحكم تطور التصوير الفوتوغرافي والقفزة التكنولوجية النوعية التي طرأت على آلات التصوير، انعكس إيجاب على التصوير الصحفي، فأصبح مزاولة هذه المهنة تسيرة للأحسن، خاصة مع ظهور الكاميرات الرقمية التي سهلت كثيرا عمل المصور الصحفي، الذي كان يعتمد في السابق على الكاميرا الميكانيكية التقليدية، هذه التقنية التي بدأت «الشعب» العمل بها سنة 2003 وتحولت من مرحلة طبع الصور بالأبيض والأسود إلى الصور الملونة ذات الجودة العالية. تعد سنة 2004 محطة حاسمة في مجال تطور الصورة الصحفية بجريدة «الشعب»، باستعمال الكاميرا الرقمية والصورة الملونة منهية حقبة استعمال صور الأبيض والأسود والكاميرا التقليدية. هذه المرحلة التي اعتبرها المصور الصحفي عباس تيليوة بالصعبة نتيجة ظروف العمل غير اللائقة التي كان يمر بها، أين كان يتطلب استعمال الكاميرا الميكانيكية التقليدية جهدا كبيرا وإهدارا للوقت لما تتطلبه من تحميض الصور في مخبر مظلم وبمواد كيمائية خطرة على الصحة، هذه الظروف انتهت مع تحول أم الجرائد «الشعب» إلى اعتماد نمط الإنتاج الإلكتروني وأصبحت عملية تحويل الصور الفوتوغرافية تتم بواسطة أجهزة إلكترونية بديلة عن الآلات التقليدية، حيث انعكست هذه التقنية على مستوى إخراج الجريدة وبأساليب متنوعة. في الاخير توقف عباس تيليوة عند أهم الأحداث التي كان له شرف تصويرها وتوثيقها، أهمها حدث الإعلان عن قيام الدولة الفلسطينية بالجزائر سنة 1988، واختطاف الطائرة السعودية «الجابرية» بنفس السنة، بالإضافة إلى محطات هامة في الوطن كأحداث 05 أكتوبر 1988، وعودة كل من أحمد بن بلة ومحمد بوضياف وحسين آيت أحمد من المنفى وبطولات رياضية عالمية، على غرار كأس العالم بإيطاليا سنة 1990، وملتقيات رياضية أخرى. بهذا الأرشيف سجل عباس تيليوة اسمه بأحرف من ذهب، وصار قدوة يحتذى بها في مجال الصورة، نتيجة الاحترافية العالية التي وصل إليها والسلوك الحسن الذي يطبعه.