عادت الحياة إلى ملعب 5 جويلية الأولمبي بعودة الداربي العاصمي بين مولودية الجزائر وإتحاد العاصمة أمسية الثلاثاء، حيث عرف اللقاء حضورا جماهيريا قياسيا قدر بأزيد من 80 ألف متفرج، ذكر كل الحضور بالنهائي الأخير لكأس الجمهورية بين الناديين موسم (2012-2013)، وبالداربيات الكبيرة بين الفريقين خاصة لسنوات الثمانينات والتسعينات التي كانت تعرف حضورا قياسيا في المدرجات. الداربي العاصمي الذي فقد في السنتين الأخيرتين طعمه بعد غلق الملعب التحفة بسبب ترميمه بعد سقوط مناصري الإتحاد (سيفو وسفيان) من أعلى المدرج رقم 13 في داربي ذهاب موسم (2013-2014) الذي فاز به أبناء سوسطارة بهدف من توقيع المهاجم «قاسمي» وقتها، عاد للحياة بعدما لعب في أربعة مناسبات خارجه مرتين في ملعب «مصطفى تشاكر» بالبليدة، ومرتين دون جمهور الموسم الماضي بملعب «عمر حمادي» ببولوغين، وانتظر الجمهور العاصمي وعشاق كرة القدم الجزائرية إلى غاية أمسية الثلاثاء لحضور العرس ومشاهدته على شاشة التلفزيون، أين صنع أنصار الفريقين أجواء خرافية وعاش الحضور سهرة كبيرة، تذكر في أجواء الملاعب الأوروبية التي تعرف حماسا كبيرا. أنصار العميد يبدعون ب «تيفو» عالمي و»كراكاج» بما أن الداربي لعب يومين قبل المولد النبوي الشريف يوم تأسيس الفريق في السابع أوت 1921، قررت إلتراس المولودية الثلاث القيام بتيفو موحد الأول أظهره الشناوة 5 دقائق قبل انطلاق المباراة مرسوم عليه صورة مؤسس الفريق وصاحب فكرة تسمية النادي الأحمر والأخضر «عبد الرحمن عوف» المدعو «بابا حمود» في المنعرج الجنوبي العلوي والسفلي، فأرادها الأنصار تخليدا لروحه بعدما ترك لهم كنزا اسمه مولودية الجزائر، أمامه من الجهة اليمنى رقم 94 يرمز إلى عمر النادي الأكثر شعبية في الجزائر، وعلى الجهة اليسرى النجمة وهلال التي ترمز إلى العميد الذي أسس كأول نادي مكون من لاعبين مسلمين مناهضة للاستعمار الفرنسي وللتنافس مع الأوروبيين، وكان نوعا من الجهاد ضد المستعمر الغاشم، أما في «التيفو» الثاني وضع أنصار العميد صورا لأبرز المشجعين المعروفين في محيط المولودية والذين يعدون رموزا للنادي من مختلف الأعمار في صورة تؤكد العشق المجنون لمختلف الفئات العمرية لهذا النادي، وفي المرحلة الثانية وتحديدا في الدقيقة 76 قام أنصار المولودية إشعال الألعاب النارية ومختلف أنواع المفرقعات التي صنعت لوحة رائعة من قبل الأنصار، لكن بالمقابل إدارة العميد مهددة بغرامة مالية من قبل لجنة العقوبات الخاصة بالاتحادية الجزائرية لكرة القدم بسبب رميها على أرضية الميدان. أبناء سوسطارة يخلدون التاريخ الثوري للإتحاد وأكد أنصار الإتحاد المستوى العالي الذي بلغوه، بعد أن رفعوا «تيفو» أبدعوا من خلاله في رسم تاريخ النادي الثوري إيان الحقبة الاستعمارية، وتزين باللونين الأحمر والأسود والأبيض في المنعرج الشمالي للملعب الأولمبي، في المدرجين العلوي والسفلي رسموا من خلالها لوحة فنية مرفقة بعنوان له دلالات ثورية حيث عنون أبناء البهجة «التيفو» ب «إتحاد الشهداء» في إشارة إلى التاريخ الثوري الكبير للنادي العاصمي العريق الذي تأسس سنة 1937، في الشوط الثاني مباشرة بعد «كراكاج» المولودية أبدع أنصار الإتحاد مرة أخرى بالألعاب النارية الكثيرة التي تم إشعالها، وكان ذلك في الدقيقة 78 دلالة على عمر نادي أبناء سوسطارة.