ردت سعيدة بن حبيلس رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، أمس، بقوة على المشككين والمنتقدين لعملية ترحيل الرعايا النيجريين، مؤخرا، من الجزائر، إلى دولتهم الأصلية النيجر، بالتأكيد أن موقف الجزائر معروف دوليا ولا يحتاج للمزايدة، حيث يتميز بالرفق والتضامن. جددت التأكيد أن “عملية الترحيل إنسانية بحتة ولا علاقة لها بالسياسة، بل الهدف منها تحقيق واجبات الجوار نحو البلد الصديق، الذي طالب رسميا من الدولة الجزائرية، من خلال زيارات مسئوليه الرسميين، المساعدة في ترحيل رعاياه بعد إدراكه بأن هؤلاء باتوا ضحايا شبكات إجرامية”، تضيف بن حبيلس. بلغة الأرقام، كشفت بن حبيلس من ولاية باتنة، على هامش إشرافها على الجمعية العامة الانتخابية لمكتب ولاية باتنة للهلال الأحمر الجزائري بدار الثقافة محمد العيد آل خليفة، أن عملية الترحيل تمت بنجاح وبمراعاة كل المعايير الإنسانية والأخلاقية المعمول بها دوليا، حيث تجاوز عدد المرحلين 6 آلاف رعية نيجري وآخر فوج منهم غادر ولاية تمنراست منذ 4 أيام وضم 606 رعية، تلقوا كل الرعاية الصحية والمعاملة الإنسانية خلال تواجدهم بالجزائر، مؤكدة أن “يد الجزائر ستبقى دائما ممدودة وفي كل الظروف كلما تعلق الأمر بالجانب الإنساني”. ولتقليل زحف الرعايا الأجانب خاصة النيجريين إلى الجزائر، دعت السيدة بن حبيلس، إلى تعاون جميع الدول من أجل إيجاد حلول دائمة لاستقرار المرحلين وبقائهم في بلدهم، من خلال المساهمة في تمويل بعض المشاريع المصغرة لفائدة المرحلين النيجريين، مستدلة بدعم الحكومة السويسرية التي خصصت في هذا المجال 500 ألف فرنك سويسري لدعم العملية التي ماتزال متواصلة، بحسبها. دعوة للتواجد الميداني لتجسيد مبادئ وقيم الهلال الأحمر الجزائري رئيسة الهلال الأحمر الجزائري دعت ممثليها عبر ولايات الوطن، إلى مواكبة الأحداث والتطورات الوطنية والتواجد الميداني بالقرب من المواطنين لتقديم يد المساعدة لهم وتجسيد مبادئ وقيم الهلال الأحمر الجزائريين، خاصة الرفق والتضامن، وهي الخصال المعرف بها كل الجزائريين. والبداية، بحسب بن حبيلس، تكون بفتح فروع للهلال الأحمر عبر البلديات والقرى والمداشر النائية والداخلية، بمساهمة أئمة المساجد وأعيان التجمعات السكنية. وأضافت بن حبيلس، أن دعم الهلال الأحمر الجزائري للأجانب، لن يكون على حساب الدفاع عن الوحدة الوطنية وكرامة الجزائريين وعزتهم، واصفة الهيئة التي تشرف على تسييرها بأنها ليست مجرد مؤسسة خيرية، بقدر ما هي مكملة لمجهود الدولة، بل هي تمثل ضمير الدولة وسندها، بل وذراعها الإنساني، في ظل تحدّ كبير تعيشه الجزائر، التي أصبحت تمثل مرجعا يقتدى به على المستويين الدولي والإقليمي في العمل الإنساني والأمني. وقد برز النموذج الجزائري، بحسب المتحدثة، بقوة في عملية الترحيل التي قامت بها الجزائر للرعايا النيجريين، استجابة لطلب حكومة بلادهم. وقد تمت العملية وفقا للمعايير المعمول بها دوليا، وهو ما جعل المنظمات الإنسانية الدولية تنوّه بما قامت به الجزائر التي سيبقى أبناؤها سدّا منيعا وحصنا لا يخترق في وجه الأطماع المتواصلة للقوى الكبرى التي تدخلت في الشؤون الداخلية للدول، تحت ما يعرف ظلما “بالربيع العربي” والجميع يعرف نتائج وتداعيات ما حدث.