السّينما بمواصفات عصرية والمسرح يحفظ وجه مدينة بني شقران وصف مدير الثقافة محمد سحنون، عمله على تنشيط الحركة الثقافية بمعسكر، من خلال وجوده كمسؤول أول عن القطاع، ب “الخدمة الوطنية”، ولأنه ابن المنطقة الثرية بروافدها التاريخية والثقافية والتراثية، قال محمد سحنون في حديث ل “الشعب”، إنه كان “لزاما على أبناء معسكر أن يعملوا على إبراز المكنون الثقافي الثري للمنطقة”، ما دامت كل السبل موجودة ومتوفرة. اعتبر المتحدث غياب المرفق الثقافي هو أهم عنصر قد يفقد الثقافة فعاليتها ونشاطها، غير أن المشكل غير مطروح بولاية معسكر، باعتبار توفرها على عدة مؤسسات ثقافية، تضاف إليها إنجازات عزّزت القطاع من فضاءات المطالعة العمومية والمراكز الثقافية، وما استلمه قطاع الثقافة بمعسكر من تجهيزات ومرافق جديدة على غرار دار الثقافة أبي رأس الناصري الموسوم بصفة القطب الثقافي بامتياز والذي تم افتتاحه مؤخرا، والمسرح الجهوي المعاد ترميمه، وعدة مشاريع لإنجاز مكتبات حضرية وشبه حضرية بمواقع مختلفة من تراب الولاية، تطوير سبل دفع الفعل الثقافي بإشراك الجمعيات. كل هذا يضيف مدير الثقافة لولاية معسكر محمد سحنون سيعطي قيمة إضافية للموروث الثقافي للمنطقة التاريخية، كما يستوجب العناية والاستغلال الأمثل لهذه المرافق من خلال تنشيط الفعل الثقافي وإدماج الجمعيات الشبانية والثقافية في تصور تشاركي، يمكّن من تتويج الأنشطة الثقافية بعقد برنامج ما بين المؤسسات الثقافية والحركة الجمعوية، لما يراد به حسب المسؤول دفع وإعادة النظر في طرق تعامل الجمعيات مع المؤسسات الثقافية، فضلا عن اعتماد مصالح القطاع بمعسكر في إطار توجيهات الوزارة الوصية، لاستراتيجية تبني المؤسسات الاقتصادية لطريقة الرعاية الاشهارية للأنشطة والمواعيد الثقافية الهامة. حصيلة ثقيلة من النّشاطات الفكرية والتّاريخية عن النّشاط الثقافي بولاية معسكر وحصيلته السنوية التي اختتمت بإطلاق مبادرة لإحياء عطل نهاية الأسبوع السياحية، تفاعلت مصالح مديرية الثقافة مع الحدث وأعطته ملامح ترتبط بالتراث والفانتازيا، حيث يشرف القطاع على حشد وانتشار الفرق الفلكلورية والفانتازيا على مستوى المساحات الغابية وفضاءات الراحة لإنعاش السياحة المحلية وتنشيط الفعل الثقافي، فضلا عن ما كان لقطاع الثقافة من حضور بارز في شتى التظاهرات المحلية والاحتفالات المخلدة للأعياد الوطنية. وكان قطاع الثقافة حسب سرد مفصل لمسؤوله محمد سحنون، قد أقام ملتقيات أدبية وفكرية تسلط الضوء على أعلام المنطقة رجالاتها، وأيام وطنية للشعر الشعبي المتجذر في تاريخ وتقاليد ولاية معسكر، شارك فيها شيوخ وأعمدة الشعر الملحون، واحتضنها موقع شجرة الدردارة التاريخي، الذي شهد لدلالته الرمزية والتاريخية لمناقب الأمير عبد القادر، عدة تظاهرات كان أخرها فعاليات جائزة الأمير عبد القادر للتعايش السلمي بمشاركة مؤسسة جنة العارف، وتمّ على هامشها الإعلان عن جائزة الأمير عبد القادر للفكر والثقافة بالتعاون مع جمعية على خطى الأمير عبد القادر، وستقام المنافسة على الجائزة سنويا بمناسبة الاحتفال بذكرى المبايعة الأولى لمؤسس الدولة الجزائرية الحديثة. الفن التّشكيلي يسجّل حضوره في عدة مناسبات كما عرفت السنة الثقافية بمعسكر عدة نشاطات للفن التشكيلي، كان أولها التظاهرة الفنية التي شارك فيها أكثر من 54 فنان تشكيلي من مختلف ربوع الوطن بخيمة الفن التشكيلي بموقع الزمالة في بلدية سيدي قادة، بمناسبة ذكرى المبايعة الثانية للأمير عبد القادر، تلتها بالمناسبة مسابقات فكرية وفنية بالتعاون مع قطاع التربية لفائدة الطلبة وتلاميذ المدارس. وسجّل الفن التشكيلي حضوره القوي في مختلف التظاهرات الفنية والثقافية من خلال معارض اللوحات التشكيلية، كان آخرها الصالون الوطني للفنون التشكيلية الذي احتضنته دار الثقافة أبي رأس الناصري. حركية دوؤبة في القطاع والمسرح حاضر في حصاد السنة الثقافية، وإلى جانب ذلك حظي قطاع الثقافة بمعسكر باهتمام المسؤولين المحليين، حين تقرر إعادة الاعتبار لدور السينما في المنطقة، واستفادت عاصمة الولاية في عملية أولى من مشروع لترميم قاعة سينما السعادة، وتجهيزها بأحدث وآخر التقنيات العصرية والتكنولوجية في مجال البث السينمائي، وكانت قاعة سينما السعادة قد احتضنت فعاليات الأيام الوطنية لفيلم الهجرة بمناسبة اليوم الوطني للهجرة المصادف ل 17 أكتوبر من كل سنة. وعلى سبيل الذكر، شهد القطاع الثقافي بمعسكر على مدار السنة حركية دؤوبة ساهمت فيها الجهات المحلية الرسمية والوصية على ملف الثقافة من خلال عدة تظاهرات لإحياء السهرات الرمضانية والصيفية، ونشاطات أخرى لفائدة فئة الأطفال وتلاميذ المدارس بمناسبة العطل المدرسية، كما كان للمسرح الجهوي لمعسكر نصيبه من حصاد السنة الثقافية، حيث خاض المسرح الجهوي لمعسكر خلال السنة التي توشك على الرحيل، في تجربة مسرحية جديدة لمسرح الأشياء، وهي ثاني إنتاج مسرحي جديد بعنوان “علة فلة” الموجهة أساسا لفئة الأطفال، بعد إنتاجه لمسرحية “هارمونيكا” التي شاركت في تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية ومسرحية “عزيزي طرازان” التي أعيد إنتاجها بطريقة “مونودرام”، كما كان لمسرح القوس الذي تشرف عليه جمعية الشروق من جهته عدة نشاطات فنية وثقافية، تفاعل معها جمهوره الخاص طيلة السنة، كان أبرزها تقديم مسرح القوس ل 15 عرض مسرحي خلال شهر رمضان المنصرم.