أشرف وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، على الافتتاح الرسمي لفعاليات الأسبوع الوطني السابع عشر للقرآن الكريم بقسنطينة. تجري الطبعة تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وتنظمها الوزارة الوصية. الأسبوع الوطني للقرآن الكريم، الذي اعتاد تنظيمه بدار الإمام منذ اعتماده من قبل رئيس الجمهورية، احتضنته هذه المرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية بحضور وزيرة التضامن والأسرة وقضايا المرأة “مونية مسلم” والإطارات المدنية والعسكرية. في رسالة قرأها نيابة عنه المستشار برئاسة الجمهورية علي بوغازي، أكد الرئيس بوتفليقة على المرجعية الدينية للجزائر التي كانت دوما ضمن ندوات الأسبوع الوطني للقرآن الكريم. وهي مرجعية أمَّنت المجتمع من الاضطرابات والاهتزازات وقوّت مناعته في التصدي للأفكار الغريبة الدخيلة وحملات التحريض على العنف. وقال الرئيس في رسالة أعطت بعدا ودلالة للتظاهرة، أن المرجعية الدينية صمام أمان الشباب من حملات التحريض على الفتنة والطائفية التي أُفشلت دوما وانتصرت روح التماسك والتآخي والتعايش على كل سوء. ودعا الرئيس المشايخ وأهل الاختصاص الديني لمواصلة النشاط بعزيمة وتحدّ لتحصين الجزائريين من الأفكار الهدامة الآتية من كل فجّ، تحاول بث الشك وسط المواطنين وتنتزع منهم روح الانتماء لأمة حافظت على قيم التسامح الديني ولم تنجر يوما وراء حملات تغليطها. من جهته سار وزير الشؤون الدينية والأوقاف على هذا النهج، مؤكدا في ندوة صحفية على المرجعية الدينية للجزائر التي تعتبر من المقدسات لا تقبل المساس. وقال الوزير في ردّ على سؤال “الشعب”: “إن المرجعية الدينية للجزائر تعتبر الخلفية الفكرية والسياسية للعمل الديني بالبلاد والتي تتشكل من ثلاثة أسس من الرجال وهم الموجودون بالمساجد، في الزوايا والجامعات والمتمثلة أساسا في الكتب التي تقوم قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، وتلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية والجزائر عاصمة الثقافة العربية، بطبعها لألف عنوان”. وأضاف محمد عيسى: “هي المرجعية الدينية التي تعتمدها الجزائر، أما العمل الثالث هو المنهج الموروث الديني الذي رسمه رجال واختاره الشعب على غرار المذهب المالكي والباقي والتصوف الذي يعتبر من أهم هذه المركبات الوسطية هي عنوان المرجعية الدينية، وهو الأمر الذي اعتبره “محمد عيسى” صمام الأمان”. وقال عيسى أيضا، إن الجزائر أضحت مرجع الدول العربية، التي تتساءل عبر وزارة الخارجية وسفراء عرب، عن كيفية محافظة البلاد من وقوعها في براثن الفتنة والتي وقع فيها المحيط العربي وكانت الإجابة من طرف وزارة الشؤون الدينية، أن البلاد إلتفّت حول مرجعيتها الدينية ورفضت أن يأتيها أئمة من الخارج ليفرضوا طبيعة التدين الموجودة ببلدانهم، أين رفضت أن يكون التوجيه نابعا من خارج الحاضنة وهو ما سيتم تكريسه بقانون توجيهي سيصدر أفاق 2019”. وأكد الوزير على أن جديد الطبعة السابعة عشرة للقرآن الكريم بقسنطينة عاصمة الثقافة العربية، هو أن أمام عاصمة الشرق الجزائري فرصة التألق بالتنظيم والتلقائية وببث دولي مباشر وهو ما اعتبره نقلة حضارية ترقى لمستوى الولاية. مع العلم، أن الأسبوع الوطني للقرآن الكريم، جاء تحت شعار: “العمل قيمة قرآنية” وشهد حضورا قويا للولايات بالقاعة الكبرى “أحمد باي”. انطلق بقراءة جماعية لآيات بيّنات من القرآن الكريم، تلاها طلبة الزاوية الحملاوية وكذا برنامج ثري يدوم إلى غاية 23 من الشهر الجاري.