دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى يوم الاثنين بمستغانم إلى إعادة النظر في مضامين الخطاب الديني وتوحيد المناهج ودعم التكوين لتقديم إعلام صحيح يعمل على تقوية رابطة الدين بين المسلمين. وشدد السيد محمد عيسى في كلمته الافتتاحية للملتقى الدولى حول "الإعلام الديني" على ضرورة "إعادة النظر في خطة الطريق و إلى توحيد المناهج وتعميق التكوين من أجل أن يكون إعلامنا الديني يتوخى التعريف بالإسلام السمح وتوضيح القيم الإسلامية البناءة والتعريف بأحوال المسلمين وتقوية رابطة الدين بينهم". و أضاف الوزير أنه "يتوخى من إعلامنا الديني التعريف بالشخصيات المرجعية في تاريخهم وحاضرهم وتفنيد الشبهات والافتراءات التي تشن عن دينهم وتصحيح صورة الإسلام المشوهة والامتثال لقيم الإسلام الإنسانية وإبراز الصور المضيئة فيه". وذكر أن "القرآن الكريم كتاب مرجعي في الإعلام الديني الذي يقع عليه واجب حضاري للتأمين الفكري للمجتمع" مبرزا أن "الإعلام الديني اليوم يجانب البساطة والوضوح ويعزف عن تنويع الأساليب وتطويرها ويفتقر إلى مسايرة المنظور السليم والاستناد الى البرهان القوي ويلجأ إلى العبارات المتشددة والأسلوب الفض". واعتبر السيد محمد عيسى أن الخطاب الديني "لا ينفك عن الخطاب الوطني بل هو صمام أمانة. والخطاب الديني المنفصل عن الخطاب الوطني هو خطاب ديني منفصم عن واقعه". كما أكد الوزير أن "التحدي اليوم هو مواجهة الفكر التكفيري الذي اتخذ له في الوسائل الاجتماعية الإلكترونية عبر شبكة الأنترنت مواقع جد متقدمة في الدعاية الى التطرف العنيف وإلى الإرهاب الدموي باسم الدين والذي أصبح يستقطب من الشباب أولئك الذين اجتثوا من حب أوطانهم وافتقروا إلى إعلام ديني راشد يهديهم للحق ويحصنهم ضد الإفراط في التشدد والتفريط في الدين". وأوضح السيد محمد عيسى أن "الدراسات الحديثة أحصت 46 ألف حساب في تويتر بين سبتمبر وديسمبر 2014 مروجة للإرهاب وتدعو له ضمن منظومية الداعشية الحديثة وأن 90 بالمائة من الإرهابيين الأوروبيين تأثروا بالأنترنت ولم يصدروا عن المساجد ولا المدارس القرآنية ولا عن وسائل الإعلام الديني التقليدية". وقد حدد لهذا اللقاء أربعة محاور أساسية وهي "المدخل المفاهيمي للإعلام الديني والمفاهيم المقاربة له" و"طموحات وأفاق الإعلام الديني" و"فلسفة الإعلام الديني" و"تحديات الإعلام الديني : البحث في الواقع والإشكالات". وبرمجت بالمناسبة عدة محاضرات على غرار "إشكالية الإعلام الديني في عصر العولمة" و"صناعة الرسالة في الإعلام الجديد" و"واقع وأفاق الإعلام الإسلامي في المنظومة الإعلامية العربية" و"دور الإعلام الديني في إدارة الأزمات المجتمعية وصناعة السلوك الحضاري" وغيرها. ويشارك في هذا الملتقى الى جانب رئيس سلطة الضبط لقطاع السمعي البصري ميلود شرفي و وزير الشؤون الدينية والأوقاف السابق بوعبد الله غلام الله ومشايخ الزوايا وأئمة وأساتدة وباحثين من مختلف جامعات الوطن والأردن والسودان والعربية السعودية ومصر وماليزيا والبحرين الى جانب بعض الشخصيات. وينظم الملتقى الذي يندرج في إطار تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015" بمبادرة من وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بالتنسيق مع مخبر دراسات الإعلام والاتصال لجامعة عبد الحميد بن باديس لمستغانم. وتقام أشغال اليوم الأولين للملتقى بمستغانم على أن تحتضن جامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة اليوم الثالث والأخير (28 مايو).