أحيا نادي التنشيط والشباب لجمعية «أنغام الحياة» بالقرارة، ولاية غرداية، الاحتفالات المخلدة لرأس السنة الأمازيغية «يناير 2966»، المصادف لتاريخ 12 جانفي من كل سنة ميلادية، ببرنامج متميز وثريّ حمل اسم ‘'تفاسكا ن ينار''، تحت شعار «هويتنا الأمازيغية رمز وطنيتنا ووحدتنا». تأتي هذه الاحتفالات متميزة هذه السنة، خاصة مع اقتراح مشروع الدستور الجديد اعتبار اللغة الأمازيغية لغة وطنية بجانب اللغة العربية، إضافة إلى إقرار اليونيسكو ضم يناير وتيفيناغ لقائمة التراث اللاّمادي العالمي. بالعودة إلى فعاليات «تفاسكا ن ينار» التي استمرت لثلاثة أيام متتالية أين افتتحت التظاهرة رسميا بمكتبة البلدية وهذا بحضور السلطات المحلية والهيئات العرفية وممثلي الجمعيات الثقافية والمجتمع المدني. وقد استهل حفل الافتتاح بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم تلاها العضو العنق الحاج قاسم، ثم أداء النشيد الوطني الجزائري، بعده قام المنشط حمو أوجانه بتعريف المناسبة باللغتين المزابية والعربية، ثم تلته كلمة رئيس الدائرة السيد لعرج نحيلة الذي هنأ الحاضرين والأمازيغ عامة بالعام الأمازيغي الجديد، ذاكرا «أسقاس دامقاس». من جانبه أوضح رئيس الجمعية الأستاذ الشيخ بالحاج بشير، أبعاد الاحتفال بالمناسبة. كما لم يغفل تعريف الجمعية وأبرز نشاطاتها، داعيا في نفس الوقت الراغبين للانضمام لنواديها، ثم شكر الأستاذ الحاج فخار رئيس مجلس أعيان قصر القرارة الجمعية على تنظيم هذه التظاهرة، مثنيا على رئيس الجمهورية ترسيمه اللغة الأمازيغية. في الأخير دعا رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية القرارة السيد عبد الله خياط، الشباب لخدمة الفلاحة والأرض، اعتبارا من ارتباط الأمازيغ بالأرض، والحرص على استقرار البلاد. معلنا في النهاية عن الافتتاح الرسمي لبرنامج «تفاسكا ن ينار»، ليتقدم بعدها الجميع بزيارة المعرض المقام بالمناسبة والذي يضم الألبسة التقليدية والمفروشات المحلية، والمأكولات الشعبية، والصناعات والحرف التقليدية، والصور الفوتوغرافية، وعتاد السقي التقليدي وعتاد النسيج التقليدي. كما تميّز البرنامج بتنظيم سهرتين فنيّتيّن، حيث شهدت السهرة الأولى مشاركات عديدة لمختلف الجمعيات والمهتمين بالأدب والتراث المزابي، على غرار جمعية الشيخ عدون الثقافية، وجمعية الطفل المبتسم، وأفواج الحياة للكشافة الإسلامية الجزائرية. كما شارك الأستاذ خفياني قليل محمد، والأستاذ بوراس عيسى، بقصيدة باللسان المزابي، إضافة إلى عرض فيلمين وثائقيين، الأول للمخرج توفيق بوراس بعنوان «تفاسكا ن ينار»، والثاني للمخرج مصطفى بوقرطاس بعنوان «إتران ن لميلود»، في حين السهرة الثانية أحيتها جمعية النغم للفن والأدب لقصر بنورة تحت إشراف الفنان المبدع والمتميز عمر بن يحي داودي. كما كان للتاريخ نصيبه في البرنامج، بتنظيم ندوة حول تاريخ وواقع الأمازيغية وحديث عن مناسبة رأس السنة الأمازيغية، نشطها كل من يحي خياط أستاذ الأمازيغية سابقا، ومحمد خفياني قليل أستاذ الأدب المزابي بمدرسة الحياة، إضافة إلى الضيف المتميّز وهو مدغيس أومادي ناشط أمازيغي إباضي ليبي مقيم بكندا، حاضر في الندوة عبر السكايب بالصوت والصورة. تميز البرنامج أيضا، بتنظيم ورشتين تكوينيتين، الأولى أشرف عليها الأستاذ يحي مجاهد حول كتابة التيفناغ، بحضور مكثف للراغبين في تعلم هذه الكتابة، وقد أعجبوا كثيرا بهذه الورشة، وقد خرجوا وقد تعلموا كيف يكتبونها. أما الورشة الثانية حول اللغة المزابية من تقديم الأستاذ عبد الله بكوش، بحضور متنوع استفاد كثيرا من قواعد النحو في اللغة المزابية.