80 بالمائة من الحكام في الجزائر جامعيون مهمتنا لا تنحصر في التعيينات كما يظن البعض يعود مستوى التحكيم في كل مناسبة إلى الواجهة لدى المتتبعين لشؤون الكرة في الجزائر أو في بقية البطولات عبر العالم، بالنظر لدوره الكبير في أية مقابلة أين يكون التركيز على “صاحب البذلة السوداء سابقا” كبيرا بحكم أنه يطبق القوانين فوق الميدان ويفصل في اللقطات التي ينشطها ال 22 لاعبا. كما أن شغف الجمهور يكون معتبرا لتشجيع فريقه المفضل مما يعني أن اللقطات تكون متابعة باهتمام وتحت المجهر، وقرار الحكم يكون حاسما في كل مرة لتسيير المباراة في ظروف جيدة .. وتماشيا مع تطور كرة القدم المطّرد في السنوات الأخيرة والمجهودات المعتبرة المقامة بالجزائر تماشيا مع هذه المسيرة نزل الدكتور خليل حموم رئيس اللجنة الفيدرالية للتحكيم في كرة القدم ضيفا على جريدة “الشعب”، أين تطرق لكل النقاط المتعلقة بالتحكيم والخطوات التي تم القيام بها في كل المجالات المتعلقة بتطوير سلك التحكيم من خلال زوايا متعددة للوصول إلى أهداف تكون في صالح الحكام وبالتالي تصب كلها لجعل كرة القدم الجزائرية في المستوى، حيث قال : “إن حالة التحكيم بالجزائر تتطابق مع حالة كرة القدم ككل كونها جزء من الكل، أين لابد من إعطاء تشخيص منطقي بعد عام ونصف من تكليفنا بهذه المهمة على رأس اللجنة الفيدرالية للتحكيم، كوني في نفس الوقت عضو للمكتب الفيدرالي للفاف نسير كفريق بأهداف معينة”. الرابطة الولائية هي النقطة الأساسية لانطلاق مسيرة الحكم كما ذكر حموم أنه لا يمكن رؤية الحكم على أنه “كامل” بدون شك أن هناك نقائص، لأن الحكم قبل كل شيء ليس ألة وإنما إنسان بإمكانه أن يخطئ، موضحا: “الحكم غير محترف، لديه عمل أساسي والتحكيم إضافة بالنسبة لمسيرته، فلم نصل بعد إلى احتراف الحكام عبر العالم، والفيفا بصدد تحضير مشروع للوصول إلى نقطة شبه احتراف الحكام لكي يتعامل اللاعب المحترف مع حكم محترف ومدرب محترف .. فحتى في أوروبا لم يتم الوصول إلى احتراف الحكام”. ومن أجل إعطاء دفع قوي للتحكيم ذكر ضيف “الشعب” أن برنامج ثري تم وضعه أخذ في الحسبان العديد من النقاط التي تسمح بتطويره من خلال إصلاحات ميدانية مشجعة، قائلا “الاصلاحات سارية، لا سيما على مستوى الرابطات لأن بداية مسيرة الحكم تكون على مستوى الرابطة الولائية، فلا بد أن تكون هذه القاعدة قوية لكي يكون تكوينه مبني على أساس متين قبل أن يصبح حكما فيدراليا”. بطاقة بيضاء وكل الإمكانيات لتطوير التحكيم وركز حموم على الإجراءات التي تم اتخاذها بإعطاء الفرصة للحكام الشباب لإدارة المقابلات على مستوى عال بتشجيعهم على تطوير قدراتهم بتوفير لهم الظروف المواتية لكي يبقوا في ظروف بدنية ومعنوية جيدة، وأضاف: “ التحكيم في تطور مستمر والكل شاهد أن الحكم الجزائري أصبح بصورة جيدة بفضل الخطة التي وضعناها والاعتماد على حكام لهم مستوى دراسي عال، لأن 80٪ من الحكام بالجزائر لهم مستوى جامعي، الأمر الذي يساعدهم على تحسين قدراتهم والتأقلم مع التطور الذي يحصل في هذا السلك عبر العالم .. وأشكر بالمناسبة رئيس الفاف محمد روراوة الذي أعطاني البطاقة البيضاء وكل الإمكانيات لتطوير التحكيم بالجزائر” وعن الخطوات التي قام بها على رأس اللجنة الفيدرالية للتحكيم أشار خليل حموم : “مهمتنا لا تنحصر في تعيين الحكام لإدارة المقابلات كما يظن البعض، لأن هذه التعيينات تجري من خلال تقديم معطيات لنظام الكتروني الذي يقوم بهذا العمل بشكل بسيط وسريع .. في حين أن مهمتنا كبيرة ومتشعبة في إطار تطوير التحكيم ككل .. وبدأنا المشروع بتشخيص الوضعية لرؤية أحسن وهذا بعد ان وجدنا الاجماع من كل الفاعلين في هذا المحيط لأن المشروع يتطلب مشاركة الجميع ويهم كل المعنيين بكرة القدم الجزائرية”. والنقطة الأساسية التي ذكرها حموم تهم ضرورة إعطاء التكوين مكانة خاصة نظرا للتطور المستمر الذي يحدث، حيث أن الاستثمار الحقيقي هو الانسان الذي لابد أن يجد أمامه مؤطرين في المستوى ويتابعون كل التطورات الحاصلة لتلقينها للحكام والتي ترتسم على الميدان بحكام يتحكمون فعلا في التعديلات التي تحصل والتقنيات الجديدة التي يتم إدخالها في “مهنتهم”. غيّرنا نظام التعيينات .. والحكم يتحصل على 40 ألف دج عن كل مباراة وأدخلت تحسينات كثيرة في عمل الحكام في الجزائر بفضل العمل المستمر الذي يقام من الناحية التنظيمية لانقاص الضغط على الحكم، حسب ما أكده لنا رئيس اللجنة الفيدرالية للتحكيم، قائلا: “بفضل طريقة التعيين في أخر لحظة أبعدنا الضغط على الحكم ونسعى دائما إلى إقصاء الدخلاء الذين يتحدوننا في الكثير من الأحيان حتى انه حصل لنا وأن غيّرنا حكاما في منتصف الليل لادارة مباراة .. ونحن نسير في الطريق الصحيح لجعل الحكم في ظروف أحسن أين حاليا يتحصل على مبلغ 40 ألف دج للحكم الرئيس و35 ألف دج للمساعد، كما أن ظروف تنقله وايوائه عرفت تحسنا كبيرا”. العمل بنظام “الثلاجة” لم يعد ساريا ... من جهة أخرى فإن “معاقبة” الحكام الذين يرتكبون أخطاء في المقابلات عرف تغيرا في النظرة لهذه النقطة التي لم يصبح فيها الحكم مهددا ب “الثلاجة” كما يقال أي ازاحته لفترة ما من إدارة المقابلات، حيث قال حموم: “التعديل فعلا جاء في هذا الباب أين كان الحكم بعد ارتكابه لأخطاء يتم إبعاده لفترة معينة من إدارة المقابلات قد تكون مثلا شهر والتي تؤثر عليه عندما يعود إلى المنافسة كونه غير محضر، لذلك فقد أجرينا تغييرا مهما .. فبعد أن تجتمع اللجنة المختصة المكونة من حكام دوليين يتم اتخاذ القرار بمعاقبة الحكم لمدة معينة بإنزاله إلى إدارة المقابلات في الأقسام السفلى، وبعد ذلك يتم إعادته للقسم الأول في ظروف بدنية جيدة، وبإمكانه مواصلة عمله بشكل جيد .. وهناك ترتيب شهري للحكام حسب التقييمات”. مشروع “دار الحكم” لتوفير كل الظروف المواتية للحكام في حين أن التحضر البسيكولوجي للحكام ومنحهم ظروف مهنية أحسن يبقى الشغل الشاغل في نظر خليل حموم، حيث أن هناك نظام تم وضعه بإعطاء فرص للراحة للحكام في فترات متقطعة من الموسم للبقاء مع عائلته بعيدا عن ضغط العمل .. كما أن المشروع يمتد إلى أبعد من ذلك يوضح ضيف “الشعب”: “نسعى حاليا إلى إنشاء دار الحكم وتكون الأولى بالعاصمة، والتي تحتوي على مركز للتدريب والإيواء والترفيه وإقامة الدورات التكوينية على شكل المركز التقني لسيدي موسى بالنسبة للاعبين .. كما ستكون أيضا مشاريع من هذا النوع على المستوى الجهوي .. وبالتالي يكون هؤلاء الحكام الشباب في ظروف أحسن من هذه الناحية، ومن جهة أخرى نحن بصدد التفكير حتى في وضع استراتيجية لكي يكون العمل اليومي الإداري للتحكيم من اختصاص إداريين دائمين، على أن تصبح اللجنة الفيدرالية للتحكيم مسؤولة عن سياسة الاتحادية في مجال التحكيم”. ولذلك، فإن التنظيم الاحترافي التي تسير عليه اللجنة الفيدرالية للتحكيم يتجسد ميدانيا من خلال التغيير المستمر الحاصل فوق ميادين كرة القدم الجزائرية، خاصة وأن المشاريع تصب كلها في تحسين كل المحيط الذي يهم الحكم، لا سيما وان الاختبارات لاجتياز حكم فيدرالي لم تجر منذ 8 سنوات أين بقي الحكم في نفس المستوى، وأصبحت الأن تجري في كل سنة كمسابقة يومي 19 مارس وأول ماي، أين تكون الكفاءة في مقدمة الاهتمامات لكي تكون النتائج فوق الميدان تسير دائما إلى الأمام وتشجع الشبان على الدخول عالم التحكيم.