وضع علي فوزي رباعين المواطن في قلب الاهتمام، داعيا إلى مزيد من التكفل بانشغالاته وعدم تركه لأمره يواجه تعقيدات المرحلة التي زادتها حدة تداعيات المأساة الوطنية. وانتقد مرشح عهد ,54 السياسات الوطنية التي أفرزت هذا المعطى وتركت المواطن في خانة الإهمال والتسيب لا يُتَذكر سوى في المواسم الانتخابية، وهي حالة ولدت اليأس لدى عامة الناس، وكرست صور سلوكية تشكك في ما يقدم إليهم ويعرض عليهم من تدابير إخراجهم من الأزمة الطويلة المتراكمة. وحسب رباعين في الحملة الانتخابية التي يخوضها معتمدا على مبدأ ''التغيير الآن وليس غدا'' فانه لا بد من مراجعة الأمور بجدية والتقرب من المواطن المهموم المغلوب على أمره لاستعادة ثقته المهتزة وزرع الأمل فيه بعد سنوات الإحباط والخوف من الغد. وظهر هذا الطرح جليا في الأسبوع الأول من خرجات رباعين الميدانية واللقاءات الجوارية التي ينظمها بلا انقطاع في مختلف جهات الوطن، مفضلا مخاطبة المواطنين مباشرة والاستماع لمشاكلهم ونظرتهم لسياسة التغيير أكثر من الخطب السياسية المملة التي لم تعد تجد نفعا في هذا الوقت. ويذكر رباعين انه يتخذ من اللقاءات الجوارية فرصة للاستماع للآخر ومعرفة قضاياه وطلباته بدل امطاره باملاءات فوقية تزيده نفورا وهروبا من السياسة السياسوية، وتبعده خطوات أخرى عما يدبر ويخطط له أهل الحل والربط. وشدد على هذا تحديدا في اللقاءات الجوارية بالغرب الجزائري الذي اعتبره واجهة مناسبة لعرض محاور برنامجه الانتخابي. وهو عرض اختار المتر شح الأسلوب البسيط السهل لإيصاله لأغلبية المواطنين وحثهم على أن يكونوا هم المقررين للتغيير بدل إنابة عنهم آخرين، ويتقرر الرهان بكسر حالة التردد والتمادي في الانسياق وراء الخطاب المشؤوم الذي يشدد على المقاطعة بدل المشاركة في الاستحقاق الرئاسي في التاسع افريل القادم. وبعد توجيه الانتقادات القوية للاكراهات الجبائية التي تطال التجار والحرفيين والضغط عليهم للحيلولة دون مواصلة العمل المنتج الخالق للثروة والعمل، نادى فوزي رباعين بسياسة حماية أقوى تقي المستهلك من خطر استيراد المواد المغشوشة من ''صنع تايوان'' وما تحمله من مخاطر مباشرة على الصحة العمومية والأمن الغذائي. ويزداد التأزم أكثر مع استيراد الأدوية التي يتولاها وكلاء غرباء على المهنة غايتهم الأسمى تحقيق الربح بأي طريقة وثمن. وشرح فوزي رباعين وهو طبيب مدرك بخبايا الأدوية والصيدلة، السياسة الوطنية للصحة التي اعتبرها لا تسير على الصواب. وقدم رباعين اقتراحات عملية لإعادة بعث الصحة من الرماد وانعاشها وإخراجها من المرض المزمن، وتصب الاقتراحات في ''انسنة'' المستشفيات والمراكز العلاجية، ومراجعة سياسة الاشتراكات للعمال الاجراء في صندوق الضمان الاجتماعي التي يراها في هذا الظرف تفيد اتحاد العمال دون سواه. وهنا يؤدي الكلام إلى ضرورة فعل المستحيل من اجل فتح الباب للتعددية النقابية تجاوبا والتحول السياسي الاقتصادي الاجتماعي بعيدا عن أي محاولة احتكارية تمثيلية تنشط في ظل تعددية صورية تمس قشور الأشياء لا جوهرها. فنيدس بن بلة