حاول رئيس حزب ''عهد ''54 علي فوزي رباعين ومرشحه لرئاسيات 2009 توظيف عدة ملفات في إطار حملته الانتخابية، بغية ضمان أكبر قدر ممكن من الأصوات يوم الاقتراع. وتطرق رباعين أحد الوجوه السياسية التي تمكنت من استيفاء الشروط القانونية التي تؤهلها لخوض غمار هذه الانتخابات المصيرية لثاني مرة بعد رئاسيات 2004 إلى تحسين الظروف الاجتماعية التي يعيشها المواطن والعمل على الحد من أسعار المواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع التي شهدت تصاعدا غير محمود العواقب، من خلال تنظيم التجارة وتوزيع عادل لثروات البلاد على جميع الجزائريين في حال اعتلائه سدة الحكم في البلاد. وقال ابن العائلة الثورية ومواليد سنة 1955 بالعاصمة إنه من حق الشعب الجزائري التمتع بخيرات بلاده والعيش بكرامة على ترابه، مؤكدا أن ذلك حق اكتسبه منذ أجيال بنضاله وليس فضلا تمن به عليه السلطة أو كرما تجود به عليه وتنسبه إلى نفسها. ودعا طبيب العيون والأب لطفلين الشباب إلى التمسك بخيط الأمل والبقاء في الجزائر بدل محاولة الهجرة والحرقة غير مضمونة العواقب، كون أن الحل الأمثل لتغيير الوضع القائم يمر عبر صندوق الاقتراع واختيار الرجل الأنسب لكرسي الرئاسة. أين تعهد بتكريس حقوق الإنسان وحمايتها في حال ما مكنه الشعب من الوصول إلى سدة الحكم، وكذا ترقية حقوق المرأة وإعطائها المكانة التي تستحقها في هذا المجتمع. وجدد مرشح حزب عهد 54 للرئاسيات عزفه على وتر الحريات العامة وتوسيع مجالها والعمل على مد منظمات حقوق الإنسان بالدعم اللازم وجعلها بعيدة عن الضغوط السياسية، داعيا إلى ضرورة استعادة ثقة المواطن في مؤسسات الدولة من خلال الفصل بين العمل السياسي والعمل الذي يندرج في سياق المصلحة العامة. واعتبر العضو المؤسس لجمعية أبناء وبنات الشهداء لولاية الجزائر سنة 1985 ورئيسها إلى غاية 1990 إصدار عفو شامل فيما يتعلق بما خلفته المأساة الوطنية بالخيار الذي يعود البت فيه للشعب فقط، وعلى رأسه الفئات التي عانت وتضررت من ويلات الإرهاب وتملك لوحدها الحق في إصدار عفو شامل عن المتورطين. حيث فرق المترشح بين مسألة فتح باب الرحمة أمام التائبين فعلا الذين عقدوا النية على التراجع عن الطريق الذي ساروا فيه وأولئك الذين يتخذون من المصالحة ستارا للاستمرار في جرائمهم في الخفاء. ووعد رباعين بإضفاء المزيد من الاحترافية على الجيش الوطني الشعبي من خلال إرسال النخبة لإجراء تربصات بأعرق المدارس العسكرية في العالم، وكذا تزويد القوات البرية والبحرية والجوية بآخر الإمكانيات اللوجستيكية، دون الخشية من انقلاب عسكري بتكريس عامل الشفافية على التعيينات والترقيات العسكرية مع فتح الباب واسعا أمام الضباط الشباب الذين يمثلون مستقبل هذا الجدار الحامي للسيادة الوطنية، بالإضافة إلى إبقاء المؤسسة العسكرية بعيدة عن السياسة. ولم يخف مرشح حزب عهد 54 مغازلته لرجال الإعلام، مدعيا أن برنامجه يدعو لأن تكون الصحافة حرة ومستقلة ولإعطاء الفرصة لأصحاب المهنة من أجل حماية الأفكار والحريات التي ضحى من أجلها مليون ونصف مليون شهيد، وملحا على ضرورة حماية الصحفي الذي يحمل رسالة نبيلة ويعيش ضغوطات من كل جانب وتحسين أوضاعه الاجتماعية من الضغوطات السياسية والاقتصادية وحتى ضغوطات المطابع والإشهار، ومطالبا بأن تلعب الصحافة دورها في البحث والكشف عن الحقائق ولا يجب أن تكون معارضة لأن المعارضة من مهام الأحزاب السياسية على حد قناعته.