ماجاءت به مراجعة الدستور تكملة لجهود الجمعيات في الحفاظ على الهوية كشف أكلي أوعمارة نائب رئيس الجمعية الثقافية “نوميديا” بوهران، ل”الشعب” عن شروع الجمعية في تجسيد مشروع كلف هو بالتنسيق بشأنه يحمل عنوان: “استعمال التكنولوجيات الحديثة كالانترنت في حماية والحفاظ على التراث الأمازيغي”. أوضح منسق المشروع، أن “هذا الأخير يدخل في إطار الحفاظ والترويج للهوية وللغة الأمازيغية، ويهدف إلى إنشاء أرضية على شبكة الانترنت والتي يمكن استغلالها كقاموس فرنسي- أمازيغي يساعد كل من يهتم بهذه اللغة في تعلمها، هذا من جهة، وكفضاء لجمع ورقمنة التراث الأمازيغي من أمثال شعبية وحكم وإلغاز وحكايات ومعاني من جهة أخرى”. في ذات السياق، أضاف نائب رئيس الجمعية،”أنه سيتم التركيز في تصميم هذه الأرضية الرقمية، في البداية على القواميس الموجودة، تم سيشرع في إثرائها بإدخال كل ما سيتحصل عليه أفراد الجمعية من تراث شفوي أمازيغي”، معتبرا المشروع، “بمثابة فرصة ذهبية لإنشاء بنك قيم للمعلومات، الذي يمكن الاستعانة به فيما بعد في إعداد برامج أخرى متعلقة بإثراء وترقية اللغة الأمازيغية”. ولم يقتصر نشاط الجمعية منذ سنين عديدة، على هذا المشروع فحسب، بل سطرت، برامج ثقافية أخرى متعددة الأهداف، منها، اليومية أو الجريدة الالكترونية التي يريدها أفراد الجمعية فضاء مفتوحا للكتابة والتعبير والقراءة باللغة الأمازيغية. كما شرعت الجمعية في تصميم وإطلاق موقع الكتروني لتعليم اللغة الأمازيغية، مفتوح لكل من يهمه الأمر في الداخل والخارج، حسب نائب رئيسها مشيرا إلى أن الاختيار والاعتماد على التكنولوجيات الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي، يهدف إلى توسيع رقعة الاستعمال وتعميم الفائدة لتشمل أكبر عدد ممكن من الناس، وفتح المجال وإتاحة الفرص أمام كل من يهتم بالهوية والتراث واللغة والأمازيغية، كما يرحب بكل من يريد المشاركة في هذا المشروع. وأضاف المنسق قائلا، أن “الجمعية، شرعت منذ مدة في جمع الحكايات الشعبية الأمازيغية، حيت سيتم كبداية إصدار 4 منها قريبا، كما أنها انطلقت في تجسيد مشروع القاموس الفرنسي الأمازيغي، الذي سيوسع في المستقبل إلى عدة لغات، مباشرة بعد تلقيها الشهر الماضي تمويلا لقسم منه من قبل الاتحاد الأوروبي، يقدر ب400 مليون سنتيم، أي ما يعادل 10٪ من القيمة الإجمالية له، هذا في إطار معاهدة التعاون التي أبرمت بين الاتحاد ووزارة الثقافة والرامية إلى حماية والحفاظ على التراث الجزائري، المادي واللامادي الجزائري”. وفي سياق آخر، اعتبر أكلي أوعمارة أن ما جاء به تعديل الدستور الجزائري من مواد للحفاظ على التراث الثقافي الجزائري، وكذا تكريس الأمازيغية لغة وطنية هو تكملة تحصيل إيجابي وطبيعي لكل الجهود التي بذلت وتبذل في هذا المجال. وأشار المتحدث أيضا إلى “أنه سيكون لهذا القرار وقع إيجابي على كافة المجتمع الجزائري وعلى كل مجهود الرامية للحفاظ على الهوية والثقافة الجزائرية بكل جوانبها، كما أنه من الضروري تعزيز الصلاحيات وتشجيع الجمعيات الثقافية التي تلعب دور همزة الوصل بين المواطن والحكومة، باعتبارها شريكا قويا في كل هذه المشاريع الصائبة”.