تحضر وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، دراسة إحصائية شاملة عن وضعية الأطفال المهاجرين واللاجئين بالجزائر لتمكينهم من إجراءات إدماجية موجهة لهم، حيث وفرت الوزارة مجانية العلاج والتعليم، وتعمل حاليا على توفير حماية خاصة لهم لاسيما حاملي وثائق الهوية. وفي هذا الصدد، أفادت وزيرة التضامن مونية مسلم سي عامر، أمس، أن الجزائر مكنت الأطفال المهاجرين إليها من التعليم المجاني والصحة والإسكان حسب الظروف المتاحة، داعية أوصيائهم إلى توفير وثائق الهوية لإدماجهم رسميا وضمهم إلى الدراسة الجاري التحضير لها مع الشركاء الاجتماعيين. وأضافت مسلم في كلمتها بمناسبة اليوم المغاربي للطفل الموافق ل17 فيفري من كل سنة بالمركز الثقافي عيسى مسعودي بالعاصمة، أن الجزائر استطاعت توفير التعليم لحوالي 98 بالمائة من الأطفال الجزائريين، وذلك في إطار سياسة التعليم المجاني، كما تعمل على سن تشريعات قانونية لتوفير الحماية اللازمة للمهاجرين. وتفتح الجزائر باب اللجوء إلى كل أطفال دول الجوار لاسيما تلك الدول التي تعرف لا استقرار، حيث دعت مسلم أولياء الأطفال إلى عدم دفعهم إلى التسول وظاهرة العمالة التي تحاربها بشكل ردعي، ملحة على ضرورة توفر الوثائق الإدارية لتمكين الفئة من كل المتطلبات على نحو الأطفال الجزائريين. بدورها أشادت ممثلة منظمة أطباء العالم “شارلوط دو بيزي” بدور الجزائر في توفير مجانية العلاج للأطفال المهاجرين ما سمح لهم بالتأقلم في البلاد وتفادي الإصابة بالأمراض، حيث أشارت المتحدثة إلى نتائج أجابية سجلتها المنظمة حديثة التواجد بالجزائر عن الوضع الصحي والتعليمي ونوهت المتحدثة بجهود الجزائر لاستقبال المهاجرين الأطفال بالمراكز الاستشفائية العمومية مجانا لاسيما الأطفال الذين فقدوا ذويهم، مؤكدة أهمية البرنامج المسطر مع منظمات المجتمع المدني الجزائرية لوضع برنامج يسهل ولوج الأطفال إلى المدارس العامة. كما قال ممثل منظمة اليونيسيف بالجزائر “مارك لوكت” أن الأطفال المهاجرين أو اللاجئين يجب أن يحظوا باهتمام كبير من طرف الدول، مشيرا أن عمل المنظمة يقتصر على دعم الفئة، من خلال رسم سياسات عامة في الدول تعتمد على ثلاث ركائز منها تطوير المجال التعليمي الخاص بهم، وحمايتهم من المخاطر التي قد يتعرضون إليها، وكذا الوصول إلى نتائج رسمية حول إدماجهم اجتماعيا، مشيرا إلى أن الجزائر بحكم موقعها الجغرافي تستقبل مئات الأطفال المهاجرين من دول الجوار، موضحا أن هناك مخططا وضعتها المنظمة في ولايات تمنراست ووهران وعنابة والعاصمة لمتابعة وضع الأطفال. وحسب نتائج التحقيق الذي قامت به منظمة أطباء العالم السنة المنقضية أظهرت نتائجه أن 22.5 بالمائة من الأطفال المهاجرين يتلقون التعليم، منهم 44 بالمائة في القطاع العام و55 بالمائة في المدارس الخاصة، وأظهرت النتائج الإجمالية صورة ايجابية عن وضعية معظم الأطفال في مراكز الإيواء التي وفرتها الدولة.