قالت القوات المسلحة الموالية للحكومة الليبية المعترف بها دوليا أول أمس، إنها أجبرت إرهابيين على الإنسحاب من عدة مناطق في بنغازي وسيطرت على ميناء المريسة الإستراتيجي. أضاف الجيش الوطني الليبي أنه سيطر أيضا على مدينة أجدابيا التي تبعد نحو 150 كيلومترا جنوبي بنغازي وهي مدينة أخرى يخوض فيها الجيش قتالا ضد جماعات إرهابية. وبخصوص أجدابيا صرح أكرم بوحليقة المتحدث باسم الجيش الأحد بأن القوات المسلحة طردت المسلحين من المنطقة المحيطة بشارع القلوز والمنطقة الصناعية وهما آخر موقعين كانا تحت سيطرتهم في المدينة. وقال بوحليقة إن 3 جنود قتلوا في اشتباكات الأحد فيما أكد مصدر بمستشفى في أجدابيا مقتل 65 شخصا وإصابة 140 آخرين في القتال هناك خلال الشهرين الأخيرين. من جهته أعلن منذر الخرطوش المتحدث باسم الكتيبة 309 أن الجيش الليبي سيطر على ميناء المريسة الاستراتيجي وعلى حي الحليس القريب في بنغازي مشيرا إلى التقدم في حي بوعطني الذي جرت فيه اشتباكات عنيفة أول أمس السبت. وقال الخرطوش إن الجيش تمكن من قطع الإمدادات القادمة إلى الجماعات المسلحة غرب بنغازي تماما بعد سيطرته على ميناء المريسة مضيفا أن ثلاثة جنود و15 مسلحا قتلوا في اشتباكات الأحد. وتمثل السيطرة على ميناء المريسة انتصارا كبيرا للجيش بحسب مراقبين حيث أن «الجماعات المسلحة تتلقى إمدادات الأسلحة من خلال الميناء». وتأتي هذه التطورات بعد أيام من استهداف غارة جوية أمريكية لما يشتبه إنه معسكر تدريب لتنظيم الدولة الإسلاميةالارهابي في مدينة صبراتة بغرب ليبيا مما أسفر عن مقتل نحو 50 شخصا بينهم اثنان من موظفي السفارة الصربية كانا قد خطفا في ليبيا في نوفمبر الماضي كما تأتي في وقت تحاول فيه حكومة الوحدة التي تم تعيينها بموجب خطة ساندتها الأممالمتحدة الفوز بثقة البرلمان المعترف به دوليا في شرق البلاد. محاولة دولية أخيرة لإنقاذ حكومة الوفاق ولا تزال تشكيلة الحكومة الليبية التي يرأسها فايز السراج، تنتظر مصادقة البرلمان الليبي بعد تأجيلات متتالية، لكي تبدأ عملها بشكل رسمي في بلد تشعله النزاعات والعنف، وفي هذا السياق قال عضو في البرلمان الليبي إن المصادقة على حكومة الوفاق قد تتم اليوم . في غضون ذلك، التقى المبعوث الدولي إلى ليبيا مارتن كوبلر رئيسَ البرلمان عقيلة صالح في مدينة طبرق للمساعدة في دفعِ المشاورات الجارية للمصادقة على الحكومة. ومع التطورات السياسية المتسارعة في ليبيا يزداد المشهد الأمني خطورة وتعقيداً، في ظل توسع داعش في الوسط، في الوقت الذي بدأ فيه بعض اللاعبين الدوليين وعلى رأسهم واشنطن الدخول إلى مسرح المواجهة مع التنظيم، بينما تنتظر دول الاتحاد الأوروبي بصبر كاد يفرغ المصادقة على حكومة الوفاق لتبدأ بشن غاراتها على مواقع التنظيم، كما أعلن العديد منها مرارا وتكرارا. غارة مجهول الهوية على قارب ل«داعش» أفادت مصادر ليبية في مدينة صبراتة بقيام طيران مجهول الهوية باستهداف زورق صغير قبالة سواحل المدينة مساء الأحد. وقالت المصادر أن «أعمدة دخان أسود شوهدت تتصاعد من الزورق المستهدف الذي يرجح انه كان ينقل عتادا عسكريا لافراد تنظيم داعش الإرهابي». ولم يتضح بحسب نفس المصدر أن كان هناك إصابات أو قتلى بين ركاب الزورق جراء هذا الاستهداف، كما لم تؤكد أية جهة تنفيذ هذه الغارات.