بعدما حققت الفرق «الصغيرة « المفاجأة هذا الموسم في كأس الجمهورية لكرة القدم، وإقصاء العديد من اختصاصي المنافسة في الأدوار الأولى، اتصلنا برئيس إتحاد العاصمة السابق «سعيد عليق» الذي أكد بأن أحد هذه الفرق الصغيرة قد يحقق المفاجأة بتواجده في النهائي، في هذا الحوار: »الشعب»: كيف تقيم لنا مستوى البطولة هذا الموسم؟ سعيد عليق: أعتقد أن مستوى البطولة في تراجع من موسم لآخر، فلم نعد نشاهد ذلك اللعب الجميل والخطط التكتيكية التي كان يتميز بها كل فريق مثل السابق، الآن الفرق الجزائرية تعمل من أجل نيل النتائج وحصد النقاط الثلاثة داخل الديار حتى لا يغضب عليها الجمهور هذا كل ما في الأمر، للأسف الشديد أسلوب اللعب تغير والمتعة الكروية زالت عن ملاعبنا في نهاية الأسبوع، وأصبحنا نسعد كثيرا عندما نشاهد مباراة جميلة على شاشة التلفزيون، هذا الموسم منذ البداية فريق إتحاد العاصمة يسيطر على البطولة، بعدما مر بفترة زاهية وبلغ نهائي كأس الجمهورية، ويعود ذلك ربما لأنه شرع في التحضير قبل الفرق الأخرى، لكنه بالمقابل مع بداية مرحلة العودة وبضمانه جزئيا اللقب، تراجع مستواه وأصبح لا يقنع كثيرا في خرجاته منذ انطلاق مرحلة الإياب، وقد يعود ذلك ربما إلى التعب الذي نال من اللاعبين، أعتقد أن البطولة حسمت والإثارة بقيت في الكأس هذا الموسم. بالحديث عن الكأس، أغلب الفرق الكبيرة وأصحاب الاختصاص تم إقصائها، إلى ماذا يعود ذلك في رأيك؟ بكل بساطة قرعة هذا الموسم أوقعت فرق النخبة في مواجهات مباشرة مع بعضها البعض، هذا السبب الأول في ابتعاد عدد كبير من الأندية الناشطة في المحترف الأول عن المسابقة، بالإضافة إلى ذلك برزت بعض الفرق الناشطة في الأقسام الدنيا التي صنعت المفاجأة من بينها نادي بارادو الذي أزاح إتحاد العاصمة في مفاجأة مدوية هذا الموسم، وكذا إتحاد تبسة الذي تمكن من إقصاء كل من إتحاد البليدة وإتحاد الحراش، أما الفرق الأخرى مثل (مغنية، غريس، أمل رائد عين الدفلى وأخرى ..)، فقد أنصفتها القرعة وواجهة الفرق الدنيا مثلها، وهو ما عبد لها الطريق للتواجد في أدوار متقدمة، كما لا أخفي عليك ان المستوى متقارب جدا بين أندية النخبة والفرق الصغرى، وقد تجد فارقا بسيطا في التكوين فقط أما على أرضية الميدان فلا يمكنك التفرقة بين الذي يلعب في المحترف الأول وفي القسم الهاوي. هل تظن أن سيناريو نهائيات شاركت فيها فرق من الأقسام السفلى سيتكرر ؟ بطبيعة الحال كل شيء وارد يمكن القول ان بداية الالفية الحالية عرفت تراجعا رهيبا لكرتنا، وذلك التراجع هو الذي سمح للفرق الصغرى من بلوغ القمم، هذا الموسم على الأقل سيجد فريق واحد من الثلاثة الصغرى المتأهلة نفسه في نصف نهائي المنافسة، بما أن إتحاد تبسة سيواجه أمل مغنية، وقد تكون فرصة أحدهما لكتابة تاريخ نادي ببلوغ المباراة النهائية ولما لا خطف لقب السيدة الكأس لأن كل شيء وارد في النهائي وفي منافسة اسمها كأس الجمهورية. بالمقابل لازالت ثلاث فرق من المحترف الأول في السباق؟ أعتقد أن مولودية الجزائر هو الفريق الوحيد الذي يتواجد في مهمة أسهل على الورق من الفرق الأخرى أمام أصغر منافس بقي في السباق أمل غريس إلا إذا تمكن الأخير من صنع المفاجأة، وقد يكون أول فريق يحجز مكانته في المربع الذهبي، أما وفاق سطيف ونصر حسين داي سيكونان في مهمة لا يحسدان عليها، أمام كل من إتحاد بلعباس ونادي بارادو على التوالي، الوفاق يريد إنقاذ موسمه الفاشل بنيل لقب الكأس، والنصرية تريد العودة إلى الواجهة بعد سنوات عجاف، كما أن كل من إتحاد بلعباس وبارادو يصارعان لضمان ورقة الصعود إلى حظيرة الكبار، وصدقوني سيلعبون دون ضغط ودون مركب نقص، وهو ما قد يجعلهم يتخطون عقبة هذا الدور، لأنه تبقى من المنافسة 3 مباريات فقط، وهذه الأخيرة لن تكون عائقا أمام هذه الفرق من أجل بلوغ أهدفها، لذا لا يستبعد أن يصل فريق واحد من المحترف الأول إلى الدور النصف النهائي، وقد نحضر إلى سيناريو غير منتظر بعدم تأهل أي فريق من الدرجة الأولى إلى المربع الذهبي، وأعتقد أنها ستكون سابقة في كرة القدم الجزائرية.